أردوغان يسعى إلى دخول المعركة مستخدماً السوريين

الجيش الليبي يتقدّم نحو قلب طرابلس

10 : 35

المعارك مستعرة في طرابلس (أرشيف)

تتسارع التطوّرات الميدانيّة على الساحة الليبيّة المتفجّرة أخيراً، إذ أعلن الجيش الوطني الليبي بالأمس سيطرته الكاملة على طريق المطار في العاصمة طرابلس، مشيراً إلى أن المنطقة الممتدّة من مطار طرابلس وصولاً إلى خزانات النفط، مروراً بكوبري الفروسيّة ومعسكر النقليّة الاستراتيجي، بات تحت سيطرته الكاملة. ويكون الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قد أحرز بذلك تقدّماً مهمّاً في اتجاه الوصول إلى قلب طرابلس.

وفي هذا الاطار، أكد مدير إدارة التوجيه في الجيش الليبي اللواء خالد المحجوب أن قوّات الجيش تقترب من قلب العاصمة طرابلس ولا يفصلها سوى أقلّ من 4 كيلومترات، موضحاً أن قوّات الجيش تُحاصر المدينة من محاور عدّة وسيطرت على طريق مطار طرابلس، لافتاً أيضاً إلى أن القوّات دمّرت غرفة عمليّات تابعة لميليشيا "الفاروق" المتطرّفة. وأفاد بأنّ هناك تقهقراً ميدانيّاً لـ"كتائب الوفاق"، مشيراً إلى أن الجثث متناثرة على طريق مطـار طرابلس. وخلال تصريحات لاحقة لقنـاة "العربية"، اعتبر المحجوب أن إرسال أردوغان قوّات إلى ليبيا سيكون مغامرة غير محسوبة.

وشنّ سلاح الجوّ في الجيش الليبي، غارات جوّية على مدينة مصراتة، بعد انقضاء المهلة التي منحتها قيادة الجيش للمدينة لسحب مسلّحيها من طرابلس وسرت والعودة إلى مدينتهم. واستهدفت الغارات مراكز قيادة ومخازن أسلحة وسط المدينة، إضافةً إلى مواقع لمسلّحي مصراتة في ضواحي مدينة سرت، التي يحشد الجيش قوّاته وآليّاته في محيطها منذ نحو أسبوعَيْن استعداداً لدخولها عقب انتهاء المهلة.

بدوره، أعلن المتحدّث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري أن تطوّرات الساعات المقبلة ستكون مفاجئة لجميع الليبيين، لافتاً إلى أن قوّات النخبة تستعدّ لدخول معركة الأحياء الرئيسيّة في طرابلس، مضيفاً: "سيطرنا على مناطق استراتيجيّة في طريق المطار، ونخوض معارك شرسة في المرحلة الأخيرة لتحرير طرابلس"، في حين اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجيّة في البرلمان الليبي يوسف العقوري أن تركيا تُريد دعم الإرهاب في ليبيا حتّى يكون لها مكان في البلاد. وأوضح العقوري خلال مقابلة مع "سكاي نيوز عربيّة"، أن حكومة فايز السراج غير شرعيّة لأنّها لم تنل ثقة البرلمان، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي هو الذي فرضها على الشعب الليبي.

توازياً، أكدت الرئاسة التركيّة أن حكومة الوفاق الوطني الليبيّة طلبت دعماً عسكريّاً من أنقرة، لافتةً إلى أنّها ستحترم اتفاق التعاون الأمني معها. وقال رئيس دائرة الإعلام والاتصال في الرئاسة التركيّة فخر الدين ألطون، في سلسلة تغريدات نشرها مساء أمس، عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر": "إنّنا متمسّكون بشكل كامل بحماية مصالحنا المشتركة وإرساء الاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط"، مضيفاً: "ندعم الحكومة الليبيّة الشرعيّة المعترف بها دوليّاً، وعلى القوى الخارجيّة وقف تأييد المجموعات غير الشرعيّة ضدّ الحكومة الليبيّة".

وفي سياق متّصل، كشفت شبكة "بلومبرغ" الأميركيّة أن مقاتلين سوريين مدعومين من أنقرة سينضمّون قريباً إلى قوّات حكومة الوفاق الليبيّة لمواجهة قوّات المشير خليفة حفتر. ونقلت "بلومبرغ" عن مسؤولين في ليبيا وتركيا أن الفصائل السوريّة التركمانيّة التي قاتلت إلى جانب الأتراك في شمال سوريا ستلتحق قريباً بقوّات الحكومة الليبيّة في طرابلس. ويتعلّق الأمر بفرقة "السلطان المراد". كما أفادت تقارير عن احتمال مشاركة عناصر من "جبهة النصرة" في القتال الدائر حاليّاً في ليبيا.إلى ذلك، ذكر الكرملين أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، اتفقا خلال اتصال هاتفي بينهما أمس، على التنسيق المشترك بهدف إرساء الاستقرار في ليبيا. وكشف الكرملين في بيان أن المكالمة التي أجريت بمبادرة من الجانب المصري، شهدت "بحثاً مفصّلاً لقضيّة تسوية الأزمة في ليبيا". ولفت بوتين والسيسي، وفق الكرملين، إلى "أهمّية جهود الوساطة المبذولة من قبل ألمانيا والأمم المتّحدة في سياق دفع العمليّة السياسيّة قدماً بمشاركة جميع الأطراف الليبيّة الأساسيّة".كذلك، بحث بوتين مع أعضاء مجلس الأمن الفدرالي الروسي الأوضاع في ليبيا وسوريا، بحسب ما أفاد المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الذي أوضح أن الاجتماع تناول "الأوضاع في ليبيا، بحيث دعا المشاركون إلى دعم الجهود الدوليّة الرامية إلى التسوية في هذا البلد".من ناحيته، عقد مجلس الأمن الوطني الجزائري، الذي يجمع أعلى السلطات المدنيّة والعسكريّة في البلاد، جلسة لمناقشة الوضع على الحدود، لا سيّما الأوضاع مع ليبيا، واتخذ "تدابير" لحمايتها، بحسب الرئاسة.


MISS 3