مايز عبيد

إفتاء طرابلس: أي اتجاه سيلجأ إليه دريان مع انتهاء ولاية المفتي الممدّدة؟

28 كانون الأول 2019

02 : 00

أيام وتنتهي ولاية الشعار والمسار غامض

تُوصف العلاقة بين مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار بأنها ليست كما يجب، ومع ذلك فإن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان قد اتخذ قبل سنة من الآن أو يزيد، قرارًا بتمديد ولاية المفتي الشعار، تنتهي مفاعيله مع نهاية هذا العام.

التمديد الذي حصل جاء بناءً على رغبة رئيس الحكومة سعد الحريري وتمنياته واستجاب لها مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان. وقتها كانت باقي القيادات السياسية في طرابلس عدا الرئيس الحريري ترغب بعدم التمديد للمفتي الشعار وأن يصار إلى انتخابات جديدة تأتي بمفتٍ جديد للمدينة. قرار التمديد هذا جاء بعد الإنتخابات النيابية التي اتخذ فيها المفتي مالك الشعار مواقف داعمة ومؤيدة للرئيس سعد الحريري وتياره ومرشحيه بكل وضوح ومن دون أي لبس، واعتُبر التمديد وقتها بمثابة تكريم للشعار من الحريري على مواقفه إبان الإنتخابات النيابية، ما أثار نقمة باقي أطراف السياسة في طرابلس وبالأخص الرئيس نجيب ميقاتي الذي لم يبارك ذاك التمديد وما زالت علاقته بالمفتي الشعار إلى حينه "على الرسمي". لكن ميقاتي لم يُبدِ وقتها معارضة تفوق الموقف السياسي لأنه اعتمد سياسة التقارب والتحالف مع الرئيس سعد الحريري بعيد انتخابات 2018 مباشرة التي شهدت حرب "داحس والغبراء" بين الطرفين، وعلل ميقاتي ذلك بالسعي "إلى وحدة الصف الإسلامي - السنّي" في مواجهة التحديات.

في نهاية الشهر الجاري أي بعد أيام قليلة تنتهي ولاية المفتي الشعار الممددة، الأمور لا تزال غامضة حيال إمكان حصول تمديد جديد للولاية أو الدخول في شغور لمنصب الإفتاء الشمالي، كما هو حاصل في عكّار التي دخلت في شغور منذ مدة مع انتهاء ولاية المفتي زيد زكريا الذي كُلّف بقرار من مفتي الجمهورية السابق محمد رشيد قباني ومعارضة تيار المستقبل. هناك في عكّار ورغم المطالبات المستمرة بضرورة حصول إنتخابات على مركز الإفتاء إلا أن هذا الأمر لا يزال في علم الغيب مع أن أكثر من وعد كان الرئيس الحريري والمفتي دريان قد قطعاه للعاملين على الملف بأن انتخابات الإفتاء ستكون بعد النيابية مباشرة ومنها وعد تلقاه المفتي زيد زكريا شخصيًا، إلا أن تلك الإنتخابات لم تحصل على الرغم من أن لائحة الهيئة الناخبة كانت قد نُشرت في حينه.

أما أسباب عدم إجراء الانتخابات في عكار فيشير مطلعون على الملف إلى أن "الأسماء المرشحة لهذا المنصب تجمعها جميعها علاقة ممتازة مع الرئيس الحريري والمفتي دريان ولم يستطع الحريري ربما إجراء تسوية معينة بينها ترجح كفة طرف على آخر".

في طرابلس لا يزال الغموض يكتنف موضوع الإفتاء، وفيما يتحاشى المفتي الشعار الحديث عن الموضوع، خرق اتصال الرئيس ميقاتي بمفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الصمت حيال الموضوع حيث دعا ميقاتي إلى عدم القفز فوق القوانين في موضوع إفتاء طرابلس" في إشارة إلى عدم موافقة ميقاتي على التمديد إن حصل والذي ربما يلجأ إليه المفتي دريان لأن إجراء انتخابات في طرابلس سيفتح الباب أمام الدعوة إلى انتخابات في عكار خصوصًا بعد أن أجريت انتخابات للمجلس الشرعي ولم يحل دونها أي اعتراض يذكر.


MISS 3