موسكو تعود إلى "اتفاق الحبوب"... والمخاوف النووية تتزايد!

02 : 00

بوتين خلال اجتماع إفتراضي لمجلس الأمن الروسي أمس (أ ف ب)

بعد ضغوط دولية هائلة لاستئناف العمل باتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود نحو بقية أنحاء العالم، للتخفيف من وطأة الأزمة الغذائيّة العالميّة وتفادي حصول موجات مجاعة جديدة، استأنفت موسكو أمس مشاركتها في اتفاق الحبوب متحدّثةً عن تلقيها «ضمانات خطية» من كييف في شأن جعل الممرّ المستخدم لنقلها منزوع السلاح.

وفي هذا الإطار، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تعتبر بلاده ضامنة لهذه الاتفاقية الحاسمة لتأمين إمدادات الغذاء العالمية، استئناف الصادرات الأوكرانية في البحر الأسود اعتباراً من ظهر الأربعاء عبر هذا الممرّ الآمن، فيما رحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ»حرارة» بعودة روسيا للالتزام بمفاعيل الاتفاق.

لكنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدّد في الوقت عينه بخروج بلاده مجدّداً من الاتفاق في حال عمدت كييف إلى «خرق ضمانات» طلبتها موسكو. بالتوازي، تتزايد المخاوف من ضربة نووية روسية محتملة في أوكرانيا، بعدما أعربت الولايات المتحدة عن «قلق متزايد» من هذا الاحتمال، وفق المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي.

وتأتي تصريحات كيربي على اثر مقالة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» وأشارت إلى أن ضباطاً روساً رفيعين تباحثوا أخيراً حول توقيت استعمال سلاح نووي تكتيكي في أوكرانيا وكيفية ذلك. كما كان الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي ديمتري مدفيديف قد تطرّق مجدّداً الثلثاء إلى السلاح النووي، محذّراً أوكرانيا من السعي لاستعادة كامل الأراضي التي تحتلّها روسيا.

وفي السياق ذاته، اعتبر المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنّه «من غير المسؤول» أن تعمد وسائل إعلام غربية إلى «تضخيم متعمّد لمسألة الأسلحة النووية». كما أوضحت وزارة الخارجية الروسية أن «الأولوية القصوى» هي تجنّب الحرب بين القوى النووية التي ستكون لها «عواقب كارثية».

على الجبهة، أفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بأنّ معارك دائرة في الشرق، مشيرةً إلى أن 25 بلدة في الشرق والوسط والجنوب تتعرّض للقصف. وتحدّثت وكالة «فرانس برس» عن دمار كبير في قرية بيلوزيركا على جبهة خيرسون في الجنوب، حيث تحصن القوات الروسية مواقعها تمهيداً لهجوم أوكراني مرتقب.

وفي الأثناء، كشفت الولايات المتحدة التي تتّهم إيران بتقديم دعم عسكري للغزو الروسي لأوكرانيا، أن كوريا الشمالية تزوّد روسيا قذائف مدفعية تحت غطاء شحنات مرسلة إلى الشرق الأوسط أو أفريقيا.

وأوضح كيربي خلال مؤتمر صحافي أن واشنطن تسعى حاليّاً إلى معرفة ما إذا تسلّمت موسكو هذه المساعدات العسكرية الكورية الشمالية. وأكد أنّه «سنعمل مع حلفائنا وشركائنا في الأمم المتحدة لكي نرى أي عقوبات إضافية يُمكن فرضها» على طهران وبيونغ يانغ.

إلى ذلك، وعقب بدء الرحلات الجوية التي تربط الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بكالينينغراد، أعلن وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك تشييد حاجز على امتداد الحدود مع هذا الجيب الروسي لمنع العبور غير القانوني للمهاجرين الذي تتّهم وارسو روسيا بتنسيقه. وسبق لبولندا أن قامت ببناء جدار على حدود بيلاروسيا، متّهمةً نظامها بتسهيل عبور المهاجرين غير الشرعيين الساعين للوصول إلى الاتحاد الأوروبي.


MISS 3