تجدّد التظاهرات في بلاد الرافدين

12 : 30

متظاهرون يُعلّقون أمنياتهم في "ساحة التحرير" في بغداد أمس (أ ف ب)

واصل آلاف العراقيين بالأمس لليوم الثاني توالياً محاصرة حقل الناصريّة النفطي جنوب بغداد، الذي توقف الإنتاج فيه، بينما لا تزال الاحتجاجات الشعبيّة الحاشدة تشل العديد من مدن العراق، الذي يشهد ثورة منذ ثلاثة أشهر.

وقال المتحدّث باسم وزارة النفط عاصم جهاد في بيان رسمي إنّ "الوزارة أوقفت عمليّات الإنتاج في حقل الناصريّة بشكل موَقت لعدم تمكّن موظّفي الحقل من الوصول إلى أماكن عملهم، بسبب قطع الطريق من قبل المتظاهرين المطالبين بالتعيين"، مشيراً إلى أن "عمليّة الإيقاف لم تؤثر على عمليّات الإنتاج والتصدير التي سيتمّ تعويضها من شركة نفط البصرة، لا سيّما ما يتعلّق بسقف الانتاج المحدّد من أوبك".

ويبلغ إنتاج حقل الناصريّة مئة ألف برميل في اليوم عادةً، وهي المرّة الأولى التي يتوقف فيها الإنتاج في حقل نفطي في البلاد منذ بدء الثورة. والعراق هو خامس أكبر مصدر للنفط في العالم، إذ يُصدّر نحو 3.4 ملايين برميل يوميّاً من ميناء البصرة في الجنوب. وبالرغم من الثروة النفطيّة الهائلة، يعيش قسم كبير من العراقيين تحت خط الفقر، وتبلغ نسبة البطالة معدّلات مرعبة.

في الغضون، تتواصل التظاهرات الصاخبة في بغداد وغالبيّة مدن جنوب العراق للمطالبة بـ"سقوط النظام" وتغيير الطبقة السياسيّة التي تُسيطر على مقدّرات البلاد منذ 16 عاماً، ويتّهمها الثوّار بـ"الفشل والفساد" والتبعيّة للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة. وبالرغم من تصويت البرلمان قبل أيّام على اصلاحات لقانون إنتخابي، لا توجد مؤشّرات جدّية لخطوات في اتجاه إجراء انتخابات قريبة.وأعلن متظاهرون في الديوانيّة مجدّداً بالأمس "الاضراب العام"، في إطار احتجاجات متواصلة تهدف إلى دفع السلطات للاستجابة لمطالبهم. وبعدما هدّد رئيس الجمهوريّة برهم صالح بالإستقالة، معلناً رفضه للمرشّحين الذين يُقدّمهم حلفاء إيران لمنصب رئيس الوزراء إلى البرلمان، رأى المتظاهر أسامة علي من ساحة الاحتجاج في مدينة الناصريّة أنّ "الرئيس برهم صالح قطع الطريق أمام محاولات الأحزاب والميليشيات لإجهاض الإنتفاضة بهدف حماية مصالحهم"، مضيفاً: "هذا يُشجّعنا على مواصلة الاحتجاجات السلميّة حتّى تحقيق أهداف الانتفاضة". وفي الوقت الذي انخفضت فيه حدّة العنف خلال الأيّام القليلة الماضية، كشفت مفوضيّة حقوق الانسان الحكوميّة "وقوع 68 حادث خطف وفقدان على خلفيّة التظاهرات"، بينما توجّه مفوضيّة الأمم المتحدة الاتهام إلى "ميليشيات" بالقيام بحملة واسعة من عمليّات الخطف والاغتيال للمتظاهرين والناشطين في ثورة بلاد الرافدين. وتعرّض ناشطون لعمليّات اغتيال، غالباً ما كانت بالرصاص عبر مسدّسات كاتمة للصوت، في هجمات وقعت في الشوارع أو أمام منازلهم، فيما أكد عشرات من المتظاهرين أنّهم تعرّضوا لخطف واحتجزوا لساعات أو أيّام في منطقة زراعيّة قرب بغداد، قبل أن يتمّ رميهم على جانب الطريق.


MISS 3