"تبادل سجناء" بين طهران وواشنطن

خامنئي يُخوّن الإيرانيين المحتجّين: مخطط أميركي - صهيوني!

02 : 00

خامنئي خلال حضوره مراسم تخرّج ضباط الأكاديميات العسكرية في طهران أمس (أ ف ب)

فيما لا تزال ساحات المدن والقرى الإيرانية، إضافةً إلى باحات الجامعات والمعاهد فيها، تضجّ بالمحتجّين وهتافاتهم التي تُنادي بإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية وبـ"الموت للديكتاتور"، في إشارة منهم إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، خوّن الأخير المتظاهرين الغاضبين من مقتل الشابة مهسا أميني على يد "شرطة الأخلاق"، فاعتبر أنّ الاحتجاجات التي تشهدها البلاد كان "مخطّطاً لها مسبقاً"، متّهماً في هذا السياق الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف خلفها.

وبعدما وصف المسؤولون الإيرانيون وإعلام النظام المتظاهرين بـ"المرتزقة" و"البلطجية" و"مثيري الشغب" و"الإرهابيين"، ومع توالي مئات التوقيفات في إطار حملة قمع ممنهجة للحراك الثوري الشبابي المتصاعد، خرج خامنئي عن صمته قائلاً إنّ أعمال الشغب هذه والاضطرابات خُطّط لها من الولايات المتحدة والنظام الصهيوني الغاصب والمزيّف، ومأجوريهما، وبعض الإيرانيين الخائنين في الخارج ساعدوهم".

وشدّد خامنئي خلال حضوره مراسم تخرّج ضباط الأكاديميات العسكرية في طهران، حيث استعرض سيراً برفقة وزيرَي الدفاع والداخلية وعدد من القادة العسكريين، الطلاب المتخرّجين، على أن الشرطة "ملزمة بمواجهة المجرمين وضمان أمن المجتمع". وفي حين جدّد تأكيد متابعة التحقيق في مقتل أميني، دعا السلطة القضائية إلى التعامل "مع مثيري الشغب بشكل متّسق مع مستوى مشاركتهم" في تدمير الممتلكات وتقويض الأمن.

وفي المقابل، وصف البيت الأبيض بـ"المقلقة والمروّعة" الحملة الأمنية التي تُنفّذها السلطات الإيرانية ضدّ المتظاهرين، مشيراً إلى "تقارير تُفيد بردّ السلطات الأمنية على تظاهرات الطلاب الجامعيين السلمية بالعنف وعمليات توقيف واسعة النطاق". لكنّه أوضح في الوقت عينه أن الإدارة الأميركية تفصل بين ما يجري على الأرض في إيران والمفاوضات الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي، الذي يُعتبر "الطريق الأمثل لنا للتعامل مع مشكلة (البرنامج) النووي".

توازياً، استدعت وزارة الخارجية البريطانية القائم بالأعمال الإيراني في شأن قمع الاحتجاجات في بلاده. وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إنّ "العنف الذي يتعرّض له المحتجّون في إيران على يد قوات الأمن صادم حقاً"، معتبراً أنّه يتعيّن على السلطات الإيرانية "تحمّل مسؤولية أفعالها والاستماع لمخاوف شعبها" بدلاً من "إلقاء مسؤولية الاضطرابات على عناصر خارجية"، فيما فرضت كندا عقوبات جديدة على إيران بسبب "انتهاكاتها الفاضحة لحقوق الإنسان"، ذاكرةً بصورة خاصة "الأعمال المشينة التي يرتكبها ما يُعرف بشرطة الأخلاق".

وبعد أن امتدّت التظاهرات الاحتجاجية في إيران إلى الجامعات خلال الأيام الأخيرة، أوردت وسائل إعلام محلّية أن شرطة مكافحة الشغب تواجهت مع مئات الطلبة في جامعة شريف للتكنولوجيا في طهران، التي تُعدّ أهم جامعة علمية في إيران، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع، بينما عُلّقت الدروس الحضورية اعتباراً من الأمس في الجامعة. وتحدّثت وكالة "مهر" للأنباء عن أن 200 طالب تجمّعوا بعد ظهر الأحد في جامعة شريف للتكنولوجيا وردّدوا شعارات مناهضة للنظام الإسلامي القائم في إيران، فضلاً عن شعار "إمرأة، حياة، حرّية" و"الطلاب يُفضّلون الموت على الذلّ".

واستخدم عناصر الشرطة بنادق خردق لمكافحة الشغب، كما أطلقوا الغاز المسيل للدموع. وانتشر عناصر من قوات الأمن بلباس مدني وعناصر من الشرطة و"الباسيج" أمام مداخل الجامعة. وفي محاولة لتهدئة الوضع، زار وزير العلوم الجامعة. ونشرت "إيران هيومن رايتس" شريط فيديو يُظهر عناصر من الشرطة الإيرانية على درّاجات نارية يُلاحقون الطلبة وهم يركضون في موقف سيارات تحت الأرض، وشريطاً آخر وهم ينقلون موقوفين غُطّيت رؤوسهم بأكياس قماش سوداء. وفي شريط ثالث، سُمع صراخ وإطلاق نار فيما كانت أعداد كبيرة من الأشخاص تركض في شارع ليلاً.

وعلى صعيد آخر، اعتبرت الخارجية الإيرانية أنّه "لا تزال هناك فرصة لإعادة إحياء الاتفاق النووي إذا أظهرت واشنطن الإرادة اللازمة" لذلك، في وقت اتفقت فيه واشنطن وطهران على تبادل 4 سجناء لدى كلّ منهما، وفق ما أفادت وكالة "نور نيوز" الإيرانية، بعد يومَين من سماح الجمهورية الإسلامية لأميركي - إيراني بمغادرة البلاد. وأوردت الوكالة أنه "تمّ التفاهم على تبادل 4 سجناء في إيران مع 4 سجناء في الولايات المتحدة"، من دون تفاصيل إضافية.


MISS 3