أنقرة تسعى لـ"منطقة أمنيّة" في سوريا تشمل كوباني

02 : 00

خلال تظاهرة مناهضة للعدوان التركي في كوباني أمس (أ ف ب)

في سياق عملية «المخلب - السيف» العسكرية التي تشنّها تركيا في شمال سوريا والعراق ضدّ الوحدات الكردية، تحدّث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن هدفه إقامة «حزام أمني من الغرب إلى الشرق» على طول الحدود الجنوبية لبلاده.

وإذ قال أردوغان في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضدّ المرأة: «مع الحزام الأمني الذي نُنشئه خارج حدودنا، سنُدافع عن حقوق الملايين من النساء والأطفال الأبرياء»، أضاف: «إن شاء الله سنُنجز هذه (المنطقة) على طول حدودنا بأكملها من الغرب إلى الشرق في أقرب وقت ممكن».

وحدّد الرئيس التركي الذي ينوي شنّ هجوم بري «عندما يحين الوقت»، البلدات السورية «تل رفعت ومنبج وعين العرب (كوباني كما يُسميها الأكراد)» لاستكمال منطقته الأمنية التي يبلغ عرضها 30 كيلومتراً على طول الحدود الجنوبية. لكن لا يتوقع إطلاق هذا الهجوم البري على الفور، كما أوضح مسؤول تركي لوكالة «فرانس برس» طالباً عدم كشف هويّته، بينما تتحدّث وسائل إعلام تركية عن التخطيط لعملية برّية واسعة بشكل أكبر بكثير من العمليات السابقة. وهكذا، تشمل هذه المنطقة بحكم الأمر الواقع مدينة كوباني التي انتزعتها «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) العام 2015 من جهاديي تنظيم «الدولة الإسلامية» بدعم من الولايات المتحدة. وكوباني هي آخر منطقة تفلت من سيطرة الجيش التركي المنتشر منذ 2019 على طول الحدود في الأراضي السورية. توازياً، شدّد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار على أن عملية «المخلب - السيف» مستمرّة برّاً وجوّاً، مشيراً إلى تحييد 326 مسلّحاً، بينما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» سقوط 67 ضحية خلال العملية التي بدأت قبل 5 أيام.

ونفى الوزير التركي مزاعم قصف القوات التركية لنقطة مراقبة أميركية شمال سوريا، وقال: «إلحاقنا الضرر بقوات التحالف أو المدنيين أمر غير وارد بالنسبة لنا»، مؤكداً على صعيد آخر أن أنقرة «ستُدافع عن حقوق البلدان الصديقة والشقيقة مثل ليبيا، وستواصل الوقوف إلى جانبها».

والتقى وزير الدفاع التركي الخميس توالياً، السفير الأميركي ونظيره الروسي اللذَين دعا بلداهما أنقرة إلى عدم شنّ أي عملية برّية ووقف التصعيد العسكري. وأفادت قناة «أن تي في» التلفزيونية الخاصة بأنّ أكار ذكّر السفيرَين بالاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه في 2019 بين تركيا والولايات المتحدة وروسيا، في نهاية هجوم تركي سابق، ويقضي بانسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية على بُعد 30 كيلومتراً عن الحدود.

وفي الأثناء، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن هدوءاً نسبيّاً ساد أمس في شمال سوريا بعد ليلة هادئة، موضحاً لوكالة «فرانس برس» أن القصف المدفعي التركي استؤنف على محافظة الحسكة فقط (شمال شرق)، لكنّه لم يتحدّث عن إصابات.


MISS 3