أنقرة تتسبّب بمعضلة في قمّة "الدول التركيّة"

02 : 00

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أوزبكستان أمس البلدان الأعضاء في "منظمة الدول التركية" في آسيا الوسطى التي تُمثل مفترق طرق رئيسيّاً للطاقة والتجارة، إلى تعزيز تعاونها مع أنقرة، على أمل الاستفادة من ضعف نفوذ موسكو الغارقة في الحرب ضدّ أوكرانيا. وخلال قمة هذه المنظمة في سمرقند، اعتبر أردوغان أنه في ظلّ الحرب في أوكرانيا التي أدخلت المنطقة في "فترة حساسة ومحفوفة بالمخاطر، تزداد الحاجة إلى تعزيز تعاوننا وتضامننا وتناغمنا". وأمام نظرائه في المنطقة، دعا أردوغان أيضاً إلى أن يتمّ "في أقرب وقت ممكن" إنشاء صندوق استثماري تركي يُسهّل تعزيز التعاون الاقتصادي بين هذه الدول.

وتأسّست هذه المنظمة عام 2009 وكان اسمها "المجلس التركي" قبل أن تُعاد تسميتها "منظمة الدول التركية". وهي تضمّ 4 جمهوريات سوفياتية سابقة في القوقاز (أذربيجان) وآسيا الوسطى (كازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان)، وكذلك دولتَين مراقبتَين، هما تركمانستان- وهي جمهورية سوفياتية سابقة في آسيا الوسطى- والمجر.

وشدّد الزعيم القرغيزي صدر جباروف على "الحاجة إلى التعاون بشكل أوثق على المستوى التجاري" بين دول المنظمة بسبب "الأزمة الحالية". لكنّ القمّة تخلّلتها معضلة تسبّب بها إعلان أنقرة انضمام "جمهورية شمال قبرص التركية" المُعلنة من جانب واحد والتي لا يعترف بها المجتمع الدولي، إلى منظمة الدول التركية، كعضو مراقب.

وشكر أردوغان نظراءه خلال خطابه على "قبولهم" هذه العضوية، علماً أنه لم يؤكدها أي بلد آخر. وعلى العكس، فقد أكّدت أوزبكستان "عدم توقيع" أي نصّ في هذا الإطار، فيما أكد الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف خلال القمة أهمّية "وحدة أراضي كلّ الدول"، في تصريح أوضحت وزارة الخارجية الكازاخستانية أنه يتعلّق بالطلب التركي بعضوية "جمهورية شمال قبرص التركية".

والزيارة هي الثالثة للرئيس التركي إلى آسيا الوسطى خلال شهرَين في إطار جهوده الحثيثة لتعزيز العلاقات مع الجمهوريات السوفياتية السابقة في هذه المنطقة والقوقاز التي تشترك تركيا معها في العلاقات الثقافية واللغوية والدينية.


MISS 3