عماد موسى

لا شكر على واجب

17 تشرين الأول 2022

02 : 00

يحرص أحد النوّاب على "تظهير" أفعاله الطيبة وخدماته الجلّى لأبناء منطقته، فإن سعى لدى وزارة الأشغال إلى بناء حائط دعم، وزع خبراً مرفقاً بصورة له يشرف على الورشة، وإن جهزت وزارة الصحة مستشفى منطقته بخمسة أسرّة إضافية، نسب فعل الوزارة إلى مساعيه الحثيثة، و"دسدس" الأسرّة للتأكد من نوعية إسفنجها، ورفع بنفسه   لافتة   تشيد بجهوده، فكيف إن تبرّع من جيبه الخاص بثمن 3 "بنوكي" لكنيسة؟ توازي فرحته إذاك قوقأة الدجاجة ببيضة بصفارين أن تبرّع.

لا وزير الأشغال يستأهل الشكر على "ترقيع" طريق، ولا وزير الصحة يستأهل الشكر على تأمين أمصال وأدوية، ولا وزير التربية يستحق الشكر على تأمين الكتاب المدرسي بأسعارمخفّضة، ولا وزير الداخلية يستحق الشكر إذا نجح في تأمين انتخابات نيابية دورية كل أربعة أعوام.

ولا موجب لشكر وزير الطاقة على جرّ مياه الشفة إلى أي قرية لبنانية.

ولا موجب لشكر وزير المال على صرف رواتب الموظفين آخر كل شهر.

وليس من اللياقة بشيء شكر وزير العدل على توقيعه مرسوم تشكيلات قضائية، ولا شكر وزير الإتصالات على تأمين طن مازوت لسنترال المزرعة ولا شكر وزير البيئة على معمل فرز ولا شكر وزير الإقتصاد على رغيف الخبز الناقص في الربطة.

أي وزير اختصاص. أي وزير "خزمتشي". أي صهر معجزة. أي وزير ترضية. أي وزير قطب. أي وزير وديعة. أي وزير زير. أي وزير مجاهد. أي وزير آدمي. أي وزيرة شرقوطة. أي وزير فحل. أي وزير حزبي. أي وزير مستقل. أي منهم لم يؤتَ به إلى مجلس الوزراء إلّا لخدمة مواطنيه وبلده مقابل مخصصات وجاه ورقم حكومي وسائق وكرسي متقدم في الإحتفالات الكبرى ولقب صاحب المعالي الذي يلتصق به منذ مراسيم التشكيل حتى طباعة ورقة نعيه إلى اللبنانيين. وليس من داعٍ لشكر أي منهم على مدّ قسطل أو مدّ ألسنتهم على العدو أو حفر بئر. حتى لو كانوا وزراء بأثواب قديسين أنقياء أتقياء. فوجودهم كما وجود رئيس حكومتهم كما رئيس جمهوريتهم يحتّم عليهم بذل المستطاع، وأقصى المستطاع، لإسعاد مواطنيهم. لا عمل إستثنائياً خارج نطاق مسؤولياتهم يشكرون عليه مهما عظُم.

ومن يستحق الشكر بالفعل اليوم، هم:

"الثعلب" هوكشتاين كما وصفه "الضبع" رعد.

فخامة الرئيس ماكرون على كل مساعدة وآخرها هبة الباصات وليته أرسل معها "شوفرية".

كل فاعل خير.

وبمفعول رجعي، لا بد من شكر نائب رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة على كل "كمبيوتر" وكل ماكنة غسل كلي. مرسي كتير.


MISS 3