كتابات تستحق النشر لمحمود عثمان

الجبل الأشمّ

02 : 00

سيناءُ يا جبلَ القداسة داسَهُ

ربِّي وكلَّلَ بالصواعق راسَهُ

إذ خرَّ موسى كالصريع على الثرى

والغيمُ يقرع فوقه أجراسَهُ

ناديتُ من طُور الشمال مقبِّلاً

وجه الكليمِ ولاثمًا أنفاسَهُ

مِ المَكمِل العالي عليه قدِ انحنى

قلبُ الإلهِ من الحنان وباسَهُ

من أرض لبنانَ المؤثَّل مجدُهُ

حيث استباحَ البلطجيَّةُ ناسَهُ

عارٍ من الأنوار أضحى شاحبًا

يا شام ردِّي سحرَهُ ولباسَهُ



بوركتِ في القرآن في كتب الهدى

طوبى لمن عرف الزمانَ وساسَهُ

برَدى بآياتٍ يفيض تدفقًا

يروي بترتيلِ الهوى جلاَّسَهُ

زفِّي إلى مصر الجلالِ تحيَّةً

فرعونَ يرفعُ باسمًا أقواسَهُ

والمجدُ في النِّيل السعيدِ سريرُهُ

يبني على الهرَم الفريدِ مقاسَهُ

لبنان يا لبنان يا وطنَ التقى

للشرقِ كان ولم يزلْ نبراسَهُ

وطنٌ أباحَ الظالمونَ جمالَهُ

والسارقونَ رأيتُهم حرَّاسَهُ

الكاذبونَ الجاهلونَ الحاقدونَ

المفلسونَ وأعلنوا إفلاسَهُ

هم لوَّثوا الأنهارَ هم من شوَّهوا

عرشَ الجمالِ ومَأتمُوا أعراسَهُ

هم هجَّروا أبناءه وبناتَهُ

كالظبي يهجر روضَه وكناسَهُ

ما عاش فيهم شاعرٌ أو عاشقٌ

إلا ويفقدُ بينهم إحساسَهُ

كم غصةٍ خنقتْ تنهَّدَ قلبهِ

فمضى يمزِّقُ يائسًا قرطاسَهُ

من ذا يعيدُ إلى الكلام مجازَهُ

وإلى القصيدِ طباقَهُ وجناسَهُ

والأرزُ أوشك أن يذلَّ من الأسى

ويخاف من هجرِ النسورِ يباسَهُ

أبناءَ ذا الجبلِ الأشمِّ ألا انهضوا

شدُّوا بإيمان الجدودِ أساسَهُ

ذودوا عن النَّبع النقيِّ عن الذرى

عن زنبقِ الوادي يباهي آسَهُ

عن قلب أمٍّ أفقدوهُ أمانَهُ

أو حُلمِ طفلٍ جرَّدوه نعاسَهُ

عن كفِّ فلاَّحٍ تخضَّبَ بالنَّدى

يُحيي بما دَرَّ الجبينُ غراسَهُ

عن بُحَّةِ الموَّال في صدر الفتى

والحبُّ يترعُ بالمعاني كاسَهُ

من أجلسَ الطَّاغوتَ فوق رؤوسِكم

إلاَّكمُ ... فلترفضوا إجلاسَهُ

ما مات شعبٌ ثائرٌ متوحِّدٌ

أو عاش شعبٌ لا يكافحُ ياسَهُ