أهالي ضحايا مرفأ بيروت لباسيل: من نصّبك محامياً عنّا؟

18 : 50

نظم اهالي ضحايا وشهداء تفجير مرفأ بيروت وقفتهم الشهرية أمام تمثال المغترب لمناسبة مرور سنتين وشهرين على الانفجار وأصدروا بياناً قالوا فيه:




"ستة وعشرون شهراً مرت ونحن لا زلنا نطالبُ بالعدالةِ لضحايانا وشهدائنا الأبرياء ولا زلنا نطالب المسؤولين أن يحكموا بالعدل ولكنهم للأسف ما زالوا يسلطون سيوفهم المسلولة على العدل والعدالة ويغمدونها في قلوب الأمهات واليتامى، ليحموا أزلامهم المتهمين وليحكموا زوراً على ما تبقى من الحق لطمس الحقيقة ودفنها مع ضحايانا.



يا من تحاضرون بالعدالة والعدل،


يا من تتفاخرون بالقانون وتستشهدون بالدستور الذي صنعتموه وشرّعتموه أنتم حسب مقاسكم لتتستروا في ظله وتحتموا به.

نسألكم: من اعطى وزير العدل الحق بالتدخل في عمل القضاء وتعيين من يحلو له من القضاة متخذاً حججاً غير قانونية ولا أساس لها؟

وكيف يحق لوزير العدل القيام ببدعة تعيين قاض ٍ رديف للنظر بقضية الموقوفين وجعل التحقيق علنيا بعدما كان سرياً؟

وللأسف، نعم هو من صرح لنا بلقاءٍ سابقٍ معه بأنه لن يتدخل بالقضاء.




قلناها مراراً وتكراراً، كفوا أيديكم عن القضاء ونكررها لكم: لا للقضاء المسيس ولا للتدخلات السياسية من هنا وهناك.


ننصحك أيها الوزير، بعدم التدخل لأنه ليس من مستواك العملي والثقافي. ما أصعب أن تكون وزير عدل ولا تعرف عن العدالة أي شيء.

فلو كنت عادلاً لما تركت يد القاضي طارق بيطار مكفوفة، بعدما كشف العديد من الملابسات الخطيرة والتي دانت أكبر الرؤوس في البلد.

أيها الوزير لو كنت تمتلك ذرة واحدة من العدل، كنت أقله طالبت بتنفيذ مذكرات التوقيف والجلب، كما كنت ساعدت أهالي الموقوفين وأنت الذي كنت تجاهر بالعلن أنك غيور على قضيتهم ومصلحتهم.


ونقول له بأننا لسنا نحن من يتعامل مع السفارات ولا نتجول بسيارات فخمة ومرافقين وهذا الكلام لا يليق بشخصك ومكانتك الموقرة، وشخصيتك المرموقة. فهذا الكلام عارٍ عن الصحة جملةً وتفصيلاً ولا ينطبق علينا أو يمثلنا.

نقول لأهالي الموقوفين تعالوا نضع أيدينا في أيادي بعضنا ونتحد سوياً من اجل كشف الحقيقة من دون اللجوء الى شعارات أو رفع إشارات توحي الى انتماءات سياسية واضحة.

كما نطلب من الأهالي الامتناع عن التلفظ بشتائم معيبة بحقكم وبحق ضحايانا.

فما عليكم إلا أن تطالبوا مثلنا بإعادة القاضي الأصيل "البيطار" لمتابعة عمله وتحقيقاته التي قطع فيها شوطاً كبيراً، فهو من دون منازع سيبقى سيد الملف الملقى على عاتقه، والذي بذل مجهوداً جباراً للحصول على معلومات خطيرة.


مع القاضي بيطار لن تضيع الحقيقة وبوجود قاضىٍ نزيه وشريف كالقاضي بيطار، لن يستطيع أحد أن يتهرب من المساءلة والمحاسبة أو التباطؤ في تنفيذ مذكرات التوقيف والجلب.

ونقول لأهالي الموقوفين قضيتنا واحدة: الحقيقة والعدالة والمحاسبة.

تريدون معرفة سبب توقيف أقاربكم ما عليكم سوى أن تقفوا الى جانبنا وبدون أي شعارات وإشارات توحي إلى انتماءات سياسية واضحة ولا شتائم معيبة بحقكم وبحق ضحايانا وأن تطالبوا مثلنا بإعادة القاضي الأصيل لمتابعة عمله وتحقيقاته.

ولا نود أن نعمل باتجاهين معاكسين كي لا تضيع الحقيقة لأن حلم المنظومة الحاكمة، هو للأسف، دفن القضية وطمس ملامحها والتهرب من المساءلة والمحاسبة.





أما بالنسبة لمشروع القانون المعجل المكرر الذي تقدم به النواب التغيريون، فنطالب بإقراره بالسرعة القصوى لأن قضية المرفأ لم تعد تحتمل الصبر ولا المماطلة كباقي ألاعيبكم الشيطانية التي اعتدنا عليها.

هذه القضية مختلفة جداً وسنبقى نلاحقكم حتى الرمق الأخير وحتى آخر نفس لنا، لنعرف ومن حقنا أن نعرف من تسبب بقتل ضحايانا.


أما بالنسبة لمجلس القضاء الأعلى فنتوجه اليكم ونخاطب ضمائركم لعل ولعسى كانت لا تزال صاحية ويقظة، بأن تحكّموها وان تكونوا على قدر المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقكم وتحتكموا للضمير المهني والقسم الإلهي.

ولا تنسوا بأن العدالة السماوية آتية آتية لا محالة اي عاجلاً ام آجلاً، فلا ترضخوا للضغوطات السياسية وضعوا نصب أعينكم دائماً التشكيلات القضائية ليُستكمل التحقيق ويأخذ مجراه ولعله ولعسى نستطيع ان نصل ولو لمرة واحدة للحقيقة في تاريخ لبنان كي لا تضيع دماء ابنائنا.

أما الحصة الكبرى فهي للنائب جبران باسيل الذي يحاول أن يتهم القضاء بالفساد وانهمك بقلب الأدوار وخاصة في قضيتنا. ولعب دور المرشد القانوني وتوجيه الإتهامات العشوائية والتي نستغربها.

فمن قال لك بأن القاضي عبود إستدعانا ليجتمع بنا؟

ومن صور لك بأنه دفعنا للوقوف بوجه اهالي الموقوفين؟

ومن أوشى إليك بالجلسات السرية في إجتماع مجلس القضاء الأعلى؟

ومن أخبرك بأن القانون يسمح بفرض قاضٍ رديف لينظر بقضية الموقوفين ويترك قضية الشهداء والضحايا؟

ألا تعلم بأن الرديف هو البديل؟

وهل كل هذه المخالفات المرتكبة بحقنا أصبحت قانونية وشرعية ودستورية بالنسبة إليك؟


والمطالبة بالحقيقة والعدالة غير مشروعٍ لنا؟

ومن نصّبك محامياً عنا؟

وأين كنت من أهالي الضحايا منذ سنتين؟


نعود ونؤكد: لا تتدخلوا بعمل القضاء ولا تستثمروا دماء الشهداء في تنفيذ مآربكم وغاياتكم الشخصية.

كفاكم مراوغة وخطابات وشعارات.

أنتم أساس الخراب وأنتم سبب انهيار ما تبقى من ركام دولة مهترئة.

قتلتم شعبها وتراقصتم على أنين وبكاء الأطفال والأمهات.

وتذكروا دائماً أن قدرة الله أقوى من قدرة البشر".

MISS 3