Insight رصد ارتطام نيزك بالمريخ

02 : 00

تلقى العلماء الذين يتولّون مراقبة المريخ هديةً ثمينةً ليلة عيد الميلاد العام الفائت، ففي 24 كانون الأول 2021، ارتطم نيزك بسطح الكوكب الأحمر، محدثاً هزات بلغت قوتها أربع درجات. وأمكن رصد هذه الهزات مباشرةً بواسطة مسبار Insight موجود في الموقع الفضائي.

تمّ اكتشاف هذه الهزات بواسطة مقياس الزلازل في المسبار الذي كان هبط على سطح المريخ قبل نحو أربع سنوات، على بعد نحو 3500 كيلومتر من موقع الارتطام. وقدّر الباحثون حجم النيزك نفسه بنحو 12 متراً، وهو ما كان ليؤدي لو كان متجهاً نحو كوكب الأرض، إلى تفككه وهو بعد في الغلاف الجوي. ويُفترض أن تتيح المعلومات القيّمة التي وفّرها هذا الارتطام تحسين المعرفة بالداخل المريخي وبتاريخ تكوّن الكوكب.

وكانت قوة ارتطام النيزك كافية لكي تولّد في وقت واحد موجات كبيرة (تصل إلى نواة الكوكب) وموجات سطحية (تعبر قشرة الكوكب أفقياً)، ما أتاح دراسة مفصلة للبنية الداخلية للمريخ. وتبيّن أن القشرة التي يتمركز عليها المسبار أقل كثافة من تلك التي تم اجتيازها من موقع الارتطام.

لكن بات أداء Insight بطيئاً راهناً، كما كان متوقعاً، بسبب الغبار المتراكم على ألواحه الشمسية. وقال بروس بانيردت من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة "ناسا": "إنه من المحتمل أن يُفقد الاتصال به في غضون نحو أربعة إلى ثمانية أسابيع"، مُعرباً عن حزنه لذلك رغم ارتياحه لنجاح المهمة. ورصد المسبار في المجموع ما يفوق الـ1300 "زلزال مريخي"، وسيفيد العلماء في كل أنحاء العالم لسنوات عدة من البيانات التي جمعها.