إبتزاز صاروخي جديد لبيونغ يانغ... وواشنطن وحلفاؤها يتحرّكون

02 : 00

الصاروخ وصل إلى أقصى ارتفاع بلغ 6 آلاف كيلومتر (أ ف ب)

ما زال النظام الشيوعي المعزول يُمارس سياسته المعتادة باستعراض «عضلاته الصاروخية» أمام أعدائه، في سياق سلسلة قياسية من عمليات الإطلاق الصاروخية خلال الأسابيع الأخيرة، ليُرسل بذلك رسائله في أكثر من اتجاه، بحيث بات يبتز المجتمع الدولي بأسره جرّاء التجارب الخطرة التي تُمهّد ربّما لإجراء تجربة نووية وشيكة، وكان آخر عمليات الابتزاز إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستيّاً عابراً للقارات أمس.

وذكرت هيئة الأركان الكورية الجنوبية أنها «رصدت صاروخاً باليستياً طويل المدى مفترضاً، أُطلق قرابة الساعة 10:15 صباحاً من منطقة سونان في بيونغ يانغ في اتجاه البحر الشرقي»، فيما أشارت طوكيو إلى أنّ الصاروخ قطع مسافة 1000 كيلومتر، مؤكدةً أن اليابان لم تُحاول تدميره أثناء تحليقه.

وأوضح وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا أنّ الصاروخ وصل إلى أقصى ارتفاع بلغ 6 آلاف كيلومتر، مستنتجاً أنّه «صاروخ باليستي من طراز «آي سي بي أم» (ICBM)، وهو من الأسلحة الأقوى في ترسانة كوريا الشمالية»، في حين ذكر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أنّ «الصاروخ الباليستي الذي أطلقته كوريا الشمالية يبدو أنه سقط في منطقتنا الاقتصادية الخالصة غرب هوكايدو»، واصفاً عملية الإطلاق الصاروخية هذه بأنها «غير مقبولة إطلاقاً».

وفي أوّل ردّ على التصعيد العسكري، كشفت وزارة الدفاع اليابانية في بيان أنها أجرت مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أنّ هذه المناورات «تؤكّد من جديد الإرادة الحازمة لليابان والولايات المتحدة للاستجابة لأيّ موقف وتُعزّز أيضاً قدرات الردع والاستجابة للتحالف الياباني - الأميركي».

وأدانت الولايات المتحدة بشدّة إطلاق الصاروخ، معتبرةً أنه «يُشكّل انتهاكاً صارخاً للعديد من قرارات مجلس الأمن الدولي ويُثير بلا داع توتراً ومخاطر زعزعة استقرار الوضع الأمني في المنطقة»، في وقت اجتمعت فيه نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس مع قادة اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا وكندا في بانكوك، حيث تعقد قمة المنتدى الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك).

وقالت هاريس: «باسم الولايات المتحدة، أُشدّد على التزامنا الصلب تجاه تحالفاتنا في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ». وجاء في بيان للبيت الأبيض في شأن محادثات بانكوك أن القادة الستة حذّروا أيضاً من «ردّ قوي وحازم» في حال أجرت كوريا الشمالية الاختبار النووي.

وذكر البيان أن القادة اتفقوا على أن «مسار الحوار ما زال مفتوحاً أمام جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية» التي دعوها إلى «التخلّي عن استفزازات لا يوجد أي داع لها والعودة إلى الديبلوماسية الجدّية والمستدامة».

وفي إشارة مبطّنة إلى الصين التي تعدّ طوق النجاة الأهم بالنسبة إلى بيونغ يانغ، دعا البيان كافة أعضاء الأمم المتحدة إلى «التطبيق الكامل» لقرارات مجلس الأمن الدولي الذي فرض عقوبات واسعة على كوريا الشمالية.

وستطلب الولايات المتحدة مساعدة الصين على كبح جماح بيونغ يانغ، وفق ما أفاد مسؤول رفيع يُرافق هاريس في جولتها الآسيوية، وقال: «سيكون ذلك بالتأكيد جزءاً من ديبلوماسيّتنا في محاولة لإقناع الصين بالانضمام إلى الدول التي تُدين ذلك علناً اليوم واستخدام نفوذها لإقناع كوريا الشمالية»، لافتاً إلى أن هاريس دعت إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، بينما اتهمت روسيا الولايات المتحدة بـ»اختبار صبر» بيونغ يانغ.


MISS 3