الرد اللبناني على العرض الأميركي إيجابي جداً والملاحظات إستيضاحية

واشنطن تضغط لإنجاز الإتفاق وسيكون بضمانتها لأسباب استراتيجية

02 : 01

عون واللجنة الفنية

يمكن القول ان لبنان في الاجتماع الرئاسي الثلاثي امس واجتماع الخبراء اعطى موافقته المبدئية على العرض الاميركي الخطي الذي قدمه الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، مع عدد من الملاحظات التي سيدونها في جوابه على العرض وترسل خلال الساعات القليلة المقبلة.

ولفت الارتياح الكبير لدى الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي الى مسار المفاوضات وما افضت اليه من نتائج، واكد مصدر مواكب لـ»نداء الوطن» انه استنادا الى الموقف اللبناني الرسمي «فان التوقيع على الاتفاق النهائي هو مسألة ايام والرد اللبناني متوقف على الصياغة من اللجنة الفنية والذي انجز ليلاً على ان يعرض على الرؤساء الثلاثة صباح اليوم لاخذ موافقة كل منهم على صيغة الرد النهائية وترسل فورا الى هوكشتاين، لندخل في مرحلة انتظار الجواب النهائي الذي على اساسه يتم التوجه الى الناقورة لصوغ المحضر النهائي الذي سيحرر على نسختين، نسخة يوقع عليها لبنان والوسيط الاميركي والامم المتحدة ونسخة مماثلة توقع عليها اسرائيل والوسيط الاميركي والامم المتحدة وتبلغ نسخة عن كل منهما الى الامم المتحدة».

واشار المصدر الى ان الملاحظات بعضها جوهري ولكن لا تؤثر على الموقف المبدئي وملاحظات تقنية استيضاحية، انطلاقا من العرض الاميركي الذي يتضمن اقراراً بحدود لبنان البحرية على اساس الخط 23، والتزام شركة توتال الفرنسية بدء الحفر في البلوك رقم 9، وترتيبات امنية تبدأ من عمق 5 كيلومتر يتولاها لبنان والامم المتحدة، ولا علاقة للترسيم البحري بالترسيم البري ولا مساس بنقطة رأس الناقورة البرية الـB1، وتحصل اسرائيل على نسبة ارباح من شركة توتال عن حصتها في الجزء الجنوبي من حقل قانا اي البلوك 9، وتأجيل الاستخراج والنقل من حقل كاريش لمدة 15 يوما بطلب من شركة «انرجيان» لاسباب تقنية ولكن عمليا لتسهيل الاتفاق».

وكشف المصدر عن ان «الادارة الاميركية هي الضمانة للاتفاق ولن يستطيع احد الاخلال به استناداً الى نتائج الانتخابات الاسرائيلية، لان هناك قراراً اميركياً بالتهدئة الكلية في الشرق الاوسط وتحديداً على طول الحدود الجنوبية البرية والبحرية، وهي تعمل على الاستخراج الاقصى للغاز من البحر المتوسط للتعويض على الدول الاوروبية عن الغاز الروسي، وبالتالي القضية استراتيجية وليست شكلية ومرحلية».

وافضى الاجتماع الذي دعا اليه عون امس في قصر بعبدا وحضره بري وميقاتي للبحث في العرض الذي قدمه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، الى تبني الملاحظات التي وضعتها اللجنة الفنية لترسيم الحدود البحرية والتي تؤكد الثوابت اللبنانية التي اعتمدت منذ بدء المفاوضات وتحفظ للبنان حقوقه وتؤمّن مصلحته. وكان تأكيد على وحدة الموقف اللبناني حيال عرض هوكشتاين والذي سيبلّغ الى الوسيط الأميركي خلال الساعات القليلة المقبلة. وبموجب هذه الملاحظات، تم ادخال تعديلات على العرض الأميركي سيتسلمها هوكشتاين وينقلها الى الجانب الإسرائيلي.

وشهدت بعبدا اجتماعاً برئاسة عون تمهيداً لاجتماعه ببري وميقاتي، ضم أعضاء اللجنة الفنية لترسيم الحدود البحرية المؤلفة من: نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الوزير السابق سليم جريصاتي، مدير عام الامن العام اللواء عباس إبراهيم، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، مستشار رئيس مجلس النواب علي حمدان، عضو هيئة إدارة قطاع البترول وسام شباط، رئيس مصلحة الهيدروغرافيا في القوات البحرية المقدم عفيف غيث. وتم خلال الاجتماع عرض ملاحظات الرؤساء عون وبري وميقاتي على عرض الوسيط الأميركي وتوحيدها، وهي تتناول نقاطاً تقنية وقانونية.

وفي الثالثة بعد الظهر، وصل الى قصر بعبدا ميقاتي ثم بري الذي قال وهو في طريقه الى مكتب عون رداً على سؤال عما اذا كان الجواب اللبناني سيكون «قمحة ام شعيرة»: «ان شاء الله قمحة».

وعقدت خلوة ضمت عون وبري وميقاتي، عرضت فيها المعطيات المتوافرة في ضوء عرض الوسيط الأميركي وردود الفعل عليه داخل لبنان وخارجه. ثم انضم أعضاء اللجنة الفنية الى الاجتماع وعرضوا الصيغة الموحدة للملاحظات التي تبناها الرؤساء الثلاثة.

ولدى خروج بري، قال للصحافيين رداً على سؤالهم: «الموقف واحد وموحد وهذا هو المهم». وأضاف: «قمحة ونص».

وقال ميقاتي: «بدعوة من رئيس الجمهورية لكل من رئيسي مجلسي النواب والوزراء، اجتمعنا للبحث في العرض المقدم من الوسيط الأميركي في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية، وسبق اللقاء اجتماع اللجنة التقنية. كان لدينا، دولة الرئيس وانا، بعض الملاحظات، تبيّن ان اللجنة التقنية اخذت بها كلها وسيكون لدينا رد للوسيط الأميركي ضمن هذا السياق كاملاً. اود ان أؤكد ان الأمور والمسلّمات والاعمدة الأساسية في هذا الاتفاق تامة، وان شاء الله ان الأمور ميسّرة وعلى الطريق الصحيح، ويهمني ان أؤكد على ان موقفنا كلنا موحد لما فيه مصلحة لبنان».

من جهته، كان لنائب رئيس مجلس النواب حوار مع الصحافيين، استهله بالقول: «نفتخر بأن هذا الاجتماع الذي ترقبه الجميع، رسّخ موقفاً لبنانياً موحداً وهو كان احد عوامل القوة التي تمتع بها لبنان خلال فترة التفاوض، واوصلنا الى الوضع الحالي. والفريق التقني الذي اجتمع اليوم وحّد ايضاً كل الملاحظات وتبيّن لنا اننا كلنا نحمل الملاحظات نفسها، وقد تم توحيدها لرفع تقرير في وقت قريب وارساله الى الوسيط الأميركي كرد على الطرح الأخير. وكان لدى كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء استفسارات تم توضيحها مع الفريق المعني، واصبح التقرير جاهزاً لرفعه، واتوقع ان يكون جاهزاً غداً كأقصى حد، للرد على العرض المقدم وليتسلمه الوسيط الأميركي، وعلى ضوء ذلك سيجري تعديلات لعرض الموضوع على الفريق الآخر، وعلى هذا الأساس فإن العمل متواصل ليلاً ونهاراً مع الوسيط الأميركي ونأمل ان نحصل على الجواب النهائي قبل نهاية الأسبوع الحالي، وبعدها يصدر الموقف اللبناني النهائي الموحد بعد تسلم الموقف النهائي اكان سلبياً ام ايجابياً. لن اكرر ما صرّح به الرئيسان بري وميقاتي، وقد نقلا الجو العام الذي ساد خلال الاجتماع».

واكد ردا على سؤال ان «لبنان حصل على كامل حقوقه في حقل قانا. وبالنسبة الى الملاحظات، هي موجودة بالفعل ولدي قناعة انه يمكننا الحصول على جزء كبير منها لانها قانونية ومنطقية ونحن أصحاب حق، والبعض قد ينتقدني حين أقول هذا الكلام ولكن لم نر خلال تعاطينا مع الوسيط الأميركي انه مع طرف ضد آخر، بل كنا نراه يسعى الى إعطاء كل صاحب حق حقه والوصول الى الخواتيم السعيدة. نحن لم نقل بأننا نرغب في الحصول على كل شيء وان يكون الفريق الآخر خاسراً، ولا نقبل ان يأخذ الآخر من حقوقنا أي شيء. هذه هي المعادلة الذهبية التي حكمت التفاوض واوصلتنا الى وضعنا الحالي».

واشار ردا على سؤال الى ان «المناطق المتنازع عليها تبقى موضع نزاع الى حين البت بها. اما مسألة التوقيع، فنحن لا نعترف بالعدو الإسرائيلي وبالتالي ليس هناك من معاهدة او اتفاقية، هذا موضوع لديه ترتيبات معيّنة، والوسيط الأميركي كان حريصاً على خصوصية لبنان من هذا المنطلق واقتراحه يراعي هذه الخصوصية، وهناك آلية واضحة وصريحة في البنود تعالج هذا الموضوع مع ضمانات واضحة».

وعن قوة لبنان في الاتفاق قال: «مكمن القوة معروف وكي لا نختبئ خلف اصبعنا. نحن في صراع مع العدو الإسرائيلي منذ فترة طويلة، ولا ارغب في الكلام من على هذا المنبر لان كلامي يمثلني شخصياً ونابع من قناعة بما اوصلنا الى هنا خلال المفاوضات. هناك توازن بالتعاطي بين لبنان والعدو الإسرائيلي، شئنا ام ابينا، وقد تكرّس هذا التوازن في فترة من الفترات بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، هذا الامر موجود وقائم. ولكن التفاوض انطلق بطريقة دبلوماسية ولم نستفز احداً، ولا نرغب في التفاوض من منطلق قوة لانه ينسف المفاوضات، فالفريق الآخر يعتبر انه يملك القوة لاخذ ما يريده في المفاوضات. اما النقطة الثانية الأساسية التي أعطت قوة للبنان، فهي وحدة الموقف واليوم كان رئيس الجمهورية حريصاً عليه من خلال دعوته الى الاجتماع، واكد عليه الرئيس بري خلال الاجتماع. ان وحدتنا وموقفنا الموحد هما مكمن قوة أساسي تمت ترجمته بالنتيجة التي وصلنا اليها».

وعن حقل قانا قال: «السيادة على المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان تعود اليه، اما موضوع حقل قانا فلا احداثيات لدينا لنعرف اين ينتهي هذا الخط في الطرف الآخر، ولكن في ما خص الثروة الموجودة فيه سيحصل لبنان على حصته كاملة».


MISS 3