لندن تتراجع عن خطّتها الضريبيّة وتراس في وضع حرج

02 : 00

تراس في موقف لا تُحسد عليه (أ ف ب)

تراجعت الحكومة البريطانية أمس عن كافة إجراءاتها لخفض الضرائب المعتمدة في تمويلها على الديون، على أمل تجنّب «حال فوضى» جديدة في الأسواق، في خطوة تُضعف إلى حد كبير رئيسة الوزراء ليز تراس وتضعها في «عين العاصفة» من جديد.

وتُحرج الخطوة المفاجئة لوزير المال الجديد جيريمي هانت، الذي تولّى المنصب مكان كواسي كوارتنغ بعد إقالة الأخير، تراس مجدّداً، بعدما سبق وتراجعت عن عدد من الإجراءات الواردة في خطّتها الاقتصادية التي أوصلتها إلى «10 داونينغ ستريت».

وقدّر هانت بأنّ التعديلات المرتبطة بالضرائب ستُساهم في جمع حوالى 32 مليار جنيه إسترليني سنويّاً، بعدما قدّر خبراء اقتصاد بأن الحكومة ستواجه فجوة في التمويل العام بمبلغ قدره 60 مليار جنيه إسترليني. وحذّر أيضاً من إمكانية خفض النفقات.

ورأى وزير المال في بيان متلفز أن أي حكومة لا يُمكنها السيطرة على الأسواق، لكنّه شدّد على أن تحرّكه سيلعب دوراً مطمئناً حيال وضع الخزينة العامة ويُساهم في ضمان النمو. وقال: «سنُلغي تقريباً كافة الإجراءات المرتبطة بالضرائب التي أُعلنت قبل 3 أسابيع»، بينما أقرّ بأن الموازنة التي أعلنها سلفه الشهر الماضي أضرّت بالوضع المالي العام.

وأوضح أن «الهدف الأهم لبلدنا حاليّاً هو تحقيق الاستقرار». وتراجع هانت عن خطط لإلغاء المعدل الأدنى لضريبة الدخل ووضع حدّاً لخطة الحكومة الأبرز القاضية بتجميد أسعار الطاقة، لتنتهي في نيسان بدلاً من أواخر العام 2024. وأشار إلى أن الحكومة ستُراجع بعد نيسان حزمة دعم أسعار الطاقة.

كذلك، تمّ التخلّي عن مقترح بخفض ضرائب ربحية أصحاب الأسهم، فضلاً عن خطة لتوفير تجربة تسوّق من دون ضرائب للسياح وتجميد الرسوم على المشروبات الكحولية.

كما كشف هانت أنّه «ستكون هناك المزيد من القرارات الصعبة في شأن الضرائب والإنفاق، في وقت نُطبّق التزامنا خفض الديون على الأمد المتوسط»، معتبراً أنّه سيتعيّن على كافة الدوائر الحكومية مضاعفة جهودها من أجل «الاقتصاد في الانفاق»، وسيكون من الضروري «خفض النفقات في بعض المجالات».

وأدّى إعلانه إلى ارتفاع قيمة الجنيه الإسترليني لمدّة قصيرة إلى 1.1346 دولار، بينما تراجعت عائدات السندات. ويأتي الإعلان في ظلّ تراجع كبير لحزب تراس المحافظ في استطلاعات الرأي على وقع أزمة غلاء المعيشة المتفاقمة في بريطانيا.

وأفادت تقارير إعلامية بأنّ عدداً من كبار النواب المحافظين يُخطّطون للإطاحة برئيسة الوزراء، على خلفية امتعاضهم من أداء الحزب منذ خلفت بوريس جونسون في السادس من أيلول.


MISS 3