ترامب حذّر من أي "تدخّل أجنبي"

البرلمان التركي يمنح أردوغان "الضوء الأخضر" لنشر قوّات في ليبيا

11 : 18

يخوض الجيش الوطني الليبي معارك ضارية ضدّ "المجموعات الإرهابيّة" (أرشيف)

في خطوة تُنذر بتصعيد النزاع الجيوسياسي الدائر في ليبيا، وافق البرلمان التركي على مذكّرة مقدّمة من الرئيس رجب طيب أردوغان تسمح بإرسال جنود إلى ليبيا دعماً لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس. وخلال جلسة برلمانيّة استثنائيّة، صوّت 325 نائباً لصالح المذكّرة، فيما رفضها 184، وهي تمنح الجيش التركي تفويضاً لمدّة عام للتدخّل في ليبيا، وفق رئيس البرلمان مصطفى شنتوب، بينما حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أي "تدخل أجنبي" في ليبيا خلال اتصال مع نظيره التركي.

وقال المتحدّث باسم البيت الأبيض هوغان جيدلي في بيان إن ترامب أشار خلال الاتصال الهاتفي إلى أن "التدخّل الأجنبي يُعقد الوضع في ليبيا"، مشيراً أيضاً إلى أن ترامب وأردوغان اتفقا على ضرورة وقف التصعيد في إدلب بسوريا وحماية المدنيين. ويقع حاليّاً على عاتق الرئيس التركي أن يُقرّر إن كان سيُرسل قوّات إلى ليبيا، أو أنّ الدعم العسكري سيأخذ شكلاً آخر على غرار إرسال "مرتزقة" سوريين و"مستشارين". وعلى الأثر دانت الخارجيّة المصريّة وجامعة الدول العربيّة الخطوة التركيّة، إذ شدّد بيان الخارجيّة المصريّة على "ما تُمثله خطوة البرلمان التركي من انتهاك لمقرّرات الشرعيّة الدوليّة وقرارات مجلس الأمن حول ليبيا بشكل صارخ"، كما حذّر من أن "أي احتمال للتدخّل العسكري التركي في ليبيا يُهدّد الأمن القومي العربي بصفة عامة، والأمن القومي المصري بصفة خاصة، ما يستوجب اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية المصالح العربيّة من جرّاء مثل هذه التهديدات"، فيما أفاد بيان الجامعة العربيّة بأنّ خطوة البرلمان التركي تُعدّ "اذكاءً للصراع الدائر" في ليبيا. وتُعلن السلطات التركيّة أنّها تتحرّك استناداً إلى طلب دعم تلقته من حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، التي تواجه هجوماً عسكريّاً واسع النطاق يشنّه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي يسعى إلى السيطرة على العاصمة طرابلس. ورأى المتحدّث باسم الرئاسة التركيّة ابرايهم كالين أن تبنّي المذكّرة "خطوة مهمّة لضمان السلام والاستقرار في ليبيا، والدفاع عن مصالحنا في شمال أفريقيا والمتوسّط"، في حين صوّتت أحزاب المعارضة التركيّة الرئيسة ضدّ المذكّرة الرئاسيّة، معتبرةً أنّ من شأن التدخّل في ليبيا زعزعة الاستقرار الإقليمي وجرّ تركيا، التي سبق أن خسرت جنوداً في سوريا، نحو مستنقع جديد. وبالإضافة إلى صعوبات الانتشار اللوجستيّة في بلد غير محاذ جغرافيّاً لتركيا، كما هي الحال مع سوريا، فإنّ انتشاراً عسكريّاً تركيّاً في ليبيا، قد يؤدّي إلى صدام مع روسيا، التي تدعم قوّات حفتر. وسيزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تركيا الأربعاء لافتتاح خط أنابيب إلى جانب نظيره التركي، وهي فرصة لهما للتباحث في الملف الليبي المتأزّم.

من ناحيته، وصف البرلمان الليبي، ومقرّه في شرق البلاد، أي تدخّل عسكري تركي بطلب من حكومة الوفاق الوطني في طرابلس بأنّه "خيانة عظمى". وقال أحميد حومه، النائب الثاني لرئيس البرلمان في تصريح صحافي تلقت وكالة "فرانس برس" نسخة منه: "ندعو إلى جلسة طارئة في بنغازي السبت المقبل، لبحث تداعيات التدخّل التركي السافر في الشؤون الليبيّة". كما دعا نائب رئيس البرلمان إلى "الالتفاف الفوري حول الجيش لصدّ محاولات الغزو التركي لليبيا"، مؤكداً أن الردّ "سيكون قاسياً على تركيا"، بينما برّرت حكومة الوفاق الوطني طلبها التدخّل التركي لمواجهة القوّات الموالية للمشير حفتر.

ميدانيّاً، تمكّن الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر من إسقاط طائرة تركيّة مسيّرة جنوبي مدينة طرابلس. وأفادت مصادر ميدانيّة بأنّ الجيش الوطني أسقط الطائرة التركيّة بين طريق المطار ومنطقة المشروع جنوبي طرابلس، حيث يخوض الجيش معارك ضارية مع "المجموعات الإرهابيّة".


MISS 3