جاد حداد

راقب ضغط دمك في المنزل

12 تشرين الثاني 2022

02 : 00

يصاب نصف الراشدين تقريباً بارتفاع ضغط الدم، لكن لا يعرف إلا ثلث هذا العدد بوضعه وفق معظم التقديرات. قد تؤدي هذه المشكلة إلى إيذاء الأوعية الدموية إذا لم تُعالَج في الوقت المناسب، فتزيد سماكتها وتتصلّب، ما يعني احتمال تضرر القلب والدماغ والكلى في نهاية المطاف.



لا يعرف معظم الناس أنهم مصابون بارتفاع ضغط الدم لأنهم لا يقيسونه إلا عند زيارة الطبيب. لتصحيح الوضع، تقضي أفضل طريقة بقياس ضغط الدم في المنزل. يسهل استعمال أجهزة مراقبة الضغط المنزلية، فهي ليست مكلفة وقد ترصد التغيرات التي تتطلب رعاية طبية.

خطوات مفيدة

طبّق بعض الخطوات لزيادة دقة النتيجة التي تقرأها على شاشة الجهاز. قبل قياس الضغط بثلاثين دقيقة على الأقل، لا تستهلك الكافيين، ولا تدخّن أو تمارس الرياضة. كذلك، احرص على التبول لأن المثانة الممتلئة قد ترفع ضغط الدم، وتجنّب العوامل التحفيزية مثل مشاهدة التلفزيون أو إقامة الأحاديث. وعند استعمال الجهاز المنزلي، التزم بالخطوات التالية:

استعمل ذراعك غير الطاغية (الذراع اليسرى إذا كنتَ معتاداً على استعمال اليد اليمنى)، إلا إذا طلب منك الطبيب قياس ضغطك بالذراع الأخرى.

أَسْنِدْ ساعدك إلى طاولة وأبقِ مرفقك بمستوى القلب تقريباً.

ضع الشريط الضاغط حول ذراعك، فوق إنش من ثنية مرفقك.

شُدّ طرف الشريط بقوة كافية، فلا يسع إلا طرفا إصبعَين تحت الطرف الأعلى للشريط.

اجلس وسطّح قدميك على الأرض ولا تشبك كاحلَيك لأن هذه الحركة قد تؤثر على تدفق الدم الطبيعي.

اضغط على زر التشغيل في الجهاز، ثم امتنع عن التحرك أثناء قياس الضغط. سينتفخ الشريط حينها ثم يفرّغ الهواء ببطء. عند اكتمال عملية القياس، ستعرض الشاشة مستوى ضغط دمك مع سرعة النبض على لوحة رقمية.

انتظر خمس دقائق ثم كرر عملية القياس نفسها.

أخيراً، قارن النتيجتَين وسجّل الرقم النهائي.

يوصي الخبراء بقياس الضغط مرتَين يومياً، صباحاً ومساءً، طوال بضعة أيام، لمعرفة متوسط الضغط. يُفترض أن يكون الضغط أدنى مستوى فور الاستيقاظ، لكنه يرتفع بدرجة معينة في أواخر فترة بعد الظهر وفي المساء.

اختر الجهاز المناسب

يمكنك أن تشتري جهاز الضغط المنزلي عبر الإنترنت أو من الصيدلية. اختر جهازاً مزوّداً بشريط ضاغط ينتفخ تلقائياً، وتجنّب في المقابل الأجهزة المزوّدة بشريط حول المعصم أو أجهزة استشعار على طرف الإصبع لأنها تفتقر إلى الدقة.

يكون حجم الشريط الضاغط مناسباً إذا كان الجزء القابل للانتفاخ يغطّي 80% من الساعد بالكامل. قد يعطي الشريط نتيجة خاطئة إذا كان أصغر من اللزوم. تتعدد النماذج التي تسجّل النتائج لفترة تصل إلى أسبوعَين، وتستطيع الأجهزة الأعلى كلفة أن ترسل البيانات إلى تطبيق على هاتفك الذكي، ما يُسهّل عليك تعقّب التغيرات وتقاسم المعلومات مع طبيبك.

لكن يمكنك أن تدوّن النتائج في مذكّرة بكل بساطة، أو تلتقط صورة النتيجة على هاتفك الذكي. يجب أن تعرف أيضاً أن عدداً كبيراً من الأجهزة المنزلية لم يتم التحقق من دقته. يمكنك أن تتأكد من دقة النتائج التي تُسجّلها عبر جلبها إلى موعدك مع طبيبك ومقارنتها مع النتيجة التي يقيسها في عيادته. تُعتبر النتيجة المنزلية دقيقة إذا بقي الفارق بين الرقمَين أقل من 10%.

اليوم، يُعتبر ضغط الدم طبيعياً إذا كان الضغط الانقباضي (الرقم الأعلى) أقل من 120 ملم زئبق، والضغط الانبساطي (الرقم السفلي) أقل من 80 ملم زئبق. لكن يصبح المعدل مرتفعاً إذا بلغ الضغط الانقباضي 130 ملم زئبق وما فوق، والضغط الانبساطي 80 ملم زئبق وما فوق. يجب أن يحاول معظم كبار السن إبقاء ضغط دمهم أقل من 120/80 ملم زئبق، لكن لا يواجه البعض أي مشكلة حتى لو كان ضغطهم أعلى أو أدنى بقليل من هذا المستوى. يستطيع الطبيب أن يساعدك على تحديد نطاق الضغط المثالي في حالتك.

بشكل عام، يجب أن تُبلِغ طبيبك بأي تغيرات تلاحظها خارج هذا النطاق إذا دامت لأكثر من بضعة أيام، حتى لو كنت تأخذ دواءً لتخفيض الضغط. قد تكشف مراقبة ضغط الدم أيضاً أنك تحتاج إلى تعديل دوائك أو تغيير توقيته خلال اليوم.

أخيراً، تذكّر أن بعض السلوكيات قد يؤثر على ضغط الدم ويغيّر مستواه، لا سيما الإفراط في شرب الكحول، والمبالغة في أخذ مسكنات الألم الشائعة مثل الإيبوبروفين (أدفيل، موترين) أو النابروكسين (أليف)، وأخذ مزيلات احتقان مثل السودوإيفيدرين (سودافيد) أو الأوكسيميتازولين (أفرين). كذلك، قد يرتفع ضغط الدم بدرجة كبيرة عند الإفراط في استهلاك الصوديوم.