عودة: نحن بحاجة إلى ترسيم حدود بلدنا كافة لتكون واضحة وغير مستباحة

13 : 24

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة خدمةَ القدّاس في كاتدرائيّة القديس جاورجيوس.


بعد قراءة الإنجيل، ألقى عظةً، قال فيها: "نحن نفتقرُ إلى مَن ينظر إلى الإنسان نظرةَ إكرامٍ للألوهة التي خلقَ على صورتها ومثالها. إنسانُ اليوم لا يرى إلّا كسلعة، أو كمطية للوصول إلى المصالح والمطامع. هذا ما حدثَ في بلدنا منذُ عقود، ولا يزال.


يُتاجرون بالمواطن، من أجل تحقيق الأهداف الخفيّة، وتحقيق الأرباح غير النقيّة. فإلى متى يبقى إنسان هذا البلد مذلولاً ومهاناً؟


الكل يتحرك لتشكيل حكومةٍ لا تمثل تطلعات المواطن، بل تُحقّق حصصَ المُشكّلين. الجميع يسعون إلى تحديد مواصفات رئيس للجمهوريّة، كلّ حسب تطلعاته وحساباته المستقبليّة، مُتجاهلين أنَّ البلد ومن فيه يقبعون في هاوية لا قعر لها.


اليوم لبنان تحت تهديد أمراضٍ وأوبئةٍ جديدة، فهل ستكون مناسبةً للاستغلال وجني الأرباح، مثلها مثل الغاز الموعود، وقد بدأ اللبنانيّون منذ اليوم يخشون تبخر عائداته كما تبخرت أموالهم؟".

أضاف: "إحتفل المسؤولون بإنجاز اتفاق ترسيم الحدود البحريّة الجنوبيّة، بمساعدة وسيط، فهل يحتاجون إلى وسيطٍ ما، لحلّ خلافاتهم، وإيصالهم إلى تشكيل حكومة، وانتخاب رئيس، والبدء بالمسيرة الإصلاحيّة، قبل أن يجهزَ عقم أعمالهم ليس على البلد بل على ما تبقى منه من أطلال؟".


وختم: "ماذا يقدم ترسيم الحدود، على ضرورته وأهميته، لبشرٍ جياع إلى الطعام والدواء والماء والكهرباء والنظام والعدالة والإستقرار، إن لم تبدأ عمليّة إنقاذ سريعة؟ نحن بحاجة إلى ترسيم حدود بلدنا كافة، لتكون واضحةً ومحترمةً وغير مستباحة، لكنّنا بحاجة أيضا إلى ترسيم حدودٍ بين السلطات، لتقوم كل منها بواجباتها، بعيداً من تدخُّل السلطات الأخرى، لكي تستقيمَ الأمور في إدارات الدولة، وتستعيد الحياة الديمقراطية رونقها".


MISS 3