"حماس" والفصائل عند الأسد

02 : 00

الأسد خلال استقباله وفد الفصائل الفلسطينية في دمشق أمس (الرئاسة السورية)

بعد قطيعة بدأت إثر اندلاع الثورة السورية واستمرّت أكثر من عقد من الزمن، وفيما تكثّفت الجهود والوساطات الإقليميّة، خصوصاً تلك التي تولاها "حزب الله" منذ فترة، أعلنت حركة "حماس" من دمشق أمس استئناف علاقاتها مع النظام السوري إثر لقاء ضمّ أيضاً مختلف الفصائل الفلسطينية مع الرئيس السوري بشار الأسد، وصفته الحركة بـ"اليوم المجيد"، فيما اعتبره مراقبون تطبيعاً مع نظام الأسد وانضماماً متجدّداً إلى "محور الممانعة" بقيادة الجمهورية الإسلامية في إيران.

وفي أوّل لقاء يجمع بين الطرفين منذ بدء الحرب السورية، التقى رئيس مكتب العلاقات العربية والاسلامية في الحركة خليل الحية الأسد ضمن وفد ضمّ عدداً من مسؤولي الفصائل الفلسطينية، أبرزهم ممثل "منظمة التحرير" وحركة "فتح" سمير الرفاعي، والأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد نخالة.

وإذ قال الحية خلال مؤتمر صحافي إثر اللقاء: "نعتقد أنه يوم مجيد ويوم مهمّ، نستأنف فيه حضورنا إلى سوريا العزيزة ونستأنف فيه العمل المشترك... مع سوريا"، أضاف: "نعتبره لقاء تاريخياً وانطلاقة جديدة متجدّدة للعمل الفلسطيني - السوري المشترك"، لافتاً إلى "أنّنا متفقون مع سيادة الرئيس على أن نتجاوز الماضي ونذهب إلى المستقبل".

وتابع: "نستعيد علاقتنا مع سوريا العزيزة بقناعة وبإجماع قيادي... وبتفهّم من محبّي حركة حماس"، مؤكداً ردّاً على سؤال صحافي عدم تحفظ أي من حلفائهم أو داعميهم الإقليميين، خصوصاً تركيا وقطر، على هذه الخطوة، وأردف: "بل هم شجعونا على ذلك وقالوا نحن نؤيّدكم".

وفي وقت لاحق، أفادت الرئاسة السورية في بيان عن استقبال الأسد وفداً ضمّ قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية، وجرى النقاش حول نتائج "حوارات المصالحة في الجزائر". ونقلت عن الأسد تأكيده أمام الوفد أنّه "على الرغم من الحرب التي تتعرّض لها سوريا، إلّا أنّها لم تُغيّر مواقفها الداعمة للمقاومة بأي شكل من الأشكال". لكنّ البيان لم يتطرّق إلى عودة "حماس" إلى دمشق.

وبحسب ما أفاد مصدر مطلع على الوساطة بين الطرفين وكالة "فرانس برس"، فإنّ دمشق ليست منفتحة في الوقت الراهن على إعادة فتح "حماس" مكتبها على أراضيها، في حين كان مسؤول في "حماس" قد اعتبر في وقت سابق أن الحديث عن ذلك الأمر "لا يزال مبكراً".

وتأتي الزيارة في وقت برزت أخيراً مؤشّرات إلى تقارب محتمل بين سوريا وتركيا، إثر تصريحات لمسؤولين أتراك دعت إلى "مصالحة" بين النظام السوري والمعارضة، في تحوّل بارز في موقفها المعارض منذ بداية النزاع. كما شهدت السنوات الماضية استئنافاً للعلاقات بين سوريا ودول عربية عدّة.

وعلى صعيد آخر، قُتل فلسطيني مساء أمس بعد إطلاقه النار على حرّاس إسرائيليين عند مدخل مستوطنة معالي أدوميم في الضفة الغربية. وذكرت الشرطة الإسرائيلية في بيان أن المهاجم "أطلق النار عند مدخل معالي أدوميم في اتجاه الحرس... فأصاب أحدهم في يده قبل أن يتمّ تحييده من جانب الحراس الآخرين". ومعالي أدوميم هي إحدى أكبر المستوطنات في الضفة الغربية وتقع بين القدس والبحر الميت.


MISS 3