المواجهات متواصلة في هونغ كونغ لليوم الثالث توالياً

09 : 47

المتظاهرون يهربون من الشرطة داخل مركز تسوّق في حي تاي بو أمس (أ ف ب)

تواصلت الاضطرابات التي تشهدها هونغ كونغ تزامناً مع فترة عيد الميلاد لليوم الثالث توالياً أمس، إذ وقعت مواجهات بين المتظاهرين المطالبين بالديموقراطيّة والشرطة داخل مراكز التسوّق، حيث نظّم المحتجّون تظاهرات في مراكز عدّة مردّدين شعارات مناهضة للحكومة والشرطة.

واستخدمت شرطة مكافحة الشغب رذاذ الفلفل ضدّ عشرات المتظاهرين داخل مركز تسوّق في حي تاي بو، إضافةً إلى صبغة زرقاء اللون لتحديد المشتبه بهم. كما أوقفت الشرطة عدداً من الأشخاص. واندلعت مواجهات أيضاً في أربعة مراكز تسوّق أخرى، حيث نفّذت الشرطة عمليّات توقيف بينما أغلقت متاجر عدّة واجهاتها في يوم كان من المفترض أن يشهد حركة تسوّق نشطة.

وباتت مراكز التسوّق الكثيرة في المدينة مواقع معتادة للتظاهرات في ظلّ محاولة المحتجّين التأثير على الاقتصاد، إذ تشهد هونغ كونغ احتجاجات شعبيّة صاخبة ومتواصلة منذ أكثر من ستة أشهر، أثّرت سلباً على سمعة المدينة كمركز مـالي مستقـرّ، مـا دفـع اقتصـادها في اتّجاه الركود.وعشيّة عيد الميلاد، وقعت أسوأ موجة عنف منذ أسابيع، بحيث اندلعت مواجهات عنيفة استمرّت لساعات بين الشرطة والمحتجّين في حي مكتظ للتسوّق. كذلك اندلعت صدامات متقطّعة وأقلّ شدّة مجدّداً داخل مراكز التسوّق يوم عيد الميلاد.

واعتبرت رئيسة هونغ كونغ التنفيذيّة كاري لام المدعومة من بكين الأربعاء، أن التظاهرات العنيفة "أفسدت" عيد الميلاد. وأصدرت الحكومة بياناً جديداً الخميس، دانت فيه المحتجّين لاستخدامهم العنف خلال الشهور الستة الماضية، مضيفةً أن "العنف غير المسبوق والتدمير المنظّم تحوّلا إلى أمر معتاد".

لكن المتظاهرين يُصرّون على أنّه لم يعد لديهم الكثير من الخيارات سوى العودة إلى الشوارع، نظراً لعدم تقديم بكين ولام أي تنازلات. وتشعر شريحة واسعة من السكّان بالغضب من هيمنة بكين وسياسات حكومة المدينة، التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، في وقت يضغطون للحصول على مزيد من الحرّيات وسط دعوات لمحاسبة الشرطة.

توازياً، وبعد شهر من تسجيل المعارضين فوزاً كاسحاً في انتخابات هونغ كونغ المحلّية، يُتابع الفائزون وغالبيّتهم حديثو العهد بالسياسة، دورات مكثفة استعداداً لمواجهة السلطة الموالية لبكين، انطلاقاً من عملهم في الأحياء التي يُمثلونها.

ويقع على عاتق المجالس المحلّية بشكل خاص تنظيم جداول حافلات النقل، وجمع النفايات وتنظيم الأنشطة الثقافيّة. وتُعاني هونغ كونغ من أزمة على صعيد السكن وتُعدّ الأسعار فيها باهظة، ما يُثير غضب السكان الذين يُندّدون بالصلات الوثيقة بين السلطة الموالية لبكين وأقطاب العقارات. ولا يختار سكّان هونغ كونغ مباشرةً رئيس السلطة التنفيذيّة، أعلى منصب في شبه الجزيرة، التي كانت مستعمرة بريطانيّة. وتُعدّ المطالبة باقتراع عام مباشر في صلب مطالبات المتظاهرين، فيما لا تُصغي بكين والحكومة المحلّية إليها.


MISS 3