السعودية تقدّم 2.5 مليار دولار لدعم "الشرق الأوسط الأخضر"

"كوب 27" يستنفر العالم ضد "جهنّم مناخي": العمل معاً أو الإنتحار الجماعي!

02 : 00

الرئيس المصري متوسطاً نظيره الإماراتي والأمين العام للأمم المتحدة خلال مؤتمر شرم الشيخ أمس (أ ف ب)

تحوّلت شرم الشيخ أمس إلى "محجّة بيئيّة" مع توافد العشرات من قادة الدول والحكومات إلى مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 27"، حيث حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على مسامع المسؤولين من أن البشرية أمام خيار التعاون و"العمل معاً" أو الهلاك و"الانتحار الجماعي".

وأمام نحو 100 من قادة الدول والحكومات، رأى غوتيريش "أنّنا نسلك الطريق السريع نحو جهنّم مناخي ونواصل الضغط على دواسة السرعة"، معتبراً أن الأزمات العالمية الأخرى عابرة إلّا أن المناخ "مسألة حاسمة في عصرنا هذا" و"من غير المقبول" أن يتراجع النضال من أجل المناخ "إلى المرتبة الثانية" في سلّم الأولويات، مشدّداً على أن ذلك يؤدي إلى "تدمير ذاتي".

وفي السياق ذاته، اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مضيف المؤتمر، أن "الكوارث المناخية تتسارع وتيرتها وتزيد حدّتها على نحو غير مسبوق يوماً بعد يوم، فما تلبث أن تنتهي كارثة في مكان ما حتّى تبدأ أخرى في مكان آخر، مخلّفة وراءها آلاف الضحايا والنازحين والمصابين، وكأنّ العالم أصبح مسرحاً لعرض مستمرّ للمعاناة الإنسانية في أقسى صورها"، مؤكداً أن "ما تنتظره منّا شعوبنا اليوم هو التنفيذ السريع والفعال والعادل".

كذلك، تطرّق السيسي إلى الحرب الروسية ضدّ أوكرانيا، داعياً إلى ضرورة توقف الحرب، وقال: "رجاء أوقفوا هذه الحرب" فيما علا التصفيق في القاعة المترامية الأطراف. وفي هذا الصدد، أعرب عن استعداده للتوسّط في هذا المجال.

وفي الغضون، أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساهمة المملكة بمبلغ 2.5 مليار دولار لدعم مشروعات مبادرة الشرق الأوسط الأخضر على مدى السنوات العشر المقبلة، لافتاً إلى أن المبادرة تسعى إلى "دعم الجهود والتعاون في المنطقة لخفض الانبعاثات وإزالتها بأكثر من 670 مليون طن مكافئ ثاني أوكسيد الكربون".

وأوضح أن المملكة ستستضيف مقر الأمانة العامة للمبادرة، مشيراً إلى أن المبلغ المقدّم من السعودية سيدعم ميزانية الأمانة العامة، في حين اعتبر رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن تغيّر المناخ يؤثر على الاستقرار والأمن في العالم، داعياً إلى إيجاد فرصة للابتكار وإيجاد الحلول من أجل تنويع الاقتصاد.

وأشار بن زايد إلى أن الإمارات أوقفت منذ عقود عمليات حرق الغاز، وأرست ركائز استدامة حفاظاً على البيئة، كما لفت إلى مبادرات أبوظبي الخاصة باستراتيجية تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وإطلاق اتفاقية شراكة مع الولايات المتحدة بقيمة 100 مليار دولار استثمارات، وإنتاج 100 جيغاوات من الطاقة النظيفة في مختلف أنحاء العالم.

توازياً، أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن بلاده ستفي بتعهدها المالي لمواجهة التغيرات المناخية، بقيمة 11.7 مليار جنيه إسترليني، مشدّداً على ضرورة وفاء كافة الدول بتعهداتها المناخية. ولفت إلى أن بريطانيا وضعت تشريعات للوصول إلى هدف الحياد الكربوني، معتبراً أن أمن المناخ يسير جنباً إلى جنب مع أمن الطاقة.

وأبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من جهته نيّته بـ"ممارسة الضغوط" على "الدول الغنية غير الأوروبّية"، لا سيّما الولايات المتحدة والصين، لتدفع "حصّتها" في مساعدة الدول الفقيرة على مواجهة التغيّر المناخي، في وقت رفض فيه المستشار الألماني أولاف شولتز رفضاً قاطعاً "أي انعاش لموارد الطاقة الأحفورية" على مستوى العالم.

إلى ذلك، تلقى صغار المزارعين في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي جنوب آسيا الذين يُعانون من تداعيات الاحترار المناخي مساعدة قدرها 1.4 مليار دولار لإعانتهم على التكيّف مع أحوال الطقس المتقلّبة. فقد تبرّعت مؤسّسة بيل وميليندا غيتس بهذا المبلغ على 4 سنوات، وهو مخصّص للابتكارات الإقليمية التي تُعزّز القدرة على مقاومة الجفاف وموجات الحر والفيضانات العارمة التي يُفاقمها الاحترار العالمي، على ما جاء في إعلان خلال مؤتمر "كوب 27".

وعلى هامش مؤتمر الأطراف حول المناخ، أُطلق "تحالف دولي للصمود في وجه الجفاف" الذي يطال عدداً متزايداً من مناطق العالم جرّاء الاحترار المناخي. وبرعاية رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز والرئيس السنغالي ماكي سال، سيضمّ هذا التحالف أكثر من 25 دولة و20 هيئة وهدفه تحسين الاستجابة المسبقة بدلاً من الاستجابة الطارئة.


MISS 3