أقدم دليل على استخدام البشر النار للطهي

02 : 00

تقدّم دراسة أعدّها فريق من علماء الآثار أنّ أسلاف الإنسان الحديث قبل 780 ألف سنة كانوا يحبون الأسماك وتحديداً "الشبوط "المطهي جيداً"، ما يشكّل دليلاً على استخدام البشر النار لطهي الأطعمة. ولا نعرف سوى القليل عن العادات الغذائية للبشر الأوائل. وتشير الدراسة إلى عدم وجود أي دليل قبل اليوم على طريقة طهي الطعام التي اعتمدها الإنسان العاقل أو الإنسان البدائي قبل 170 ألف سنة.

ويعتبر علماء المتحجرات أنّ طهي الأطعمة لجعلها قابلة أكثر للمضغ وسهلة الهضم وصحية، ساهم بصورة كبيرة في نموّ الجنس البشري. وتأتي النتائج التي تطرقت لها الدراسة بعد ستة عشر عاماً من الأعمال البحثية لإريت زوهار، وهي عالمة آثار متخصصة في الأسماك. وسبق أن ساهمت العالمة بشكل بارز بفهرسة الآلاف من بقايا الأسماك التي عُثر عليها.

ويشكّل ما اكُتشف قرب نهر الأردن أول دليل على عملية طهي محتملة لجأ اليها الإنسان البدائي لأن عظام الأسماك تتحول إلى جيلاتين بمجرّد تسخينها على حرارة لا تتعدى الـ500 درجة. وعثرت زميلة زوهار في الموقع نفسه، على قطع من الفحم المُستخدمة. ويدرك العلماء أنّ سلفاً بشرياً منقرضاً ربما من الإنسان المنتصب، كان يتقن إشعال النيران قبل 1,7 مليون سنة. وتشير زوهار إلى أنّ "إدراك الإنسان البدائي كيفية استخدام النيران للتدفئة لا تعني أنه كان يعرف استعمالها للطهي".

ويُحتمل أن تكون عظام الأسماك التي لم يُعثر عليها قد احترقت في النيران، على ما توضح عالمة الآثار، وتقول "إنّ المسألة المتعلقة بالنيران مرتبطة بمعرفة ما إذا كانوا يستخدمونها للتخلص من النفايات أو للطهي". لذا نفترض أنّ عظام الأسماك التي لم يُعثر عليها قد اختفت أثناء الطهي، لكن لا يمكننا تأكيد ذلك.