تظاهرات ضخمة ضدّ إصلاح أنظمة التقاعد في فرنسا

12 : 24

مئات آلاف المتظاهرين نزلوا إلى شوارع فرنسا أمس (أ ف ب)

نزل مئات آلاف المتظاهرين مجدّداً إلى الشوارع في فرنسا أمس في إطار يوم تعبئة وطنيّة جديد ضدّ إصلاح أنظمة التقاعد، هو الرابع منذ بدء صراع القوّة مع الحكومة قبل أكثر من شهر، مع إغلاق برج ايفل واضطراب حركة وسائل النقل العام.وأعلنت النقابات أن حوالى 800 ألف متظاهر نزلوا إلى الشوارع في فرنسا، مشيرةً إلى أن هذا الرقم لا يشمل باريس. في المقابل، ذكرت وزارة الداخليّة أن 452 ألف شخص تظاهروا الخميس في فرنسا، بينهم 56 ألفاً في باريس، بينما أحصت "الكونفدراليّة العامة للعمل"، أبرز النقابات الداعية للتظاهر، مشاركة 370 ألف شخص في التظاهرات في باريس وحدها، التي تندرج في إطار احتجاجات دخلت يومها السادس والثلاثين، لمطالبة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بسحب مشروع اصلاح أنظمة التقاعد.ودعت الكونفدراليّة العامة للعمل ونقابات أخرى متجمّعة في اتحاد نقابي، إلى سحب مشروع الإصلاح قبل بدء أي نقاش. لكن الحكومة تبقى عازمة على تنفيذ الإصلاح لتوحيد نظام التقاعد، بحيث يوجد الآن 42 نظام تقاعد مختلفاً في البلاد.

ويُتوقع أن يُحدّد الإصلاح "سنّاً محوريّة" (64 عاماً) لحضّ الفرنسيين ماليّاً على العمل بعد السنّ القانونيّة للتقاعد، المحدّدة الآن بـ62 عاماً. ومنذ بداية الأزمة، قدّمت الحكومة تنازلات لعدد من القطاعات المهنيّة، على غرار الشرطة، راقصات الأوبرا، البحارة وقادة الطائرات.ووافق رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب في مطلع الأسبوع على مقترح القيادي النقابي لوران بيرجي، لعقد "مؤتمر تمويل" لمشروع الإصلاح. ودعا فيليب الشركاء الاجتماعيين إلى نقاش المسألة يوم الجمعة، أي بعد يوم من التحرّكات. وقد تواصل الإضراب ضدّ الإصلاح لفترة غير مسبوقة، حيث تجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 28 يوماً متواصلاً، وقد كان ذلك في العام 1986-1987. ومنذ 5 كانون الأوّل، تُشوّش الاحتجاجات حركة القطارات في فرنسا ووسائل النقل العام في المنطقة الباريسيّة، ما ولّد صعوبات كبرى للمستخدمين. ووفقاً لاستطلاعات رأي عدّة، تراجع دعم الإضراب بعد احتفالات نهاية العام، لكن يبقى 44 في المئة (استطلاع مؤسّسة "إيفوب") و60 في المئة (استطلاع مؤسّسة "هاريس انتركتيف") من الفرنسيين متضامنين مع الحركة.

وفي 5 كانون الأوّل، أي خلال اليوم الأوّل للتحرّكات، وصل عدد المشاركين إلى 806 آلاف وفقاً للشرطة و1.8 مليون وفقاً للكونفدراليّة العامة للعمل، إحدى النقابات المشاركة، وهي حصيلة لم تتكرّر يومَيْ 10 و17 من الشهر نفسه.