واشنطن: طهران كانت تستعدّ لشنّ هجوم على السعودية

القمع يتزايد في إيران: القضاء يطارد شخصيّات عامة

02 : 00

خلال تظاهرة داعمة للثورة الإيرانيّة قرب مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك أمس الأوّل (أ ف ب)

مع ارتفاع صوت الثوار الذين يُنادون بإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، يعلو منسوب القمع لدى "أجهزة الظلام والقتل" و"دواعش الباسيج والحرس الثوري"، كما يحلو للمحتجّين توصيفهم، فيما لا يستثني هذا القمع أحداً في المجتمع من كافة الطبقات الاجتماعية ومختلف الإثنيات والأعراق، كان آخر تجلّياته استدعاء القضاء الإيراني 8 شخصيات سياسية وسينمائية ورياضية، اتُهموا بنشر "محتوى استفزازي" دعماً لثورة النساء المندلعة في أنحاء البلاد كافة.

وجاء على موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية في وقت متأخر السبت: "عقب تعليقات نُشرت من دون أدلّة على الأحداث الأخيرة، ونَشر مواد استفزازية تدعم أعمال الشغب من قبل شخصيات سياسية ومشاهير، تمّ استدعاء هؤلاء الأشخاص إلى مكتب المدّعي العام في طهران السبت للإجابة على (أسئلة) السلطات القضائية".

ومن بين هذه الشخصيات مدرّب نادي "بيرسيبوليس" لكرة القدم يحيى غول محمدي والنائبان الإصلاحيان السابقان محمود صادقي وباروانيه صلاحشوري. وتمّ استدعاء هؤلاء "لتوضيح موقفهم في شأن نشر محتوى غير موثّق أو مسيء". وكان غول محمدي قد وجّه انتقادات حادّة الأسبوع الماضي إلى لاعبي المنتخب الوطني لـ"عدم رفع صوت الشعب المقموع إلى آذان السلطات"، بعد لقاء المنتخب الإيراني مع الرئيس إبراهيم رئيسي.

من جهتهما، أيّد النائبان السابقان الثورة بشكل علني، خصوصاً عبر موقع "تويتر"، وندّدا باستخدام الحكومة القوّة ضدّ المتظاهرين. كذلك، أشار "ميزان أونلاين" إلى أنّه تمّ استدعاء الممثّلات إلناز شاكردوست وميترا حجار وباران كوساري وسيما تيرانداز وهينغاميه غازياني، لنشرهنَّ "محتوى استفزازيّاً" غير محدّد. ولم تعُد صفحات غول محمدي وكوساري متاحة على "إنستغرام" أمس.

توازياً، حكمت المحكمة الثورية في طهران أمس على شخص سادس بالإعدام على خلفية مشاركته في الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تشهدها إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني في منتصف أيلول، بحسب ما أفادت وكالة "ميزان أونلاين". ودين المتّهم بـ"سحب سكين بقصد القتل وبثّ الرعب وخلق حالة من انعدام الأمن في المجتمع خلال أعمال الشغب الأخيرة". وقضت المحكمة بأنه "محارب" (وتعني عدو الله بالفارسية).

وقُتل أكثر من 378 شخصاً، بينهم 47 طفلاً، في الحملة الدموية لقمع التظاهرات التي تنتشر كالنار في الهشيم، وفق حصيلة جديدة نشرتها منظمة "إيران هيومن رايتس"، التي أشارت إلى أن هؤلاء القتلى سقطوا في 25 محافظة من أصل 31، من بينهم 123 في سيستان بلوشستان.

وفي الغضون، عبّر ناشطون عن قلقهم من حملة القمع الواسعة التي يشنّها النظام في مدينة مهاباد ذات الغالبية الكردية، حيث أُرسلت تعزيزات أمنية ضخمة. وكشفت منظمة "هنكاو" أن "قوات مسلّحة" أُرسلت من أورميا، المدينة الرئيسية في محافظة أذربيجان الغربية، إلى مهاباد. وكتبت المنظمة على "تويتر": "في المناطق السكنية في مهاباد، هناك الكثير من إطلاق النار". ونشرت المنظمة لقطات تُظهر مروحيات تُحلّق فوق مهاباد قيل إنّ على متنها أفراداً من "الحرس الثوري" أُرسلوا لسحق الاحتجاجات.

وفي السياق ذاته، نشرت منظمة "إيران هيومن رايتس" لقطات ليل السبت - الأحد، ذكرت أنها تُظهر سماع صدى إطلاق نار كثيف في المدينة. وكتب مدير المنظمة محمود أميري مقدّم أن السلطات "قطعت التيار الكهربائي ويُسمع صوت إطلاق نار من مدافع رشاشة". وتحدّث عن "تقارير غير مؤكدة عن مقتل أو إصابة متظاهرين". كما نشر مقطع صوتي يُسمع فيه صُراخ وسط إطلاق نار متواصل.

وعلى صعيد آخر، كشف منسّق مجلس الأمن القومي الأميركي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك خلال مؤتمر "حوار المنامة" السنوي في البحرين أن الولايات المتحدة تعمل على بناء بنية تحتية متكاملة للدفاع الجوي والبحري في الشرق الأوسط، في وقت تتصاعد فيه التوترات مع إيران المتّهمة بشنّ هجمات ضدّ سفن في مياه الخليج.

وأكد ماكغورك أن بلاده تُركّز على ردع "التهديدات الوشيكة" في المنطقة، وأشار إلى أنّ القوات الأميركية "كشفت وردعت تهديدات وشيكة" من جانب إيران، مؤكداً تقارير سابقة عن أن الجمهورية الإسلامية كانت تُخطّط لشنّ هجوم على المملكة العربية السعودية.

وأضاف أن "إيران كانت تستعدّ لشنّ هجوم على السعودية. ومن المرجح أن هذا الهجوم لم يحدث بسبب التعاون الأمني الوثيق بين السعودية والولايات المتحدة، وهو أمر متواصل". وكان قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا قد أعلن خلال المؤتمر السبت أنّ قوة بحرية بقيادة الولايات المتحدة ستنشر أكثر من 100 سفينة مسيّرة عن بُعد في مياه الخليج بحلول العام المقبل لدرء التهديدات البحرية.