الصدر يدعو إلى "طرد" الأميركيّين

البرلمان العراقي يوصي بإخراج "القوات الأجنبية"

02 : 00

جانب من اجتماع البرلمان العراقي أمس

في خطوة اتُّخذت خارج الاجماع العراقي الداخلي وبتأثير واضح من النفوذ الإيراني، دعا البرلمان العراقي بأكثرية بسيطة الحكومة أمس إلى "إنهاء تواجد أي قوّات أجنبيّة" على أراضيه، عبر المباشرة بـ"إلغاء طلب المساعدة" المقدّم إلى المجتمع الدولي لقتال تنظيم "داعش"، بينما عبّرت الخارجيّة الأميركيّة عن خيبة أملها من دعوة البرلمان العراقي إلى إلزام القوّات الأجنبيّة بالانسحاب من البلاد، مشيرةً إلى اعتقادها بأنّ مواصلة قتال "داعش" مصلحة مشتركة لواشنطن وبغداد، فيما علّق التحالف الدولي عمليّات تدريب القوّات العراقيّة والقتال ضدّ "داعش"، بسبب "الالتزام بحماية القواعد العراقيّة التي تستضيف قوّات التحالف".

وخلال جلسة طارئة للبرلمان نُقِلَت مباشرة عبر شاشة القناة الرسميّة للدولة، وبحضور رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، صادق النوّاب على "إلزام الحكومة العراقيّة بحفظ سيادة العراق من خلال إلغاء طلب المساعدة"، بحسب ما أعلن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي. وقُبيل ذلك، تلا عبد المهدي كلمة أمام 168 نائباً حضروا الجلسة، قدّم فيها التعازي بمقتل قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الجنرال قاسم سليماني، عارضاً مجريات الأحداث السياسيّة في البلاد.

وقال عبد المهدي: "للتاريخ، أذكر بأنّني كنت على موعد مع الشهيد سليماني في الساعة الثامنة والنصف من صباح استشهاده، وكان من المقرّر أن يحمل إليّ رسالة من الجانب الإيراني ردّاً على الرسالة السعوديّة التي أوصلناها إلى الجانب الإيراني، للوصول إلى اتفاقات وانفراجات مهمّة في الأوضاع في العراق والمنطقة".

وإذ اعتبر رئيس الوزراء المستقيل أن عمليّة اغتيال سليماني "سياسيّة"، أوصى بإنهاء تواجد القوّات الأجنبيّة عبر إجراءات عاجلة، وقال: "يبقى الأفضل للعراق مبدئيّاً وعمليّاً، إعادة تنظيم علاقات صحيّة وصحيحة مع الولايات المتحدة وبقيّة الدول". ومن المفترض الآن بعد دعوة البرلمان، أن تُصادق الحكومة عليها، إذ إنّها الوحيدة المخوّلة سحب الدعوة للقوّات الأجنبيّة، وبالتالي إرسال القرار إلى مجلس الأمن لتنفيذه. لكن المعضلة تكمن في أن الحكومة الحاليّة هي حكومة تصريف أعمال ولا تمتلك صلاحيّة المصادقة على مثل هذه القضايا المهمّة، بحسب قانونيين عراقيين، في حين قاطع النوّاب الأكراد وعدد كبير من النوّاب السنة الجلسة، إذ إنّهم يدعمون تواجداً أميركيّاً في البلاد لمواجة تمدّد النفوذ الإيراني، ما يُفقد الجلسة ميثاقيّتها.

في غضون ذلك، رأى رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أن القرار البرلماني غير كافٍ، ودعا الفصائل المسلّحة المحلّية والأجنبيّة إلى الاتحاد. وقال الصدر، الذي يقود أكبر كتلة داخل البرلمان، في رسالة للبرلمان تلاها أحد أنصاره: "اعتبره ردّاً هزيلاً لا يفي أمام الانتهاك الأميركي للسيادة العراقيّة والتصعيد الإقليمي". وطالب الصدر بضرورة إلغاء الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة على الفور، وإغلاق السفارة الأميركيّة، وطرد القوّات الأميركيّة بـ"صورة مذلّة"، وتجريم التواصل مع الحكومة الأميركيّة، والمعاقبة عليه. كما دعا "الفصائل العراقيّة المقاومة خصوصاً، والفصائل خارج العراق، إلى اجتماع فوري لإعلان تشكيل أفواج المقاومة الدوليّة".

ميدانيّاً، سقط صاروخان على الأقلّ في محيط السفارة الأميركيّة داخل "المنطقة الخضراء" الشديدة التحصين وسط بغداد مساء أمس. وأفاد مصدر أمني عن سقوط صاروخ ثالث على حي سكني قريب من "المنطقة الخضراء"، أسفر عن إصابة أربعة مدنيين من عائلة واحدة بجروح، في وقت قُتِلَ ثلاثة جنود عراقيين وخُطِفَ جندي رابع في هجوم مباغت لـ"داعش" على موقع في محافظة كركوك.