الاستقلال... عيدٌ حزين اتّشح بالسواد مع غياب روميو لحود

السعودية تفجّر المفاجأة في "المونديال" وتتخطى الأرجنتين

02 : 00

عيد... بأي حال عدت يا عيد؟

إنه العيد التاسع والسبعون لاستقلال لبنان الذي مر أمس في ظل شغور رئاسي وحكومي وأزمة اقتصادية - مالية خانقة لا مثيل لها، وكان اللافت الغياب التام للعرض العسكري الذي ينتظره اللبنانيون كل عام، واستبعاد مختلف مظاهر الاحتفال عن مشهدية الاستقلال.


وللمناسبة، قال الرئيس نجيب ميقاتي: "يحلّ العيد هذا العام بغصة على واقع دستوري منقوص بسبب الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، وعلى قلق مشروع على الحاضر والمستقبل بسبب أسوأ أزمة متعددة الوجوه يعيشها وطننا".


وأضاف: "على الرغم من كل ما يحصل فإننا سنبقى على إيماننا بأن وحدتنا كفيلة بانتشال وطننا مما يعانيه، بمساعدة اشقائنا وأصدقائنا في العالم، وبأننا، سنعيد لهذا الوطن عافيته واستقراره".


ولم يمرّ عيد الاستقلال من دون أن يخطّ فاجعة جديدة، ألمّت هذه المرة بقامة فنية لبنانية وتمثّلت برحيل الكبير روميو لحّود عن عمر ناهز 92 عاماً.


لحود الذي أغنى الفنّ اللبناني والعربي بأجمل الأغاني والألحان، رحل بصمت يوم الاستقلال وكأن قلبه توقّف حزناً على الوضع الذي وصل إليه بلده.


وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى نعى لحود بكلمات مؤثرة، معتبراً أنّ بغيابه "ينكسرُ ضوءٌ من أضواء الفنّ الأصيل، وتسقط دمعةٌ حزينة على وجنة الثقافة اللبنانيّة"، مشيراً إلى أنّه في عيد  الاستقلال، ينعتق من وهن الجسد وتنطلق روحه حرّة نحو بارئها ليبقى اسمه غصناً أخضر من أرز لبنان".


كما وغرّد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري ناعياً لحود أيضاً عبر "تويتر" بالقول: "عملاقٌ آخر يُغادر مسرح الحياة، هو الّذي أغنى المسارح بأعمال ترسّخت في التاريخ المسرحيّ الغنائيّ. يلتحق روميو لحود بيوم الاستقلال بالكبار في عائلته والوطن، رغم أنّه كان لا يستسلم للعمر، يكتب ويؤلّف ويلحّن ويعد بمسرحيّةٍ جديدة".


عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي نعاه بكلمات أغنياته، كاتباً: "هوى أحد أعمدة بعلبكّ. غادرنا يوم الاستقلال عبقريُّ الأغنية اللبنانيّة روميو لحّود على أنغام "خدني معك"، ليستكشف "شو في خلف البحر خبريات". "بكرا بتشرق شمس العيد" صديقي الغالي ومع كلّ إشراقة شمس "اسمك بقلبي".


أما رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم، فاستذكر أعمال لحود الفنية الرائدة، واصفاً إياه بالعلم من أعلام المسرح اللبناني الغنائي الذي بلغ العالمية، وقال: "نستذكره وجهاً كريماً من ماضٍ جميل، غاب يوم الاستقلال، متحسراً على وطن أحبه وغناه".


رياضياً، وضمن مباريات كأس العالم لكرة القدم التي تقام في قطر، حقّق المنتخب السعودي فوزاً مستحقاً على نظيره الأرجنتيني بنتيجة 2-1، وهو فوزٌ أعاد الفرحة للعالم العربي، خصوصاً بعد خسارة المنتخب القطري أمام الإكوادور في أولى مباريات "المونديال"، وأعاد للأذهان يوم ربحت الجزائر على المنتخب الألماني في مونديال إسبانيا عام 1982.


وبرزت في هذا الإطار خطوتان لافتتان، الأولى تمثّلت بإطلالة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على الجماهير مرتدياً العلم السعودي على كتفيه، مشجعاً بذلك المنتخب قبل بدء المباراة، والثانية أتت بعد الفوز، حيث قامت السلطات القطرية بإضاءة مبنى مستشفى The View Hospital الرسميّ في الدوحة، بالعلمين القطري والسعودي، مع صورة الشيخ تميم بن حمد ملتحفاً بالعلم السعودي.


هذا الفوز جلب الفرحة للعالم العربي، وانسحب الى لبنان على الصعيدين الشعبي والرسمي، بعدما توالت التغريدات، مهنئةً السعودية بالفوز، وأبرزها تغريدة السفير وليد بخاري الّذي كتب: "الحمد لله الَّذي بنعْمته تتمّ الصالحات".


إلى ذلك، وافق الملك السّعوديّ سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على إعطاء يوم الأربعاء إجازة لجميع الموظفين في قطاعات الدولة كافة والقطاع الخاصّ وللطلاب في المراحل التعليمية كافة.