"ما يحصلُ في المجلس اغتيالٌ للحريّة".. بو عاصي: نعمل لإيصال مرشّح لا يُشبه 8 آذار

21 : 04

أكّد عضو تكتل "الجمهورية القويّة" النائب بيار بو عاصي أنّ "ما يحصلُ في مجلس النواب خلال جلسات انتخاب رئيس الجمهوريّة أخطر بكثيرٍ من الظاهر، فهو اغتيالٌ ممنهجٌ لمساحة الحريّة التي صنعت لبنان ولثقافة الديمقراطيّة العميقة التي ميّزته".


وأوضح بو عاصي، في حديثٍ تلفزيونيّ أنّ "هذا الاغتيال يتمّ على يد الثلاثيّ حزب الله وحركة أمل وحليفهما التيّار الوطنيّ الحرّ"، مشدداً على أنّ "هذا الكلام هو توصيفٌ للواقع وليس اتهاماً"، وقال: "رشّحنا مع حلفائنا النائب ميشال معوض. ونحن نحضر الجلسات ونصوّت له ونقوم بتجميع القوى لمصلحته، فيما هم يُعطّلون الممارسة الديمقراطيّة عبر تطيير النصاب".


وقال: "أصبح ترشيح أحد لا ينتمي إليهم جريمة من منظورهم. ثمّة بدعةٌ لم يشهدْها تاريخُ العمل السياسيّ، وهي قولُ الفريق الآخر لنا: "طالما تُرشّحون أحداً في وجهنا فأنتم تتحدّوننا. لذا، سنُعطّل اللعبة الدّيمقراطيّة، ونحنُ ممرٌّ إلزاميّ لانتخاب رئيس". هذا المنطق، يُشكّل إطاحةً مطلقةً بمبادئ الديمقراطيّة، فتأمين النصاب واجبٌ أخلاقيّ وسياسيّ. ماذا يبقى من لبنان إذا انتفت مساحةُ الحريّة وأصول اللعبة الديمقراطيّة؟".


وأشار إلى أنّ "القوّات صادقةٌ في ترشيح معوّض، فالأمر ليس مناورة"، وقال: "هناك ما هو أهمّ من معوض وبو عاصي ومن أي كان، هو المصلحة الوطنيّة العليا. فإذا اقتضى تغيير هذه المقاربة سنغيرها بالتشاور مع معوض، لكنّ المشكلة اليوم لا تكمن هنا ولا بنيل معوّض 40 أو 50 صوتاً ولا بتغيير الاسم والاتيان بمرشّحٍ يحصدُ أكثرَ من 65 صوتاً، بل المشكلة في رفضهم المطلق للثوابت الديمقراطيّة، وهنا الخطورة".


أضاف: "ترشيحُ الشخصيّة التي نُريدها هو العمليّة الصحيحة، فليربح الأقوى، لكن ثمّة نيّة بتعطيل الانتخابات، فتطييرُ النصاب أمرٌ غير مقبول. هناك استهتارٌ مطلقٌ بموقع الرئاسة من جانب الوطنيّ الحرّ وأمل والحزب عبر تعطيلِ الانتخابات، فيما هم مُؤتَمنون كنوّابٍ منتخبين على الدّستور".


ورداً على سؤال، أجاب: "إذا كانت المادّة 49 من الدّستور بحاجةٍ للتفسير، فذلك من صلاحيّات الهيئة العامّة لمجلس النواب، وليس من صلاحيّات طرفٍ معيّن لا الرّئيس نبيه بري ولا القوات اللبنانية ولا أي كان".


وقال: "إلى جانب قوى المعارضة التي تصوّت لمعوض، هناك نوابُ قوى التغيير ونوّاب كتلة الاعتدال الوطنيّ، فلا خيار أمامنا، إلا التواصل معهم ومحاولة إقناعهم بالسير بمعوض".


أضاف: "لا أخفي أنَّ هناك صعوباتٍ في ذلك، فهم ليسوا بكتل وفق المعنى الكلاسيكيّ للكتل النيابية. لا أعلم لماذا لا تزالُ كتلة الاعتدال الوطنيّ مصرّة على التصويت للبنان الجديد، و"شو ناطرين؟".


تابع: "أُكرّر أنّه إذا اقتضت المصلحة الوطنيّة العليا التخلّي عن ترشيح معوض، فهو غيرُ متمسّكٍ بترشيحِه وسننسّقُ معه ونعمل على مرشّحٍ يتمتّع بحظوظٍ أكبر للفوز، لكن للأسف في لبنان، هناك من ينتظرُ "كلمة السر". هناك للأسف أيضاً من "تدجّن"، ومنذُ زمن الاحتلال السوريّ، أصبح معتاداً على انتظار موقف الخارج. أدعوهم إلى عدم الانتظار، إذ ما من أمرٍ جعلَ دور الخارج يطغى على دور الدّاخل إلّا الشلل الداخليّ. كذلك، هناك قسمٌ يعتبرُ أنَّ الوقتَ لم يَحن بعد لانتخاب رئيسٍ، وقسم آخر غير مدركٍ لقدرته على تغيير المعادلة وهو يخلقُ إرباكاً داخل صفّه عوض توحيد الصّفّ. لذا، أهميّة ما فعلناه بترشيحِ ميشال معوض هو أننا بادرنا إلى طرح مرشح، فلم ننتظر كلمةَ سرٍّ ولم نقع بكوما سياسية".


وأردف: "إن فريق 8 أذار يرمي الأوراقَ البيضاء قنابل دخانيّة كي يخفي إرباكه وإحراجه، هو في ورطة، لا يريدُ ترشيح جبران باسيل، ولكن في الوقت عينه لا يريدُ أن يخسرَه ويخسر الغطاء المسيحيّ الذي يؤمنه له. "حاطين الحجة بمرشح التحدي"، فأُريدُ أن أسألَهم: "بتخافوا من التحدي ومبارح كنتوا عم تتباهوا بمئة ألف مقاتل ومئة ألف صاروخ وبحجم كتلتكم النيابية وبتمتعكم بقوة لا يستهان بها؟".


ورداً على سؤال عن تأمين "القوات" النصاب ولو أدى ذلك إلى إيصال مرشّحٍ من "8 آذار"، أجاب: "لا يمكن القول لا أؤمن النصاب، إلا لانتخاب سمير جعجع، بل أؤمن النصاب لانتخاب رئيسٍ، وهذا احترامٌ لروح الديمقراطيّة. من يجمع 65 صوتاً فهنيئاً له، قد نعطل لجلسةٍ أو جلستين للتأكّد من جدّيّة هذه الأكثرية، ولكن نحن نحترمُ العملية الديمقراطيّة. لذا، التعطيل المتكرر للمرّة السابعة الذي يقومُ به فريق "8 آذار" هو عمليَّةُ ابتزازٍ تحت عنوان "إما تنتخبوا مرشحي متى أعلنته وإما أضرب عمل المؤسسات".


وقال: "نعمل بكل طاقتنا لإيصال مرشح لا يشبه 8 آذار، فنحن نريدُ رئيساً إنقاذيّاً إصلاحيّاً سياديّاً، يُنتَخَب ديمقراطيّاً".


وسأل: "هل من يحترم الآلية الديمقراطية يكون متواطئاً؟"، وقال: "إنَّ المصلحة الوطنية تقتضي حضور الجلسات، فنحنُ نؤمن النصاب للرئاسة، وليس لمرشح معين. آخر اعتبار عندنا أن يكون الرئيس الجديد "يحمي ضهر المقاومة"، أساساً عن أي مقاومةٍ نتحدث؟".


وعن مدى إمكان التوافق بين النائب جبران باسيل و"القوّات" لقطع الطريق على وصول رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، أجاب: "أستبعد جدّاً الاتفاق مع باسيل، رغم أنّه يجب عدم الجزم، إذ بالسياسة كلّ الأمور مفتوحة، لكنّ التجربة السابقة معه كانت كارثية من اتفاق معراب إلى اليوم، ولا ميول لدينا لإعادة إنتاجها. أما المصالحة مع تيار المردة فنصونها برموش عيوننا، لكن لا اتّفاق مع فرنجية، فمسارُنا السياسيّ معاكسٌ لمساره وخطه".


وعن طبيعة النظرة الفرنسية والسعودية للاستحقاق الرئاسيّ، أوضح بو عاصي أنَّ "الموقفَ الفرنسي يتميَّز عن الموقف السعوديّ، فالفرنسيّ يقول "لا مرشح ولا فيتو"، بينما السعودي يقولُ "لا مرشح لكن مع فيتو على مرشَّح من 8 آذار، إلا انه إن وصل مرشحٌ من هذا الفريق، فبالتأكيد لن تجابهه السعوديّة عبر إرسال الاساطيل، ولكن التواصل مع لبنان سيبقى مقطوعاً والدعم بطبيعة الحال".

MISS 3