عون لكولونا: موافقة لبنان على الترسيم مدخل لمواجهة الازمة

14 : 19

ابلغ رئيس الجمهورية ميشال عون وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال استقباله لها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، أن "موافقة لبنان على الصيغة النهائية التي أعدها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، ستشكل مدخلاً أساسياً لمواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان، وستساهم في النهوض الاقتصادي اللبناني من جديد والانطلاق في ورشة إعادة الأعمار".


وشكر عون فرنسا على "دورها في تحقيق هذا الترسيم"، معوّلاً على "دور مهم يمكن أن تقوم به في المساعدة على وضعه موضع التنفيذ"، محمّلاً الوزيرة كولونا تحياته الى نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون "الصديق الشخصي لي وللبنان والذي وقف دائماً الى جانبنا ودعم قضايانا".


وأشار عون الى انه يسعى "منذ فترة غير قصيرة لتحقيق التغيير الذي يرتد إيجاباً على لبنان، والقيام ببعض الإصلاحات على الصعيد السياسي"، لافتاً الى "إنجاز بعض الأمور ومنها التدقيق المحاسبي المالي، وتلبية بعض شروط صندوق النقد الدولي التي تعتبر أساسية للتوصل الى اتفاق معه، ومنها إقرار الموازنة، ورفع السرية المصرفية، على امل أن يصار الى إقرار إعادة هيكلة المصارف وقانون "الكابيتال كونترول" في وقت قريب".



واكد "العمل من اجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، فضلاً عن سعيي الى تشكيل حكومة جديدة لا سيما وان الوقت لا يعمل لمصلحة لبنان، في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها، وانه من المهم جداً التوافق على رئيس جديد للجمهورية يتولى مهامه ويضمن استمرار عمل مؤسسات الدولة واستكمال عملية مكافحة الفساد".

وطلب الرئيس عون من الوزيرة كولونا، "مساعدة فرنسا في موضوع إعادة النازحين السوريين الى بلادهم بعدما بات عددهم يفوق المليوني شخص في لبنان، والذين يعيشون في ظروف صعبة أيضاً بسبب عدم قدرة لبنان على تأمين الاحتياجات اللازمة لهم، وقد ظهرت أخيراً إصابات "الكوليرا" في عدد من مخيمات ايوائهم، إضافة الى المشاكل الاقتصادية والمعيشية والأمنية التي يسببها هذا العدد الضخم من النازحين".


وشدد على "أهمية عودتهم الى بلادهم، خصوصاً وان العودة آمنة في ظل الاستقرار الذي تنعم به معظم المناطق السورية"، مجدداً "رفض لبنان القاطع لدمج النازحين في لبنان"، معتبراً أن "اللبنانيين جميعاً يقفون ضد هذه الخطوة لما تحمل من سلبيات للشعبين السوري واللبناني على حد سواء".


وكانت الوزيرة كولونا شكرت عون على استقبالها والوفد المرافق، مشيرة الى انه "شرف كبير أن أزور لبنان والرئيس عون"، مشيدة بهذا "البلد الذي هو في صلب الدول الفرانكوفونية وتمكن خلال عقدين من الزمن من أن يتخطى كل الصعوبات والتحديات التي واجهته".


وأوضحت أن "الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون طلب مني نقل تهانيه لانتهاء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وتمنياته الازدهار للبنان وشعبه، والتشديد على الصداقة التي تربط البلدين والشعبين"، مشيرة الى أن ماكرون "يسعى لدى كل الدول الصديقة لمساعدة لبنان".


ولفتت الى انه "بعد انتهاء مفاوضات الترسيم، باتت زيارتي للبنان تدور في أجواء أكثر إيجابية، وبعد موافقة لبنان ستبدأ شركة "توتال" عملها في الكشف والتأكد من نوعية النفط الموجود، وان الأمور ستسير على الطريق الصحيح".


واذ اكدت الوزيرة كولونا تمسك بلادها بصداقتها مع لبنان، خصوصاً في الأوقات الصعبة، تمنت ان "يتمكن اللبنانيون من تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وإقرار الإصلاحات الضرورية للنهوض الاقتصادي".


وقبل مغادرتها قصر بعبدا، دوّنت الوزيرة كولونا في السجل الذهبي العبارة التالية: "أتيت الى بيروت وانا مليئة بالأمل والثقة بلبنان المستقبل، في ظل هذه الأوقات المصيرية، حاملة رسالة صداقة من فرنسا".

MISS 3