"حزب الله" يتحدث عن ثلاث عقد و"معراب" تصعّد ضد المحاصصة

02 : 00

صحيح ان أسهم بورصة التأليف الحكومي تتقلب في سوق المداولات السياسية ونار التطورات الاقليمية، الا ان الثابتة الوحيدة هي ان حكومة الرئيس حسان دياب لم تبصر النور بعد، فيما طبول الحرب تقرع واصواتها يبدو انها لم تبلغ مسامع المسؤولين في لبنان بعد، وآذانها صُمت بفعل انشغالهم بتقاسم الحصص والمقاعد والحقائب الوزارية.

وأكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لوكيل الامين العام للامم المتحدة للسلامة والامن جيل ميشو الحرص على تعزيز التعاون القائم بين "اليونيفيل" والجيش اللبناني في سبيل المحافظة على هذا الاستقرار، وامل في الا تؤدي التطورات الاخيرة التي حصلت في المنطقة الى اي تداعيات على الساحة اللبنانية. وقال "ان العمل قائم لتحصين الوضع السياسي عبر الاسراع في تأليف الحكومة والحفاظ على الامن في الداخل وعلى طول الحدود".

إلى ذلك، تنشد الانظار الى ما سيعلنه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عند الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر الاحد، في ذكرى أسبوع اللواء قاسم سليماني في احتفال تكريمي يقيمه الحزب، في بعلبك والهرمل والنبطية والبقاع الغربي وصور وبنت جبيل بالتوازي.

وباعتراف "الحزب"، فإن العقد المتبقية في طريق التشكيل هي ثلاث: عقدة الداخلية وعقدة الخارجية وعقدة العدل، والحزب لن يسلم اسماءه للرئيس المكلف ما لم تتضح الصورة التي سترسو عليها عملية توزيع الحقائب بحيث يسمي بحسب الحقيبة والاختصاص.

وينفي الحزب عنه تهمة تعطيله للتأليف او فرملته التي فرضتها عملية اغتيال سليماني، فبالنسبة اليه ان ما حصل هو شأن اقليمي دولي وكبير، ومسار حرص الحزب على ان يبقى الوضع المحلي هادئاً ومستقراً، وعلى تشكيل الحكومة وإنقاذ البلاد، هو مسار لا يتبدّل او يتأثر بما يحصل في الخارج. اما عن توقيت ولادة الحكومة فبالنسبة الى "الحزب" انه لا نستطيع في لبنان ان نجزم في التاريخ والتوقيت تشكيل الحكومة.

"لبنان القوي"

و"الجمهورية القوية"

وفي هذه الاجواء، علمت "نداء الوطن" ان تكتل "لبنان القوي" نقل موعد اجتماعه الاسبوعي يوم امس لانشغاله في التحضير لمقابلة رئيسه الوزير جبران باسيل وبترقب نتائج زيارة الرئيس المكلف الى قصر بعبدا، الى اليوم الخميس حيث سيجتمع عند الساعة الثالثة بعد الظهر، على ان يليه اجتماع للهيئة السياسية لـ"التيار الوطني الحر" عند الساعة الخامسة. وعلى جدول اعمال الاجتماعين الشأن الحكومي، والاوضاع الاقتصادية والمعيشية.

من جهته، يعقد تكتل "الجمهورية القوية" اجتماعا ظهر غد الجمعة في معراب برئاسة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. ووفق مصادر قواتية فإن اجتماع الغد يأتي "في سياق اجتماعات "التكتل" الاستثنائية، وبعضها مُعلن عنها وبعضها بعيد من الاعلام والتي بدأتها "القوات" منذ استقالة وزرائها وما تلاها من استقالة للحكومة ودخول البلاد في مرحلة استثنائية مع انتفاضة 17 تشرين الاول".

ولفتت المصادر الى ان جعجع استبق الاجتماع بصرخة تحذيرية ثانية له، بعد صرخته الاولى الاسبوع الماضي والتي اعتبر فيها "إن كل ما تسرّب ويتسرّب إلى وسائل الإعلام عن التشكيلة الحكومية المرتقبة لا يوحي البتّة بالاطمئنان، إن لجهة تدخل القوى السياسية بعينها التي كانت السبب في وصول الأزمة في البلاد إلى ما وصلت إليه، أم لجهة تناتش الحقائب بين هذه القوى، أم لناحية أيضا تسمية وزراء هم أقرب إلى مستشارين لهذه القوى السياسية". وبالتالي فإن اجتماع "التكتل" سيخرج بموقف واضح على هذا المستوى وسيؤكد ان كل ما يُحاك ويُحضّر له لا يعكس تطلعات اللبنانيين ولا يستطيع مواجهة الازمة التي تتطلب تأليف حكومة اختصاصيين مستقلين بعيدين كل البعد عن القوى السياسية ونزيهين، ولا يتم اختيارهم من قبل مرجعيات سياسية تستطيع تعطيلهم خصوصا وان الاكثرية الحاكمة اوصلت البلاد الى الكارثة التي وصلت اليها اليوم.

وبالتالي، سيحدد الاجتماع العناوين المطلوبة للموقف السياسي من التطورات وتحديدا التطورات الحكومية لان الحكومة اما ان تكون معبراً للانقاذ واما تكون استمراراً لحالة الانهيار والنزف والانزلاق نحو الهاوية. فخطورة تأليف حكومة محاصصة على الطريقة التي يتم تشكيلها ليس فقط فرملة الازمة، بل تمددها وتطورها.

وكان جعجع قال امس في بيان: "إنها لكارثة فعلية، إنها لجريمة حقيقية، لقد أضاع المعنيون حتى الآن حوالى الثلاثة أشهر وهم يبحثون في جنس الملائكة، في الوقت الذي تتردى فيه الأوضاع المعيشية يوما بعد يوم، وتغلق سبل العيش في وجه المواطن اللبناني. لقد فقد المواطن حتى إمكانية الاستعانة بمدخراته، كما فقد رجل الأعمال كل إمكانية لإدارة أعماله بأبسط القواعد المصرفية المتعارف عليها في كل مجتمعات العالم، مما دفع الكثيرين منهم إلى إغلاق مؤسساتهم وإيقاف أعمالهم، وبالتالي زيادة عدد العاطلين عن العمل في لبنان". وذكّر بأن "المستشفيات تطالب وتحذِّر، وتجار المحروقات يصرخون، ومستوردي المواد الغذائية يستنجدون، والمدارس في حالة يرثى لها، والمواطن العادي متروك لشأنه ومصيره لا حول ولا دولة له، بينما المسؤولون الرئيسيون على كوكب آخر يتباحثون حتى اللحظة لمن يجب ان تكون وزارة الخارجية او من يجب ان يسمي وزير الدفاع، او لمن سيكون الثلث المعطِّل في الحكومة العتيدة، في الوقت الذي يجري كل هذا ضمن الفريق الواحد بعد ان جرى تكليف الدكتور حسان دياب لتشكيل الحكومة". واضاف: "عند توزيع الحصص يتنطّح البعض منهم للقول بانهم رؤساء أكبر تكتلات نيابية، بينما يرد البعض الآخر باستحضار الميثاقية، وعند تحمل المسؤولية يلقون التبعات على بعضهم البعض. ان الانتفاضة الشعبية هي أقل ما كان يمكن للشعب اللبناني القيام به بوجه مسؤولين من هذا النوع".