هوكشتاين سلّم الاتفاق النهائي لعون: يوم تاريخي للبنان

10 : 36

وصل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الى قصر بعبدا قبل ظهر اليوم الخميس ترافقه السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا والوفد المرافق. واستقبله رئيس الجمهورية ميشال عون في حضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، والوزير السابق سليم جريصاتي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والمستشار السفير أسامة خشاب.


وفي مستهل اللقاء سلم هوكشتاين الرئيس عون النّص الرسمي والنهائي للرسالة الأميركية المتضمنة نتائج المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، شاكراً للتعاون الذي لقيه من الجانب اللبناني في خلال توليه هذه المفاوضات، منوهاً بموقف رئيس الجمهورية الذي حقق نتائج إيجابية افضت الى هذا الإنجاز. وشكر الرئيس عون للموفد الرئاسي الأميركي دوره في وصول المفاوضات الى نهاية حفظت حقوق لبنان كاملة.




وبعد انتهاء اللقاء تحدث نائب رئيس مجلس النواب الى الصحافيين فقال: "استقبل فخامة الرئيس العماد ميشال عون صباح اليوم، المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين مع الوفد المرافق، وتم تسليمه الرسالة التي وقعها بالحبر الأزرق، وأصبحت رسالة رسمية موجهة للرئيس عون، سلّمتها الحكومة الأميركية إليه. وهي الرسالة نفسها التي نشرت في الاعلام، ولا تتضمن جديداً، لأنه جرى الكلام عن اتفاقيات مخفية. لا شيء مخفياً، الرسالة هي نفسها ولكنها أصبحت رسمية وتم توقيعها من قبل هوكشتاين، وسلمها اليوم لفخامة الرئيس".


وأضاف: "في المقابل وقّع فخامة الرئيس رسالة، نُشر نصها في الاعلام في الفترة السابقة، وتنص على أن لبنان استلم الرسالة الأميركية ووافق على مضمونها. لكن هذه الرسالة لم تسلم لهوكشتاين لأن فخامة الرئيس كلّف وفداً، بعدما تأكدنا من الإجراءات التي تحصل في الناقورة، للتوجه باسمه الى الناقورة لتسليم الرسالة الى السيد هوكشتاين هناك. وكذلك سيكون هناك رسالة وقّعت من وزارة الخارجية اللبنانية، تتوجه الى الأمم المتحدة، وتشير الى أننا نودع ربطاً نسخة عن الرسالة التي استلمناها من الوفد الأميركي، ونسخة عن الرسالة التي سلمناها الى الجانب الاميركي. وهكذا يكون قد انجز ما تم الكلام عنه، ولا يسعني الا ان أتوجه بالشكر للسيد آموس هوكشتاين على العمل الذي قام به في الفترة الماضية، فقد واجهنا في خلالها مراحل صعبة جداً قد يتكلم عنها هو بنفسه".


وتوجه بو صعب الى هوكشتاين بالكلام قائلاً: " أود أن أشكرك على الجهد والعمل اللذين قمت بهما. وقد قدمت مقاربة جديدة، مكنتنا من انهاء هذا الاتفاق التاريخي. عملك، وجهدك، واحساسنا بأنك وسيط عادل في هذه المسألة، حيث لم يشعر لبنان لحظة بأنك تأخذ طرفاً مع جهة ضد أخرى، ساهموا بالوصول الى ما وصلنا اليه اليوم. منذ زمن بعيد سمعت باتفاقية ابراهام، واليوم اعتقد ان هناك مرحلة جديدة، قد يكون عنوانها اتفاقية آموس هوكشتاين".




ثم تحدث الموفد الرئاسي الأميركي هوكشتاين، فقال: "عقدت اجتماعات عدة في هذا المبنى خلال الأشهر الماضية، وقد جئت دائماً الى هنا معبراً عن تفاؤلي لأنني تمكنت من تقريب وجهات النظر. واليوم انا سعيد بأن أكون هنا، وممتن للرئيس عون ولرئيس الحكومة، ولرئيس مجلس النواب لاظهارهم حس القيادة، ولاتاحة المجال للوصول الى هذا اليوم، وهو يوم تاريخي في المنطقة، من خلال ما هو ممكن في هذه الظروف، بانجاز اتفاق سيوجد املاً وفرصاً اقتصادية واستقراراً على جانبي الحدود".


وأضاف: "أنا ممتن حقيقة لتمكننا من الوصول الى هذا النهار، للقيادة اللبنانية وللقيادة لدى الجانب الآخر، وكذلك لقيادة الرئيس بايدن الذي عمل جاهداً على هذا الملف، منذ أن كان نائباً للرئيس، ودفع بشدّة للتمكن من الوصول الى هذه اللحظة".


واعتبر هوكشتاين: "أنه من المهم أننا وصلنا الى هذا الإنجاز. ولا تكمن الأهمية فيه فقط بل بما سيحدث بعد اليوم. واعتقد بشدة ان ذلك سيشكل نقطة تحول مهمة للاقتصاد اللبناني ولمرحلة جديدة من الاستثمار، ودعما متواصلاً للنهوض بالاقتصاد، ولضمان ان أي ترتيب سيحصل، سيتم بانفتاح وشفافية، وان المكتسبات ستصب لصالح الشعب اللبناني".


وختم بالقول: "أود أن اشكر فرق العمل التي شاركت في المفاوضات، ولاسيما فريق التفاوض اللبناني، والتي عملت على مدار الساعة لتحقيق هذا الإنجاز".




سئل: هل يمكن لشركة توتال ان تتأخر في اطلاق عملها في لبنان؟


أجاب: لا شيء في هذا الاتفاق سيعيق العمل على الجانب اللبناني. هذا الاتفاق يسمح بانطلاق العمل في البلوك رقم 9 باشراف شركة توتال، والتنقيب لمعرفة ما هو موجود. لا شيء في هذا الاتفاق ينص على أي تأخير في انطلاق التنقيب بالنسبة للبنان، ولا شيء فيه أيضا ينص على اقتطاع أي عائدات او كمية من الغاز من امام الشعب اللبناني.


سئل: هل يمكن لأي طرف أن يخل بالاتفاق؟ وكيف يمكن ان تتصرف الولايات المتحدة في حال حصول ذلك، وخصوصا من قبل الجانب الإسرائيلي؟


أجاب: فقط في الشرق الأوسط يتم التوصل الى اتفاق، وبعدها اول سؤال يطرح هو ماذا سيحصل في حال خرقه. تمت كتابة هذا الاتفاق مع الاخذ في الاعتبار بأن البلدين أعداء، وليس هناك علاقات دبلوماسية بينهما. وهذا الاتفاق يؤكد للبنان بأن ما من خرق له يمكن ان يحصل. الولايات المتحدة قبلت من جهتها ان تكون عنوانا على الدوام لأي سؤال او استفسار في حال حصول إشكالات، وستبذل كل جهدها لمواجهة ذلك. ولكن اعتقد ان النية الحسنة والجهود الصادقة التي بذلت من كل الأطراف، ستجعل الأمور تتقدم. الجزء الأهم في هذا الاتفاق هو انه من مصلحة البلدين الا يخلا به، وان يتقدما الى الامام. كل الأطراف ستكون رابحة في هذا الاتفاق، اذا واصل الجانبان تطبيقه. اذا تم خرقه من قبل طرف واحد، سيخسر الطرفان. لسنا قلقين في هذا المجال، ولكن الولايات المتحدة وافقت على مواصلة العمل مع الطرفين في حال الحاجة اليها.