على رغم تسارع التطورات في المنطقة، والخوف من ارتداداتها على الساحة اللبنانية، لم يتصاعد الدخان الحكومي الابيض من مدخنة قصر بعبدا، وخرج الرئيس المكلف حسان دياب بعد زيارته رئيس الجمهورية ميشال عون من دون أي تصريح.
واستبق عون لقاءه بدياب بالاعراب عن أمله في ان يكون تشكيل الحكومة قريباً. وأوضح خلال لقائه المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش أن "الاتصالات قائمة لتحصين الوضع السياسي في البلاد من خلال الاسراع في تشكيل حكومة جديدة لتعزيز الوحدة الوطنية، وتمكين السلطة التنفيذية من القيام بالمهام الوطنية الملقاة على عاتقها".
كذلك أبلغ عون المنسق الاممي أن "العمل قائم لتثبيت الاستقرار في لبنان وعدم تأثير التطورات الامنية التي حصلت أخيراً على الوضع الامني في البلاد، مشدداً على اهمية استمرار الهدوء على الحدود اللبنانية الجنوبية، ومنع حصول أي تطور سلبي فيها. وأعلن ان لبنان يحافظ على سلامة جميع ابنائه والمقيمين على ارضه اأو الموجودين فيها، من دون تمييز. وأكد على ان العمل قائم من أجل إعداد خطة تواكب توصيات مؤتمر "سيدر"، بحيث يبدأ العمل بها فور تشكيل الحكومة الجديدة.
إلى ذلك، شددت كتلة "المستقبل" النيابية، بعد اجتماعها، على موقفها من الشأن الحكومي بالامتناع عن المشاركة في أي تشكيلة وزارية، "سواء بشكل مباشر أو بالواسطة"، منبهة "إلى المعلومات المتداولة عن محاولات وضع اليد مجدداً على الثلث المعطل وعن دخول جهات نافذة من زمن الوصاية على خطوط التأليف والتوزير واقتراح اسماء مكشوفة بخلفياتها الأمنية والسياسية، الأمر الذي يشي بوجود مخططات متنامية لتكرار تجربة العام 1998 وسياساتها الكيدية".وليلاً، أكد رئيس "التيار الوطني الحرّ" الوزير جبران باسيل خلال مقابلة مع قناة "الجديد"، ترافقت مع تظاهرة شعبية إعتراضية على إطلالته أمام مبنى المحطّة أننا "لا نريد سياسيين ولا حزبيين ولا وجوه قديمة في الحكومة، فنحن نمر بوضع استثنائي ونرى أنه من المناسب أن يحصل ذلك، لذلك نتعمّد اختيار أشخاص ليسوا من دائرتنا السياسية". ودعا إلى تحييد لبنان عن نيران المنطقة، وقال: "لا أحد يسهل تشكيل الحكومة كما أفعل لدرجة إلغاء الذات، وما يُطرح عن أنني أعرقل التأليف لأنني أريد وزارة الخارجية وأنني أضع فيتو على اسم دميانوس قطار ومتمسك بوزارة الطاقة غير صحيح". وأوضح أن "معيارنا الوحيد بالنسبة للحكومة هو إمكانية نجاحها في إخراجنا من الوضع الحالي، ونحن كغيرنا من الكتل نعطي رأينا وتشكيل الحكومة يقوم به رئيس الجمهورية بالاتفاق مع الرئيس المكلف".
وتابع باسيل: "المشكلة هي في أنّ "النظام مش ماشي حالو" ويجب تغييره، فنحن بحاجة إلى عقد اجتماعي جديد، وهذا الاهتراء لا يمكن ان نتعاطى معه بهذا الشكل، فالدولة دخلت بنمط تدمير ذاتي".
