مباحثات بين العاهل السعودي وآبي حول "قضايا إقليميّة ودوليّة"

خامنئي يدعو إلى تعزيز العلاقات بين دول الخليج

10 : 30

خامنئي خلال استقباله أمير قطر بحضور روحاني في طهران أمس (أ ف ب)

استقبل المرشد الأعلى للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة علي خامنئي مساء أمس أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والوفد المرافق له في العاصمة طهران. واعتبر خامنئي أن الوضع في الخليج يتطلّب "تعزيز العلاقات بين دول المنطقة أكثر من أي وقت مضى". وقال إنّ "إيران واظبت على اعلان استعدادها لاقامة علاقات أكثر قوّة مع دول المنطقة"، مندّداً بـ"الفساد الذي تنشره أميركا وحلفاؤها".

ووصف خامنئي الظروف الراهنة في المنطقة بأنّها غير مناسبة، معتبراً أن سبب هذا الوضع هو "نشر الفساد من قبل أميركا وأصدقائها"، ورأى أن "السبيل الوحيد للمواجهة هو الاعتماد على التعاون بين دول المنطقة".

وأشار إلى العلاقات السياسيّة الجيّدة القائمة بين إيران وقطر، قائلاً: "العلاقات الاقتصاديّة ليست بمستوى العلاقات السياسيّة، ويجب تعزيز التعاون بين إيران وقطر في المجالات المشتركة". وأوضح أن "البعض ولا سيّما الذين جاؤوا من أقصى العالم إلى هذه المنطقة، لا يرغبون بتعزيز التعاون بين دول المنطقة، إلّا أن هذا الموضوع لا يرتبط بهم"، لافتاً إلى أن "دول وشعوب المنطقة يرفضون مثل هذه الهيمنة والتدخّلات".من جهته، وصف أمير قطر خلال اللقاء الذي حضره الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأوضاع المستجدّة في المنطقة، بالصعبة، وقال: "نحن موافقون بالكامل مع تصريحاتكم في شأن ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي، ونعتقد أنّه يجب اجراء حوار شامل بين دول المنطقة"، بحسب وكالة "تسنيم" الإيرانيّة.وكان الشيخ تميم وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقب لقائه روحاني في طهران، قد رأى أن "الحلّ الوحيد لخلافات المنطقة هو الحوار وتخفيف التصعيد". وشدّد على أن "زيارتي لطهران تأتي في وقت حسّاس في المنطقة واتفقنا مع الأشقاء الإيرانيين على أن الحلّ الوحيد هو تخفيف التصعيد"، مؤكداً أن العلاقة بين البلدَيْن "تاريخيّة، وشهدت تطوّرات كبيرة وكانت القنوات بين الجانبَيْن دائماً مفتوحة". وأعلن أنّه وجّه دعوة إلى روحاني لزيارة قطر.

ونقلت وكالة الأنباء الرسميّة الإيرانيّة "إرنا" عن أمير قطر قوله، إنّ بلاده لن تنسى مواقف طهران ومساعداتها وما قدّمته للدوحة خلال مقاطعتها من قبل الدول الخليجيّة، سواء بفتح موانئها أو أجوائها، في حين كشف روحاني أن طهران والدوحة اتخذتا "قرارات مهمّة" لتعزيز وتوسيع العلاقات بين البلدَيْن، معرباً عن تطلّعه لأن تشهد العلاقات مع قطر المزيد من النمو.

وتأتي الزيارة في ظرف جيوسياسي حرج للغاية في المنطقة إثر ضربة أميركيّة قُتِلَ فيها قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس، ردّت عليها طهران بضربات صاروخيّة على قاعدتَيْن في العراق تستخدمهما قوّات أميركيّة. وعقب الضربة سقطت طائرة ركّاب أوكرانيّة بُعيد إقلاعها قرب طهران بصاروخ إيراني، ما أدّى إلى مصرع 176 شخصاً كانوا على متنها.

نوويّاً، دعت كلّ من فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، إيران، للعودة "إلى الامتثال الكامل" لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي الإيراني. وقالت العواصم الأوروبّية الثلاث في بيان مشترك في سياق التوتر بين طهران وواشنطن: "اليوم، رسالتنا واضحة: ما زلنا ملتزمين الاتفاق النووي والحفاظ عليه. نحضّ إيران على إلغاء كافة التدابير التي تُناقض الاتفاق، وندعوها إلى الامتناع عن أي أعمال عنف جديدة، ونظلّ مستعدّين للدخول في حوار مع إيران على هذا الأساس من أجل الحفاظ على استقرار المنطقة".

وأكدت باريس ولندن وبرلين "استعدادها" للعمل "من أجل خفض التصعيد وضمان الاستقرار في المنطقة"، مكرّرةً ضرورة "الردّ، عبر الديبلوماسيّة وفي شكل ملحوظ، على القلق المشترك المتصل بأنشطة إيران الإقليميّة المزعزعة للاستقرار، وبينها تلك المرتبطة ببرامجها الصاروخيّة". وأضافت: "علينا أن نُحدّد أيضاً اطاراً بعيد المدى لبرنامج إيران النووي". وأشارت إلى دور "الحرس الثوري" الإيراني و"فيلق القدس"، المكلّف العمليّات الخارجيّة لطهران، في "الأحداث الأخيرة التي أكدت دور إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة".

كذلك، أعلنت باريس ولندن وبرلين أنّها أخذت علماً باعلان إيران في ما خصّ اسقاط الطائرة المدنيّة الأوكرانيّة الأربعاء الماضي من طريق الخطأ، ما أسفر عن مقتل ركّابها الـ176.

على صعيد آخر، أجرى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض حول عدد من القضايا الإقليميّة والدوليّة. وذكرت وكالة الأنباء السعوديّة الرسميّة أنّ الملك سلمان عقد جلسة محادثات رسميّة مع آبي، الذي يقوم بجولة تستمرّ خمسة أيّام في المنطقة، تشمل الإمارات وسلطنة عُمان.وأشارت إلى أنّهما استعرضا العلاقات الثنائيّة بين البلدَيْن وسُبل تطويرها وتعزيزها، وآفاق التعاون بينهما. كما تطرّقا إلى التعاون في مجالات السياحة وأمن الإمدادات والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجدّدة، بحسب المصدر نفسه. وحاول آبي خلال الأشهر الأخيرة تقديم نفسه كوسيط بين الولايات المتحدة وإيران، فقد زار طهران واستقبل الرئيس الإيراني حسن روحاني في طوكيو في كانون الأوّل.


MISS 3