نصرالله: أميركا لا تريد الاستقرار لمنطقتنا

18 : 00

 تطرق الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله الى ما جرى في العراق إثر عملية اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس "من حيث إعادة اللحمة ومن حيث مشهد التشييع المليوني في إيران"، فقال: "لم نشهد تشييعا بعظمة تشييع الإمام الخميني، ولكن في تشييع الحاج قاسم سليماني كان الحشد البشري هائلا. تواجد الناس في الساحات والميادين منذ طلوع الفجر الى ما بعد مغيب الشمس".

وإذ وصف التشييع بـ"رسالة عظيمة جدا"، توقف عند التشييع في منطقة الأهواز، حيث لم يسبق وجود هذا الحشد البشري في خوزستان، وهو رسالة الى دول الخليج التي تتآمر على إيران وتحاول استغلال الموضوع العرقي والطائفي فيها". وتمنى "عدم الإستهانة برسالة التشييع في خوزستان في الأهواز إذ انه كان بمثابة ولادة جديدة للثورة الإسلامية".

وتحدث عن "الشفافية في اعتراف القيادة الإيرانية بإسقاط الطائرة الأوكرانية بخطأ بشري"، مؤكدا ان "ذلك لم يحصل بتاريخ البشرية".

وانتقد "الذين يهزأون من كلمة محور الممانعة"، معلنا عن رسائل وصلته "من مقاومين يريدون تنفيذ عمليات استشهادية".

وقال ان "ما جرى أعاد الصورة الحقيقية لأميركا التي لا تريد الإستقرار لمنطقتنا"، معتبرا ان "المجرم الأكبر في العالم هو الحكومات الأميركية المتعاقبة، وما المظالم التي تلحق بالشعب الفلسطيني إلا الدليل على ذلك".

وأضاف: "لأن داعش صنيعة أميركية، فإن كل عملية انتحارية ضد مسجد أو كنيسة هي صناعة اميركية، وبالتالي فإن اميركا هي تهديد لأمننا القومي وإسرائيل هي ثكنة عسكرية أميركية مزروعة في منطقتنا".

ثم تطرق الى عنوان "القصاص العادل" الذي كان قد أطلقه يوم اغتيال سليماني والمهندس، فقال: "ان الرد على الجريمة الأميركية ليس عملية واحدة، إنما مسار طويل يجب أن يؤدي الى إخراج الأميركي من منطقتنا. وما جرى في قاعدة عين الأسد ليس ردا وإنما صفعة في هذا المسار الطويل، وهي خطوة أولى وقوية ومزلزلة على طريق طويل على هذه الجريمة التي ارتكبتها اميركا".

وعن قصف قاعدة عين الأسد، قال: "ان القصف أصاب أهدافه في أجواء كانت تعيشها المنطقة على حافة الحرب. وهذه العملية التي بدأت بعض وسائل الإعلام بتسخيفها، تدل على شجاعة منقطعة النظير قامت بها القيادة الإيرانية في ظل تهديدات ترامب بأنه سيرد على أي قصف تتعرض له قواته. هذه العملية كشفت عن قدرة إيران العسكرية، فالصواريخ صناعة إيرانية مئة بالمئة وليست مشتراة من أميركا، وكذلك تحديد الأهداف والعمليات الإجرائية وايضا دقة الإصابة، وهذا يعني ان القوات الأميركية تحت مرمى الصواريخ الإيرانية. ضربة عين الأسد كسرت هيبة اميركا، كما ان هذه الرسالة إنما هي رسالة ايضا الى الكيان الصيوني الذي لطالما هدد بقصف إيران وقوتها النووية".

ونفى نصرالله، أن يكون قاسم سليماني "قد خطط لنسف سفارات أميركية في المنطقة كما ادعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، واصفا ترامب ب"الأكذب في تاريخ أميركا".

وإذ رأى ان "أول رد حقيقي (على الاغتيال) يقوم به العراق هو إخراج القوات الأميركية"، ونوه بقرار البرلمان العراقي بهذا الصدد، أكد على صعيد دور محور المقاومة، أن "ما قيل ليس للاستهلاك المحلي، لأن قوى المقاومة جادة وصادقة، وعلى الأميركيين أن يرحلوا من منطقتنا، لأن البديل من الرحيل عموديا، أن يرحلوا أفقيا. هذا موقف ثابت ونهائي لدى محور المقاومة". أضاف: "نحن نتحدث عن مرحلة جديدة وعصر جديد وهذا ما ستأتي به المرحلة المقبلة".

وخاطب القادة الأميركيين قائلا: "أي عالم أكثر أمانا كما تقولون بعد اغتيال سليماني، هل في فلسطين وباكستان وأفغانستان واليمن وغيرها؟، ولكن ستكشف لكم الأيام انه بعد اغتيال سليماني سيكون العالم مختلفا. انها بداية تاريخ جديد في منطقتنا".

وختم معاهدا على "المضي في هذا الطريق كي نحقق أهدافنا".

MISS 3