سباق القفز من "مركب دياب"... بين بري وباسيل

الحكومة... إنقلاب على الإنقلاب

02 : 00

صارت حكومة حسّان دياب في مهبّ الريح بعدما باتت كتل 8 آذار التي سمّته وكلفته التأليف تبحث عن السبل الآيلة إلى دفعه نحو الاعتذار... هو أشبه بانقلاب على الانقلاب، ما يحصل في الملف الحكومي، فالقوى التي انقلبت على رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وأطاحته عن سدة الرئاسة الثالثة تحت وطأة "الفيتو" العوني على إعادة تكليفه، عادت فانقلبت على انقلابها السابق واليوم تتلمس طريق عودتها عن "مغامرة" حكومة دياب مفضّلة الاستمرار في لعبة المراوحة وتصريف الأعمال على تأليف حكومة لا تلبي طموحات السلطة السياسية.

أمام هذا المشهد تستعد الثورة لإعادة نفض الرماد عن جمرها إثر انقضاء مهلة السماح التي منحها الشارع للمنظومة الحاكمة دون تلبية مطلب تأليف حكومة تكنوقراط تحاكي تطلعات اللبنانيين وتعمل على إيصاد باب المحاصصة والهدر والفساد وتشريع أبواب المعالجات والحلول الجذرية لأزمات البلد المتفاقمة. وفي هذا الإطار، لوحظ خلال الساعات الماضية عودة كرة الاحتجاجات إلى التدحرج ميدانياً في أكثر من منطقة بالتوازي مع ارتفاع وتيرة مطاردة الثوار للسياسيين وطردهم حيثما وجدوهم في الأماكن العامة، رداً على إمعان الطبقة الحاكمة في تجاهل مطالب الناس وتهميش مطالب الثوار والالتفاف عليها من خلال صيغ حكومية تحاكي في ظاهرها التشكيلة الاختصاصية لكنها في جوهرها تتعمّق في ذهنية المحاصصة الوزارية نفسها والتي سرعان ما سقط قناع "التكنوقراط" عنها في ظل الخلاف الذي ظهر إلى العلن بين المكونات الحكومية حول حصة هذا التيار أو ذلك الحزب في التشكيلة المرتقبة.

وعلى هذا الأساس، تؤكد مصادر مطلعة على مجريات الملف الحكومي لـ"نداء الوطن" أنّ "رئيس الجمهورية ميشال عون كان قد طلب من الرئيس المكلف توسيع تشكيلته إلى 24 وزيراً إفساحاً في المجال أكثر أمام عملية توزيع الحصص الوزارية، لكنّ دياب تمسك بحكومة من 18وزيراً ليتوالى مسلسل الأخذ والرد بين الرئيس المكلف وقوى الأكثرية وصولاً إلى اصطدامه بعودة النغمة "التكنو – سياسية" على اعتبار أنّ حكومة التكنوقراط لم تعد تتوافق مع التطورات الإقليمية"، مشددةً على أنّ الأمور أصبحت "مش ماشية" بين عرّابي تكليف دياب والكل أصبح يسارع إلى القفز من مركب التأليف قبل غرقه، بدءاً من إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه لن يشارك في الحكومة العتيدة، وصولاً إلى إعلان "التيار الوطني الحر" غداً إثر اجتماع تكتل "لبنان القوي" أنه لم يعد معنياً بحكومة دياب ويمتنع عن المشاركة فيها.

وبينما، كل تصريحات وتسريبات دياب لا تزال تؤكد أنه عصيّ على "الاعتذار" ولن يسلّم بسهولة أمام محاولات نزع ورقة التكليف من بين يديه، من المرتقب أن يتصاعد منسوب الضرب على وتر "تصريف الأعمال" خلال الأيام المقبلة لا سيما مع عودة الحريري إلى بيروت، حيث توقعت مصادر معنية لـ"نداء الوطن" أن يعقد بري اجتماعاً مع رئيس حكومة تصريف الأعمال تمهيداً للتداول في مستجدات المشهد المأزوم في البلد، فضلاً عن البحث في عملية إقرار موازنة 2020 التي يتحضر رئيس المجلس لتحديد موعد انعقادها بحضور الحريري.


MISS 3