إنتخابات تمهيديّة داخل "الليكود"

نتنياهو يُواجه تحدّياً لقيادته

09 : 47

ساعر مع عقيلته أثناء توجّههما إلى مركز اقتراع للإدلاء بصوتيهما أمس (أ ف ب)

شارك أعضاء حزب "الليكود"، الذي يتزعّمه رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، أمس، في اقتراع لاختيار رئيس جديد للحزب اليميني في انتخابات تمهيديّة طالب بها خصمه الرئيسي جدعون ساعر، المصمّم على انتزاع القيادة منه. وستُشكّل هزيمة نتنياهو (70 عاماً) صدمة، لكن النتائج المتقاربة بين المرشّحَيْن ستُضعف تأثيره على الحزب المتشدّد، الذي يُهيمن عليه منذ عشرين عاماً.

ودعا نتنياهو مناصريه إلى التصويت بأعداد كبيرة، وقال: "نسبة المشاركة ضئيلة جدّاً وفوز اليمين يتوقف عليكم". وأضاف في شريط فيديو نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع زوجته سارة: "هناك ريح وهطول أمطار، لكن روحنا أقوى". وأدلى نتنياهو بصوته في صندوق داخل كشك أُنشئ في مقرّ إقامته.

أمّا منافسه جدعون ساعر (53 عاماً)، فأدلى بصوته بالقرب من مدينة تل أبيب، واعتبر أن "هذا اليوم مصيري لليكود ولبلدنا. اليوم نحن قادرون على إحداث التغيير وضمان الأمل الجديد لمواطني إسرائيل". وكتب عبر صفحته على "فيسبوك": "قوّتنا هي ضمان استمرار حكم المعسكر الوطني وانتصاره"، وحضّ أنصاره إلى الخروج للتصويت بالرغم من سوء الأحوال الجوّية، "كي نُعلن البشارة التي يتوقعها شعب إسرائيل بأكمله، حتّى نضمن معاً انتصار "الليكود" والمعسكر الوطني في انتخابات الثاني من آذار القادم".

وقال ستيفان ميلر، خبير استطلاعات الرأي الذي شارك في حملات إسرائيليّة متعدّدة: "أيّاً تكن النتيجة، لا يُمكن لنتنياهو إلّا أن يخسر"، معتبراً أنّه بغضّ النظر عن حجم الدعم الذي يحصل عليه ساعر "هذه هي المرّة الأولى منذ عشر سنوات التي تُعبّر فيها علناً مجموعة من الناخبين من اليمين، عن رغبتها في التخلّص من نتنياهو". وتابع: "إذا حصل ساعر على أكثر من ثلث أصوات الحزب، فسيُلحق ذلك ضرراً كبيراً بنتنياهو".وفي مركز الاقتراع في حي "كريات موشي" في القدس الغربيّة، قال رامي ديفيد إنّه صوّت لساعر لأنّه "سيُعطي لليكود صورة جديدة". أمّا ناثان مواتي (26 عاماً)، فقد أكد أنّه يؤيّد نتنياهو ولا يعتقد أن مناصريه قلقون من لائحة الاتهام، مشيراً إلى أنّ "الأهمّ بالنسبة إلينا هو التصويت بغالبيّة ساحقة لصالح نتنياهو، أي تصويت بنسبة 80 في المئة".وسيتولّى الفائز في هذه الانتخابات التمهيديّة، "المهمّة الشاقة"، التي تتمثل بقيادة حملة الحزب للانتخابات التشريعيّة التي ستُجرى في الثاني من آذار، بعدما أفضت انتخابات أيلول إلى طريق مسدود لتشكيل حكومة. وشغل جدعون ساعر مقعداً في الكنيست ومنصبَيْ وزير الداخليّة ووزير التربية والتعليم في حكومات نتنياهو. وقد أعلن استقالته من منصب وزير الداخليّة العام 2014، إلّا أنّه عاد إلى الحياة السياسيّة العام 2019 وحلّ رابعاً على لائحة "الليكود" في الانتخابات.

واتهم ساعر، نتنياهو، مراراً، بتهميشه، وتحرّك لتحدّي رئاسته لليكود بعد فشل رئيس الوزراء في تشكيل ائتلاف حكومي. وينتهج ساعر السياسة اليمينيّة نفسها التي يتّبعها نتنياهو في العديد من القضايا الرئيسيّة، بما في ذلك العلاقة مع الفلسطينيين، إذ يدعو إلى التشدّد حيالهم.

وتُشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن فوز ساعر بزعامة "الليكود" سيؤدّي إلى فوز الحزب بعدد أقلّ من المقاعد في الانتخابات، لكنّه سيسمح بزيادة حجم الكتلة اليمينيّة في البرلمان، ما يعني تشكيل حكومة ذات غالبيّة يمينيّة.