بولسونارو يُخالف الإستطلاعات ويفرض معركة حامية

البرازيل تدخل في أجواء جولة رئاسيّة ثانية

02 : 00

صحف برازيلية كما بدت أمس (أ ف ب)

خالف الرئيس البرازيلي اليميني المحافظ جايير بولسونارو كلّ استطلاعات الرأي التي أعطته أرقاماً هزيلة نسبيّاً في الدورة الأولى ليحصد نحو 43 في المئة من الأصوات ويفرض على خصمه اليساري الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي حصل على نسبة أعلى من الأصوات بلغت 48 في المئة، معركة رئاسية حامية. وبذلك تكون قد انتهت الجولة الأولى من دون رابح ودخلت البلاد جولة رئاسية ثانية في حملة متجدّدة ستستمرّ 4 أسابيع ويتوقع أن تكون محمومة وسط صراعات سياسية عميقة وهجمات شخصية حاقدة.

وعزّزت الدورة الأولى من بغض بولسونارو لاستطلاعات الرأي التي كانت تُشير إلى تخلّفه الكبير عن لولا، وقال الرئيس اليميني: «لقد كذّبنا استطلاعات الرأي»، مؤكداً أنه يُفضّل جس نبض البرازيليين في الشارع خلال تجمّعات انتخابية كبيرة، بينما بدا لولا متفائلاً للجولة الثانية، وقال: «أؤكد لكم أننا سنفوز بهذه الانتخابات. هذا مجرّد تمديد»، فيما كان الفارق مع بولسونارو حوالى 6 ملايين صوت وفق النتائج الرسمية شبه النهائية. ووعد لولا بـ»مزيد من اللقاءات الانتخابية والزيارات» لملاقاة البرازيليين للفوز بولاية ثالثة في 30 تشرين الأوّل «لأنّ علينا اقناع المجتمع البرازيلي».

وسجّل أنصار بولسونارو نتائج ممتازة في الانتخابات العامة التي شهدتها البرازيل الأحد أيضاً، وانتُخب الكثير منهم نواباً أو حكاماً، وبينهم وزراء سابقون في حكومات بولسونارو، في حين رأى الخبير السياسي في جامعة برازيليا باولو كالمون أن «السباق سيكون مفتوحاً أكثر ويتوقع حصول منافسة محتدمة»، معتبراً أن «بولسونارو لا يزال يملك كامل الفرص للفوز» بولاية جديدة. ويتوقع أن يُغيّر لولا استراتيجيّته بعدما ارتكب خطأ قبل الدورة الأولى «بشنّ حملة تتركّز فقط على انجازات ولايتَيه السابقتَين (2003-2010) وعليه أن «يُقدّم مشاريع للمستقبل»، خصوصاً أنّه سبق وسُجن بسبب ملفات فساد.

وفي السياق، قال ماركو أنتونيو تيكسيرا من مؤسّسة «جيتوليو فارغاس»: «ستكون الدورة الثانية صعبة جدّاً. الفارق 5 نقاط فقط، سنشهد مرحلة متوترة جدّاً»، فيما اعتبر المحلّل مايكل شيفتر أن النتيجة التي سجّلها بولسونارو «ستمدّه قوّة». كما رأى غييرمي كاسرويش من مؤسّسة «غتوليو فارغاس» أن النكسة النسبية التي تكبّدها لولا تمنحه «شهراً إضافيّاً لإثارة اضطرابات في الشارع»، معتبراً أن «فرص لولا لينتخب باتت أضعف». وسيسعى المرشحان الآن إلى استقطاب ناخبي المرشحَين اللذَين حلا في المرتبتين الثالثة والرابعة، وهما توالياً سيمون تابت (اليمين الوسط) مع 4 في المئة من الأصوات وسيرو غوميش (اليسار الوسط) 3 في المئة.


MISS 3