جعجع: معوّض مرشحّنا النهائيّ.. وفريقُ الممانعة يُخطّط للشّغور الرئاسيّ

20 : 41

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنّ "المعطيات ليست واضحةً تماماً في مسألة انتخابات الرّئاسة، باعتبار أنّ الفريق الآخر مصمّمٌ على تعطيل هذا الاستحقاق بسبب الخلافات الكبيرة الحاصلة بين أفرقائه، فجبران باسيل غير راضٍ على سليمان فرنجية، في وقتٍ "حزب الله" لن يُقدم على ترشيح باسيل".


وأشار في مُقابلة تلفزيونيّة إلى أنّه "لدى فريق المعارضة نيّة للوصول إلى انتخابات رئاسيّة خلال المهلة الدستوريّة وتبين من الجلسة الأولى أنّنا بحاجةٍ إلى تعزيز الجهود لجمع أصواتنا والتوجه بعدها نحو الانتخابات ولكن في هذه الحالة سيواجهنا فريق الممانعة بالتعطيل".


وإذ شدّد على أنّ "القوات اللبنانية" تجهدُ كثيراً في توحيد صُفوف المعارضة وقد بادرت بهذا الأمر عبر التنازُل عن حقّها بمرشّح وذهبت للاتفاق على مرشح آخر، رغم ان لديها التكتل الأكبر في البرلمان، لفت جعجع إلى أنّ "المعارضة توصّلت إلى جمع أكبر عددٍ مُمكِن من الأصوات للنّائب ميشال معوض، إلّا أنّ فريقاً آخر وللاسف، من المعارضة لم يرضَ بالاتفاق وتوجّه نحو خيار مغاير او اعتمد الورقة البيضاء".


ردّاً على سؤالٍ، أجاب: "بعض التغييريّين أعلنوا رغبتهم باختيار شخصٍ من خارج الإصطفافات، ولكن هل يعتبرون على سبيل المثال لا الحصر أنّ سمير قصير اصطفاف ومن قتله اصطفاف آخر؟ أرفيق الحريري اصطفاف ومن قتله اصطفاف آخر؟ هذا بطبيعة الحال ليسَ بالتصنيف الصحيح، نُريدهم أن يبقوا أوفياء وأمناء لوعدهم للناس بتغيير شيء في حياتهم، ولكن ماذا فعلت المعارضة منذُ الانتخابات إلى اليوم من تغيير في حياة اللبنانيين مع العلم أن نظريّاً لديها أكثرية ولو بسيطة؟".


أضاف: "الوفاء الفعليّ يكونُ للبشر وليس لشعاراتٍ أطلقت أساساً عن طريق الخطأ والمطلوب أن ننجزَ للناس وليس أن نتمسّك بشعاراتٍ خاطئةٍ كشعار "كلن يعني كلّن". فمثلاً، "القوّات" ليست كـ"حزب الله" أو "التّيّار الوطنيّ الحرّ" و"الكتائب" ليس كـ "حركة أمل".


جعجع الذي شدَّد على وجوب الاتّفاق على مرشّحٍ خارج السّياق يكونُ سياديّاً بالحدّ الأدنى وإصلاحيّاً بالحدّ الاقصى، أكّد أنّ "المفاوضات لا تزالُ مستمرّةً من أجل إقناع أفرقاء المعارضة كافة للإلتفاف حول اسمٍ واحد"، آملاً الوصول إلى نتيجةٍ إيجابيّةٍ في هذا الموضوع قبل الجلسة المقبلة.


ورأى "رئيس القوّات"، "ضرورة أن نكونَ ديمقراطيّين بالحدّ الأدنى، فمعوّض نال 50 صوتاً من أصل 60 صوتاً من المعارضة، لذا على النواب العشرة الآخرين أن يتمتّعوا بالديمقراطية".


تابع: "نحن نرى في معوّض، مرشحنا النهائي، المواصفات التي تستوفي الشروط في الوقت الراهن فهو مرشح توافقي وليس مرشح "القوات اللبنانية" ولنذكّر الجميع أنه كان حليف المجتمع المدني في الإنتخابات ولم يكن على لوائح "القوات" الا اننا ذهبنا باعتماده لأنه يمكن أن يكون مرشحاً توافقياً في ما بين أفرقاء المعارضة".


كما اعتبر "رئيس القوات" أنّه "لو كان الفريقُ الآخر جادّاً بالتوصل إلى توافقٍ فلنتوافق على معوض، ولكن إذا كان يريدُ رئيساً "لحزب الله نصو" فهذا أمر مرفوض من قبلنا لان ذلك يعني "العوض بسلامتنا"، باعتبار ان الوضع اللبناني لا يتطلب رئيسا لادارة الازمة بل لمعالجتها، وإذا كان "الحزب" لا يريد مرشحاً كميشال معوّض فليعارض، وهذا حق له، لا أكثر ولا أقل، فلطالما نحن كنا في صفوف المعارضة لسنوات".


أردف: "الشغور ليس من مصلحة "حزب الله" كونه يريد رئيساً "على إيدو" وليس رئيساً للدولة اللبنانيّة، كما الجنرال عون كي ينفذ مطالبه، فيما نحن لا نريد "رئيس مواجهة أو تحدٍّ" بل جلّ ما نسعى اليه ايصال رئيس فعلي للدولة اللبنانية".


وكشف جعجع ان "فريق الممانعة سيتجه نحو التعطيل في حال عجز عن ايصال رئيس ينتمي الى فريقه، لذا يريد الذهاب باتجاه تشكيل حكومة بسرعة، فما من عاقل يقوم بهذه الخطوة في الوقت الراهن، على خلفية ان الحكومة ستعتبر مستقيلة عند انتخاب رئيس جديد، إلا إذا كان يخطط للشغور الرئاسي".


كذلك رأى ان "الازمة الحالية كشفت دور "حزب الله" في الآتون التي نمر بها، وبالتالي إذا حدثت اضطرابات اجتماعية أعتقد أنها لن تتخطى الإطار الحاليّ، ولكن في حال تفاقمت ستكثرُ المطالبات من الرأي العام اللبناني والخارجي بضرورة الاتيان برئيس بعيد من "حزب الله".


عن ملف الترسيم، لفت جعجع إلى أنّها "المرة الأولى التي يتصرّف فيها "حزب الله" بشكلٍ منطقيّ، إذ إن هناك اتفاقاً تكمن فيه مصلحة لبنان وبالتالي غض النظر، فضلاً عن "العنتريات" التي قام بها للإستهلاك المحليّ".


وذكّر أنّ "هذا الإتفاق هو نفسه الذي عملت عليه الحكومة منذ 10 سنوات، فحدود لبنان وفق ما ارسلته الحكومة في حينها للامم المتحدة هي الخط 23 الذي انطلق منه الاتفاق اليوم، ناهيك عن الضغط الدولي الحاصل في هذا الاتجاه".


وردا على سؤال، استبعد حصول صفقة عابرة للقارات بالنسبة لتعاطي "حزب الله" مع مسألة الترسيم حتى إشعار آخر، ولكن اعتقد جعجع أنّ "بالنسبة للحزب لا يوجد ما يسمّى إصلاحات أو ترشيد لعمل الدولة أو وقف للتهريب أو جباية للضرائب، فمفهومنا للدولة مغاير لمنطقه لأنّه يعيش على عدم وجودها، لذا الحل الوحيد بالنسبة له، إرضاءً لبيئته الحاضنة في خضم هذه الظروف، ان يأتي بالمزيد من الاموال، الأمر الذي لن يناله إلا من خلال استخراج النفط، من هنا قبل بعقد اتفاق مع اسرائيل".


كما أكد أن "حزب الله" يسعى إلى ترسيم الحدود بغية تلزيم التنقيب لشركة ما والحصول على الأموال منها مسبقاً من أجل تمويل الدولة، بدلاً من الذهاب إلى البنك الدوليّ الذي يخافه، فهو يحتاج لمن يأتيه بالأموال إلى لبنان، لذلك تمسّك بالرئيس سعد الحريري ومن قبله بالرئيس الشهيد رفيق الحريري لأنّهما كانا مصدراً للأموال. ولكن شدّد جعجع على أنّ "هذا الهدف لن نقبل به إذ يجب أن تحفظ الأموال التي ستجنى من النفط في صندوق للأجيال المقبلة كما تفعل الدول المتطوّرة كالنرويج على سبيل المثال".


اما عما نراه اليوم من حوادث مؤلمة في قوارب الموت واقتحام المصارف، فاعتبر أنها "ظواهر الازمة، فالشعب يبحث عن وسائل للنّجاة وهذه عوارض المرض إلّا أنّ المرض الفعليّ يكمنُ في وجود حكومةٍ ورئيس جمهوريّة لا يقومون بأيّ شيء وحتّى لم يباشروا بالاصلاحات".


عن البيان السعوديّ – الأميركيّ - الفرنسيّ، وصفه "رئيس القوات" أنّه "بمثابة إعلان مبادئ وهذا أمرٌ جيّدٌ ولكن المسؤولية الكبرى تقع على الكتل النيابية في لبنان فهي المسؤولة بالدرجة الأولى عن انتاج رئيس سيادي بالحد المعقول واصلاحي بالحد الكبير للبدء بالاصلاحات لاستقامة الأمور وعودة الدعم الدولي والعربي."


وعن التحرّكات الأخيرة في إيران، شدد على أنّ "ما يلفت ليس البعد السياسي، فبعدما شاهدت أنشودة مؤثرة لشاب إيراني عبر مواقع التواصل الإجتماعي، لمست بداية حرب ثقافية اجتماعية معيشيّة في ايران، على الجميع التوقف عند أبعادها، لأن من يتظاهرون لا يفكرون في البعد الاستراتيجيّ وإنّما الثقافي".


ورأى أنّ "ما نشهده في إيران سينعكسُ على بلدان أخرى ولا سيّما لبنان، لذا علينا انتظار ما ستؤول اليه حركة الشعب الايراني".

MISS 3