جورج الهاني

كرة السلّة أولى الضحايا...

13 كانون الثاني 2020

01 : 45

دقّت ساعة الحقيقة المُرّة، وخرج الى العلن ما كان يُقال همساً في كواليس كرة السلة على ألسنةِ بعض أعضاء إتحادها ومسؤولي الأندية والمتابعين لأوضاع البلد وأحواله الإستثنائية.

إلا انّ إتحاد اللعبة الذي استجابَ لطلب أندية الدرجة الأولى وأراحَ ضميره من خلال إعلانه رسمياً منذ ثلاثة أيام عن تجميد بطولة لبنان الى أجلٍ غير مسمّى، لم يكن قراره منسجماً مع آمال المدرّبين واللاعبين الذين كانوا ارتضوا إقتطاع جزءٍ في رواتبهم شرط إستمرار المنافسات الرسمية، ولا سيما أنّ قسماً كبيراً منهم متفرّغ للعبة فقط وليس له أيّ مورد رزق آخر، كما أنّ هناك نحو 700 عائلة تعتاشُ من «الكرة البرتقالية» بشكل كلّي أو جزئي، وقد فقدتْ بهذا القرار مصدر قوتها وانضمّت الى آلاف العائلات التي أصبحت بلا عملٍ أو مالٍ أو سَند.

هي خطوةٌ نحو المجهول إتخذها إذاً إتحاد كرة السلة، ولكن - والحقيقة تُقال - هل كان يملك خياراً آخر في قراره هذا؟ ألم يرسُمْ رئيس لجنة الشباب والرياضة النيابية سيمون أبي رميا في اجتماعه مع رؤساء الإتحادات الرياضية الأسبوع الماضي صورة رمادية، بل ربّما قاتمة، عن الوضع الرياضي العام في هذه الظروف الدراماتيكية التي يعيشها لبنان حالياً؟ ألم يعترفْ أمامهم انّ كلّ قطاعات الدولة ومرافقها من دون إستثناء عاجزة وهي تعاني، متحدّثاً عن واقع تشنّج سياسي يترافقُ مع إشكالات أمنيّة خطيرة متنقلة؟ وهل يضمنُ أبي رميا الذي أقرّ بمساهماتٍ مستحقّة من الدولة للقطاع الرياضي من العام 2019 لم تحصل عليها لأنها لا تزالُ في ديوان المحاسبة، بسحبِ هذه الأموال لمستحقّيها من الديوان في ظلّ شلل مؤسّسات الدولة التامّ؟

وفي معضلة مالية ثانية، هل كانت ستلتزمُ شركة «ألفا» الراعي الرسميّ لبطولة لبنان بعقدها الماليّ مع الإتحاد بدفع ما يتوجّب عليها «بالتقسيط» كي تتنفّس الأندية قليلاً، أم كان سيبقى حبراً على ورق؟ ومن كان سيُجبرها على دفع كافة مستحقاتها في الوقت المحدّد في ظلّ «الظروف القاهرة» التي قلبت أمور البلد رأساً على عقب؟ والى جانب «ألفا»، أين الرعاة والمعلنون الذين كانوا يدعمون الأندية كي تقف على قدمَيها وتستمرّ فرقها في أجواء المنافسات الفعلية في البطولات الرسمية؟

إتحاد كرة السلة كان أول من تجرأ على طبع «ورقة النعوة» للعبته، وتبقى اللعبتان الأساسيتان الأخريان كرة القدم والكرة الطائرة، فهل سيحذو إتحاداهما حذو إتحاد السلة في الأيام المقبلة، أم يغرّدان خارج سرب المخاطر والتحدّيات؟


MISS 3