3 تمارين تحارب بها القلق والاكتئاب

10 : 12

إذا كنت مصاباً بالاكتئاب أو القلق، تؤدي التمارين الجسدية دوراً محورياً للتحكم بأعراضك نظراً إلى الرابط القوي بين الصحة الجسدية والعقلية.

نعرف اليوم أنّ التجزئة السابقة بين الجسم والعقل خاطئة. الجسم مرادف للعقل والعقل مرادف للجسم! حين تعتني بنفسك، ستستفيد أعضاؤك كافة بلا استثناء.

يجب أن تستشير طبيبك دوماً بشأن خياراتك العلاجية. لكن لا ضير من إضافة أي نوع من التمارين الجسدية إلى جدولك الاعتيادي. تشير البحوث إلى تراجع أعراض الاكتئاب أو القلق عبر ممارسة ثلاثة نشاطات محددة:

* الركض

ثمة سبب وجيه لاعتبار الركض أحد أفضل التمارين الصحية: يستطيع هذا النشاط أن يحرق السعرات الحرارية ويكبح الرغبة في الأكل ويُخفّض خطر الإصابة بأمراض القلب. حتى أن الركض لخمس دقائق يومياً يطيل حياتك بحسب بحث جرى في عام 2014.

كذلك تبيّن أن الركض يستطيع تحسين المزاج بطرائق متنوعة، إذ يؤدي إلى تغيرات دائمة في الناقلات العصبية المرتبطة بمشاعر الراحة، أي السيروتونين والنوربينفرين، خلال التمارين الجسدية وبعدها. كذلك يبدو أن حركات الركض المتكررة تعطي أثراً شبيهاً بمفعول التأمل على الدماغ.

تبرز منافع الركض العقلية خصوصاً لدى المصابين بالاكتئاب. في مراجعة نُشرت في "مجلة علم النفس وعلم الأعصاب" عام 2006، اكتشف الباحثون أدلة مفادها أن التمارين الجسدية تعطي مفعول مضادات الاكتئاب، ما يؤدي إلى تخفيف اضطراب الاكتئاب الحاد عبر تعزيز نمو الخلايا العصبية الجديدة في الدماغ.

على صعيد آخر، يُسهّل الركض النوم خلال الليل، ما ينعكس إيجاباً على الصحة العقلية العامة نتيجة لتحسّن الذاكرة وتراجع مستويات الضغط النفسي والاحتماء من الاكتئاب.

* مسافات طويلة في الطبيعة


لزيادة المنافع على مستوى الصحة العقلية، امش مسافات طويلة في الطبيعة. تعطي الأخيرة مفعولاً مهدئاً على العقل. تبرز بعض الأدلة التي تشير إلى تراجع مستوى القلق عند الحضور وسط النباتات والأشجار، لا سيما المتحللة منها، لأن تلك النباتات تبث مواد كيماوية لإبطاء مسار تحلّلها، ويبدو أن هذه العملية تساهم في تهدئتنا أيضاً.

عام 2009، نُشرت دراسة في مجلة "الصحة البيئية والطب الوقائي" وطلب فيها باحثون يابانيون من المشاركين أن يتجولوا في غابة أو في مدينة، فلاحظوا تراجع مستوى هرمونات الضغط النفسي لدى الأشخاص الذين خصصوا 20 دقيقة للتجول في الغابة مقارنةً بمن تجولوا في المدن.

يدعم بحث جديد الفكرة القائلة إن الانغماس في الطبيعة يفيد الصحة العقلية. في هذا السياق، نُشرت دراسة في الصيف الماضي ولاحظت تراجع مستوى القلق وتحسّن وظيفة الذاكرة لدى الراشدين الشباب الذين مشوا في الطبيعة طوال 50 دقيقة.


* اليوغا

في دراسة صغيرة نُشرت عام 2007 في مجلة "الطب البديل والتكميلي القائم على الأدلة"، سجّل المشاركون الذين حضروا حصص اليوغا تراجعاً "ملحوظاً" في حدّة الاكتئاب والقلق والأعراض العصبية. سمحت هذه النتائج للباحثين باعتبار اليوغا علاجاً تكميلياً للاكتئاب.


في عام 2012، أجرى فريق آخر من الباحثين مراجعة لتجارب كانت حللت آثار اليوغا على القلق والضغط النفسي. في 25 دراسة من أصل 35، سجّل الأفراد تراجعاً واضحاً في أعراض الضغط النفسي والقلق بعد بدء حصص اليوغا.

عدا تمطيط الجسم وتقوية جذعه، تركّز اليوغا أيضاً على التنفس، ما يساهم في إبطاء العقل وتهدئته.يظن الخبراء أن تركيز اليوغا على التنفس يفيد الصحة العقلية تحديداً، إذ يصعب أن نشعر بالقلق حين نتنفس بعمق.


MISS 3