وزير خارجيّة اليونان يوحّد جهود "الحلفاء"

أردوغان يُلوّح بزيادة الدعم العسكري لحكومة السراج

11 : 23

يسعى أردوغان إلى توسيع نفوذ بلاده في حوض المتوسّط (أ ف ب)

في موقف بات متكرّراً في الآونة الأخيرة، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالأمس أنّ بلاده ستعمل على زيادة الدعم العسكري لحكومة الوفاق الليبيّة برئاسة فايز السراج، "إذا تطلّب الأمر"، مشيراً إلى الشروع بتقييم كافة الإمكانات. وقال خلال كلمة ألقاها في محافظة قوجه ايلي في شمال غربي البلاد: "سنُقيّم كلّ الإمكانات التي من شأنها تعزيز البُعد العسكري للمساعدات إلى ليبيا، من البرّ والبحر والجو، إذا تطلّب الأمر"، إذ وقّعت أنقرة وحكومة الوفاق اتفاقَيْن خلال الشهر الماضي، يتعلّق الأوّل بالحدود البحريّة بين الطرفَيْن، فيما يتناول الثاني التعاون العسكري والأمني.وفي هذا الصدد، شدّد أردوغان على أنّ تركيا "لن تتراجع حتماً عن خطواتها"، بما يخصّ الاتفاقَيْن مع حكومة الوفاق الليبيّة، بالرغم من معارضة اليونان وقبرص للترسيم البحري. واعتبر الرئيس التركي أن "الأطراف التي تُناصب العداء لتركيا، لا تهمّها الحقوق والعدل والأخلاق والإنصاف".توازياً، زار وزير الخارجيّة اليوناني نيكوس دندياس القاهرة أمس، بعد زيارة خاطفة لشرق ليبيا التقى خلالها المشير خليفة حفتر، في خضمّ التوتر الجيوسياسي مع تركيا. كما انتقل مساءً إلى لارنكا في قبرص، حيث أجرى محادثات مع نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليديس.

وتوجّه دندياس إلى المقرّ العام لحفتر، حيث بحث معه الاتفاقَيْن اللذين تمّ توقيعهما بين أردوغان والسراج، و"اللذين لا أساس لهما" و"المنافيين للقانون الدولي"، وفق بيان للخارجيّة اليونانيّة. وكان التقى صباح أمس في مطار بنغازي مسؤولَيْن يُمثلان سلطات شرق ليبيا، هما رئيس الوزراء عبدالله الثني ووزير الخارجيّة عبد الهادي الحويج، ثمّ توجّه إلى القاهرة، حيث اجتمع مع نظيره المصري سامح شكري في القاعة الرسميّة في مطار القاهرة.

وضبطت قوّات المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، سفينة تركيّة قبالة السواحل الشماليّة الشرقيّة للبلاد، بحسب ما أعلن المتحدّث باسم الجيش الوطني اللواء أحمد المسماري السبت. وأوضح المسماري أنّه "تمّ القبض على سفينة تحمل علم (غرينادا) يقودها طاقم يتكوّن من أتراك"، وذلك أثناء "دوريّة في المياه الإقليميّة الليبيّة قبالة ساحل درنة"، الواقعة على بُعد 1300 كلم شرق العاصمة طرابلس، لـ"السرية البحريّة المقاتلة (سوسة)". وتابع: "تمّ جرّ السفينة إلى ميناء رأس الهلال للتفتيش والتحقّق من حمولتها واتخاذ الإجراءات المتعارف عليها دوليّاً في مثل هذه الحالات".

ونشر المتحدّث العسكري مقطع فيديو يظهر أفراد دوريّة خفر السواحل يحملون أسلحة خفيفة، كما يظهر عمليّة اعتراض السفينة وإنزال طاقمها المكوّن من 3 أشخاص على متن قارب دوريّتهم، والتحقيق معهم والتحقق من وثائقهم الخاصة. كما نشر جوازات سفر تركيّة لثلاثة أشخاص.

ويتلقّى الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر دعماً من روسيا ومصر والإمارات والسعوديّة، بينما تدعم تركيا وقطر حكومة الوفاق الوطني، التي تتّخذ من طرابلس مقرّاً لها. ولا تعترف حكومة الشرق الليبي بحكومة الوفاق، التي يترأسها فايز السراج، الذي يواجه منذ نيسان هجوماً يشنّه حفتر على العاصمة الليبيّة طرابلس.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد حذّر الأسبوع الماضي من أن بلاده "لن تسمح لأحد" بالسيطرة على ليبيا، مشدّداً كذلك على أن مصر "لن تتخلّى عن الجيش الوطني الليبي".

في غضون ذلك، أعلنت اليونان أن اتفاق خط أنابيب "ايست ميد" سيتمّ توقيعه مع قبرص وإسرائيل في الثاني من كانون الثاني. وأفاد مكتب رئيس الوزراء في بيان بأنّه سيتمّ توقيع الاتفاق في أثينا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس. وقال المتحدّث باسم الحكومة ستيليوس بيتساس: "من المهمّ للغاية أن تُبرز دول المنطقة عضلاتها في مواجهة الاستفزازات التركيّة".

وخط أنابيب الغاز البالغ طوله 2000 كيلومتر سيكون قادراً على نقل بين 9 و11 مليار متر مكعب من الغاز سنويّاً من الاحتياطيّات البحريّة لحوض شرق المتوسّط قبالة قبرص وإسرائيل إلى اليونان، وكذلك إلى إيطاليا ودول أخرى في جنوب شرقي أوروبا، عبر خط أنابيب الغاز "بوزيدون" و "اي جي بي".