موسكو تأمر بانسحاب قواتها من خيرسون... وكييف تُشكّك

02 : 00

خلال مراسم تشييع جندي أوكراني في لفيف أمس (أ ف ب)

بعد عمليات إجلاء السكان الواسعة والممنهجة من قبل الروس في منطقة خيرسون، أمر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بانسحاب القوات الروسية من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون الأوكرانية التي تتضمّن عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه وتتعرّض لهجوم أوكراني مضاد. وقال شويغو على التلفزيون: «نفّذوا انسحاب الجنود»، وذلك بعد اقتراح في هذا الاتجاه من جانب قائد العمليات الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرغي سوروفيكين الذي أقرّ بأنه ليس قراراً سهلاً، مؤكداً أن «مناورات (انسحاب) الجنود ستبدأ قريباً».

لكنّ مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك قال: «لا نرى أي مؤشر على أن روسيا تُغادر خيرسون بلا قتال»، مشيراً إلى أنّه لا يزال جزء من القوات الروسية في المدينة، واعتبر أن تصريحات موسكو المتلفزة ليست سوى «مسرحية». ويُشكّل هذا الانسحاب إن حصل انتكاسةً جديدة للكرملين، إذ إنّ خيرسون كانت أوّل الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية بعد اجتياحها المدينة في الأيام الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا. وهي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي تمكّنت موسكو من السيطرة عليها.

تزامناً، قُتل مسؤول كبير في سلطات الاحتلال الروسي في مدينة خيرسون في «حادث سير»، إذ أعلن رئيس الإدارة الإقليمية في خيرسون فلاديمير سالدو «ببالغ الحزن مقتل كيريل ستريموسوف في منطقة خيرسون... في حادث سير».

وفي الأشهر الأخيرة، استُهدف العديد من المسؤولين الذين عيّنتهم موسكو في هجمات، بعضها مميت، نسبها الكرملين إلى الاستخبارات الأوكرانية التي تعمل في الصفوف الخلفية للعدو.

وفي غضون ذلك، أكد الأمين العام لـ»حلف شمال الأطلسي» ينس ستولتنبرغ بعد لقائه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في لندن أن أوكرانيا تحظى بـ»دعم قوي» من جانب الولايات المتحدة مهما كان الحزب الفائز في انتخابات منتصف الولاية، التي أظهرت نتائجها الأولية أن الجمهوريين في موقع جيّد للفوز بالغالبية في مجلس النواب.

وفيما تدكّ موسكو البنى التحتية الأوكرانية، خصوصاً منشآت الطاقة والمياه، مستخدمةً مسيّرات انتحارية إيرانية الصنع، أبدت طهران استعدادها للمساهمة في «وضع حدّ» للحرب بين موسكو وكييف، وفق ما أبلغ أمين مجلسها الأعلى للأمن القومي علي شمخاني نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف في طهران.

من جهته، أفاد مجلس الأمن الروسي في بيان بأنّ الطرفَين «تبادلا وجهات النظر في شأن سلسلة من المشكلات الدولية، خصوصاً الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط»، بينما اعتبر مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك أن زيارة باتروشيف إلى طهران تؤشّر إلى أن الكرملين مرهق جرّاء الحرب.

وكتب بودولياك على «تويتر»: «موارد الاتحاد الروسي تُشارف على النفاد. من هنا الطلبات الهستيرية لاستراحة («مفاوضات»). من هنا زيارة باتروشيف إلى طهران: البحث عن طريقة لمواصلة الحرب، الحصول على صواريخ/مسيّرات»، معتبراً أن ذلك يجب أن يكون حافزاً لمضاعفة المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا.


MISS 3