سيلفانا أبي رميا

جائزة

بريجيت جيرو... أول امرأة تحصد "Goncourt" منذ 2016

4 تشرين الثاني 2022

02 : 01

حصدت الكاتبة الفرنسية بريجيت جيرو (56 عاماً) جائزة Goncourt الأدبية لهذا العام، عن روايتها «العيش سريعاً» (Vivre vite) الصادرة عن دار «فلاماريون»، وفيها تستعيد الأحداث غير المتوقعة التي أفضت إلى مقتل زوجها في حادث دراجة نارية عام 1999. وتتسلم الجائزة خلفاً للسنغالي محمد مبوغار سار.

باتت جيرو بذلك أول امرأة تنال المكافأة الأدبية الفرنسية الأرفع منذ فوز ليلى سليماني بها عام 2016، عن روايتها «أغنية ناعمة» (Chanson douce)، والثالثة عشرة منذ إطلاق الجائزة الأدبية العريقة قبل 120 عاماً. وباختيارها كاتبة غير جماهيرية ولا تحقق مؤلفاتها مبيعات كبيرة، واصلت أكاديمية Goncourt توجهها التجديدي.

أما روايتها الفائزة فيمكن وصفها بالقصة الرصينة والحساسة التي لقيت استحساناً كبيراً من النقاد، واستلهمت فيها جيرو من مأساتها الشخصية المتمثلة في مقتل زوجها كلود يوم 22 حزيران 1999 في ليون، إثر سقوطه عن دراجة نارية انطلق بها بسرعة فائقة وأكبر مما يفترض عند إشارة المرور.

وتنافست جيرو المتحدّرة من مدينة ليون على الجائزة في المرحلة النهائية مع ثلاثة مرشحين آخرين، هم الفرنسية كلويه كورمان وماكنزي أورسيل من هايتي، والإيطالي السويسري جوليانو دي إمبولي الذي كان على وشك الفوز بفضل كتابه «ساحر الكرملين» (Le mage du Kremlin)، الذي يروي الثلاثين عاماً الماضية في روسيا، وخاصةً نظام الرئيس فلاديمير بوتين. وتمّ بيع ما يقرب من 100000 نسخة من كتابه هذا منذ نشره قبل حوالى الستة أشهر وحصد Grand Prix du Roman التي تُصنَّف، إلى جانب Goncourt، كواحدة من أقدم الجوائز وأكثرها شهرة في فرنسا.

لذلك كانت المنافسة شديدة بينها وبين جوليانو، لكنها فازت في النهاية، إذ أدّى صوت رئيس الأكاديمية ديدييه دوكوان إلى ترجيح النتيجة لصالحها في الدورة الرابعة عشرة من التصويت.

من هي بريجيت جيرو

ولدت بريجيت عام 1960 ونشأت في Rillieux-la-Pape في الجزائر قبل أن تستقر في مدينة ليون شرق فرنسا. بائعة كتب، صحافية، ومُترجِمة، كتبت وبدأت بالنشر في نهاية التسعينات وفي رصيدها نحو عشرة كتب بينها روايات أو قصص قصيرة. وفي العام 2001، تلقّت تنويهاً خاصّاً بجائزة Welper عن روايتها À Présent، كما فازت بجائزة Goncourt للقصة القصيرة عام 2007 عن مجموعتها L›amour Est Très Surestimé، ثم جائزة لجنة تحكيم Jean-Giono لعام 2009 عن كتابها Une année étrangère. وفي العام 2019 وصلت إلى نهائيات جائزة Médicis عن Jour de courage. كما تمّت ترجمة كُتبها إلى حوالى عشرين دولة.

وكان لجيرو حصتها في عالم الموسيقى، ففي العام 2008 ألّفت قراءة موسيقية حملت عنوان Avec les garçons للموسيقي فابيو فيسكوغليوزي، ومقطوعة Parce que je suis une fille الراقصة العام 2011 مع مصممة الرقص برناديت غايار، بالإضافة إلى L›Amour ping-pong العام 2014 مع الموسيقي ألبين دو لا سيمون.

عُرضت روايتها Pas d›intérieur على قناة France 2 (عام 2014) من إخراج تييري بينيستي، وأدّى أدوارها إيزابيل كاري وغريغوري فيتوسي.

كما لمع إسمها في مجال التأليف المسرحي، فكتبت Le jour où Maud a sauté عام 2016 ، وقُدّمت على مسرح Mathurins في باريس، في كانون الثاني 2017 ضمن فعاليات مهرجــــان Paris des femmes.

كذلك ترأست الكاتبة الفرنسية المرموقة مجموعةً أدبيةً تحمل اسم La Forêt في دار النشر Stock، من العام 2010 حتى 2016، حيث نشرت لعدد كبير من الروائيين منهم فابيو فيسوغليوزي، دومينيك آ، سيباستيان برليندي، منى توماس، كارول ألامان، ليونيل تران، ودينيس ميشيليس.






جــــــائــــــزة RENAUDOT 2022

جرياً على العادة، مُنحَت جائزة Renaudot مباشرةً بعد الإعلان عن الفائز بجائزة Goncourt بمطعم Drouant في باريس. وكانت الجائزة من نصيب سيمون ليبيراتي عن Performance، وتدور قصتها حول مؤلف سبعيني يستعيد شغفه من خلال كتابة سيناريو عن فرقة Rolling Stones ويُقيم علاقةً مع امرأةٍ أصغر منه بنحو 50 عاماً. وحصل على ستة أصوات من أعضاء لجنة التحكيم.




عــــــن الــــــجــــــائــــــزة

Goncourt هي جائزة أدبية فرنسية، أنشأها إدمون دو غونكور، الذي كان كاتباً وناشراً، ووضع أُسسها في وصيته عام 1896 بعدما اتفق على ذلك مع أخيه جول دو غونكور المتوفي عام 1870. فأُنشئت جمعية Goncourt في العام 1902 ومَنحت أول جائزة في العام 1903. واستفادت الجائزة من التركة المالية التي خلّفها الأخوان للفائزين فيها التي كانت تساوي في بدايتها 6000 ليرة ذهبية، وهو مبلغ كان يكفي مصاريف الكاتب العادية مدى الحياة. ولكن بسبب التضخم المالي وعدم وجود مؤسسة اقتصادية تدير التركة تراجعت القيمة المالية لتصبح جائزة رمزية بقيمة عشرة يورو محفوظة في إطار.

تُمنح الجائزة مرّة واحدة سنوياً في شهر تشرين الثاني لأفضل كتاب نثري ظهر في السنة نفسها، وهي بمعظمها روايات أدبية. ولكن ما يكسبه الكاتب من شهرة نتيجة الفوز بالجائزة المرموقة كبير بما يكفي مالياً ومعنوياً.

وتضمن جائزة Goncourt مئات الآلاف من المبيعات للكتاب الفائز. كما تمنحه شيكاً رمزياً بقيمة 10 يورو، والذي يفضّل المستلمون تأطيره بدلاً من إيداعه في المصرف.