دياب في مواجهة شارعه... وكلمة لهيل من بعبدا

02 : 00

طويت صفحة التكليف في القصر الجمهوري بالنتيجة التي كانت متوقعة، وبدأت جلجلة التأليف التي ستكون محكومة بتصاعد غضب الشارع، وهذه المرة يواجه الرئيس المكلف حسان دياب شارعه، الذي انتفض سريعاً رافضاً الاسم والطريقة وسائلاً عن الميثاقية التي ضجت بها الشاشات عند كل استحقاق واذا بها تصبح بين ليلة وضحاها في خبر كان.

وبعيدا من الكلام الكثير والتبريري الذي حاولت الكتل النيابية والنواب المنفردون مخاطبة المنتفضين به، يسجل الآتي:

- اعتبر موقف النائب اسامة سعد، العلامة الفارقة التي عرّت الطبقة السياسية من على منبر بعبدا، وعلى الرغم من الضغوط الهائلة التي تعرض لها من فريق "8 اذار" لتسمية دياب فضّل الانسجام مع نفسه ورفض التسمية عبر الامتناع عن تسمية اي شخصية للتأليف، وهذا الموقف يعرف سعد سلفا انه سيكلفه كثيراً في الانتخابات النيابية المقبلة إلا أنه لم يأبه لذلك.- ظلت "الكتائب اللبنانية" منسجمة مع الموقف الذي اعلنته منذ البداية، وكذلك فعل رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض من خلال تسمية سلام، بينما ظهر النائب شامل روكز مربكاً في كلامه للاعلام ولم يحسن تقديم تفسيره بعدم التسمية لكنه تمكن من تحقيق التمايز النوعي، وكذلك حال النائب نعمة افرام الذي ناقض موقفه الصباحي المؤيد لتسمية دياب بالامتناع عن التسمية.

- وحدها كتل "حزب الله" و"حركة امل" و"الوطني الحر" حضرت لاتمام الواجب كون الخيار من صنيعتها، بينما كان الوزير جبران باسيل يدير المشهد من مكتب جانبي محاذٍ لمكتب رئيس الجمهورية في راحة تامة.

وفي خلاصة اليوم الاستشاري الطويل تنافس مرشح الاكثرية النيابية مع مرشح اللاتسمية، بحيث حاز حسان دياب 69 صوتاً، وهو ذات الرقم الذي حازه الرئيس نجيب ميقاتي يوم الانقلاب على سعد الحريري وهو يهم بالدخول إلى البيت الابيض، إلا أن دياب تفوق على ميقاتي بصوت سني اضافي، لان ميقاتي يومها حاز فقط 5 اصوات من النواب السنة ومن بينهم صوته، اما دياب فحاز 6 اصوات نواب سنة وهو ليس نائباً، بينما حاز نواف سلام على 14 صوتاً، وكان يمكن ان تسميه كتلة المستقبل ليتم خلط الاوراق رأسا على عقب الا ان الحريري لم يفعل، والممتنعون بلغ عددهم 42 نائباً.انتهى يوم استشارات التكليف، ويبقى امتحان التأليف، واذا تمكن دياب من الصمود في وجه غضب الشارع لا سيما السني منه، فانه لن يتمكن من الافلات من العين الدولية والعربية المفتوحة واسعاً على التشكيلة الحكومية التي سيقترحها، لان لا خيارات ولا تذاكي هذه المرة، في ظل الانهيار الكبير المالي والاقتصادي الذي يرزح تحت ثقله لبنان، واحتمالات التدويل لم تعد بعيدة. واليوم ظهراً، تبدأ طلائع المواقف من خلال زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل الى القصر الجمهوري، حيث قيل انه سيتحدث بعد لقائه الرئيس ميشال عون، وهذا كسر للصمت الذي كان يعتمده المسؤولون الاميركيون في زياراتهم الى المواقع الرئاسية، اذ كانوا يكتفون ببيان يصدر عن السفارة الاميركية حول الزيارة ونتائجها او بتصريح في نهايتها.