بمبادرة من المعهد الوطني العالي للموسيقى - الكونسرفتوار الوطني وبالشراكة مع مستشفى بعبدا الحكومي وبرعاية وزارتي الصحة والثقافة، أُعلن البارحة في مؤتمر صحافي عن أمسية موسيقيّة تحمل شعار Music Heals تجمع كبار الموسيقيين والفنانين في عمل إبداعي مشترك يمزج بين الموسيقى الشرقية والغربيّة، والملفت هذه المرّة أن المشاركين كلهم من أبناء الوطن من موسيقيين ومغنّين سيتناوبون لصناعة أمسية للتاريخ، فمنهم من سيغنّي الطرب الشرقي الأصيل ومنهم من سيؤدّي اللّون اللبناني التقليدي والموسيقى اللبنانية الحديثة.
شارك في المؤتمر كل من رئيسة الكونسرفتوار هبة القوّاس ومدير مستشفى بعبدا الحكومي فريد الصبّاغ ونائبة رئيسة الكونسرفاتوار أمينة برّي والموسيقي ماهر الصبّاغ والمايسترو أندريه الحاج والفنانة كارين رميا والفنان جوزيف عيسى والفنان أنطوان وديع الصافي.
رحبت القوّاس بالحضور معلنة عن الشراكة الواسعة النطاق مع مستشفى بعبدا الحكومي منوّهة بنجاحات المستشفى وبجهودها رغم الظروف الصعبة التى تعصف بالبلاد؛ مضيفة أن الموسيقيين المنتسبين للكونسرفتوار يعملون من دون توقّف لتأمين لقمة العيش فيما يتلاشى كل شيء حولهم، ما يصعب الأمور بشكل منقطع النظير. وشددت القواس على دور الموسيقى في وضع لبنان على الخارطة الثقافية العالمية مؤكدة حرصها على عدم انحدار مستوى الموسيقيين في لبنان.
«وبعد أزمة صحيّة تعرض لها احد الزملاء في الكونسرفتوار ونظراً لعدم استطاعته تحمل تكاليف الدخول الى مستشفى خاص، أجريتُ اتصالاً بمدير مستشفى بعبدا الزميل فريد الصباغ، الذي لم يتردد لحظة بالوقوف الى جانبنا في تلك اللحظة. من هنا فكّرت بخطّة مستدامة لمساعدة الموسيقيين في الحصول على الإستشفاء» تشرح القوّاس. لتضيف بعد حين بأن تلك ليست إلا البداية مع بدء حقبة جديدة في عالم الإستشفاء عبر العلاج بالموسيقى، مشيرة الى ان هذا التعاون الموسيقي الإستشفائي يسهم في الحفاظ على هوية لبنان مؤكدة استمرارية التعاون مع مستشفى بعبدا لتأمين الإستشفاء للموسيقيين كافة.
«لا تستطيعون إدراك حجم المعاناة التي مررنا بها خلال الأزمات الغابرة فالإستمرارية صعبة جداً للطاقم الطبي والموظفين وأنا أحيي جهودهم وصلابتهم رغم كل شيء» يؤكد الصباغ. ويشرح الاخير ان كونه موسيقياً أيضاً لمس المعاناة نفسها وأدرك حجم الخسارة التي ألمّت بهذا القطاع فبات الأمل معدوماً الى أن «حققنا التعاون بين هاتين المؤسستين العامتين لأنه لا أمل لدينا إلا بوضع اليد باليد. فإذا استطاع مستشفى بعبدا تأمين الطبابة لموسيقيّي وموظفي الكونسرفتوار يستطيع الكونسرفتوار بدوره تقديم الدعم للمستشفى من خلال هذه الأمسية». ونوّه الصباغ بجهود القوّاس معوّلاً على التعاون بين المؤسسات العامة لأنها الخلاص الوحيد للمجتمع وللبلاد.
ويشهد ليل الجمعة 4 تشرين الثاني في تمام الساعة 8:30 إنطلاق أمسية Music Heals من باحة مستشفى بعبدا الحكومي مع الأوركسترا الشرقية والأوركسترا الفيلهارمونية ونخبة من أهل الفن اللبناني، للتأكيد على دور الموسيقى في العلاج ولعلها تكون ثورة جديدة في عالم الإستشفاء ما ينهض بهذا القطاع مجدداً في لبنان خصوصاً بعد ما شهده من صعوبات ومشقات.
