ردّ "كردستاني" عنيف على نصرالله

إيرانيّون يهتفون ضد "الديكتاتور"

02 : 00

لا يبدو أن الثوّار الإيرانيين في وارد التراجع عن تحرّكاتهم الشعبيّة الصاخبة المناهضة للنظام الحاكم، والتي بدأت تهزّ مدناً إيرانيّة عدّة منها العاصمة طهران، حيث خرجت تظاهرات لليوم الثالث توالياً بالأمس، بحسب تسجيلات مصوّرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهرت المتظاهرين وهم يهتفون مجدّداً "الموت للديكتاتور"، في إشارة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، إضافةً إلى شعارات منددة بالحرس الثوري.

واحتشد الثوّار بكثافة في نقاط عدّة في طهران، حيث ردّدوا في إحدى جامعاتها هتافات: "قتلوا نُخبتنا واستبدلوهم برجال دين"، في وقت نُظّمت تظاهرات "مدوّية معنويّاً" لأركان النظام ولها دلالاتها المجتمعيّة العميقة، في كرمان، مسقط رأس قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني الجنرال قاسم سليماني، الذي قُتِلَ بغارة أميركيّة في بغداد، تُطالب برحيل خامنئي وتُنادي بـ"الموت لولاية الفقيه".

وأكد موقع "إيران إنترناشيونال" إصابة عدد من الأشخاص بجروح إثر إطلاق قوّات الأمن الرصاص على المتظاهرين المشاركين في تأبين ضحايا الطائرة الأوكرانيّة المنكوبة في طهران ومدن أخرى أمس، بينما أعلن قائد شرطة طهران الجنرال حسين رحيمي أنّه تلقى توجيهات "بضبط النفس" في مواجهة التظاهرات الغاضبة.

كما أظهرت مقاطع فيديو إطلاق أعيرة ناريّة في محيط التظاهرات الحاشدة في "ميدان آزادي" في طهران ليل أمس الأوّل، وبركاً من الدماء على الأرض وصوراً لمصابين يحملهم رفاقهم. كذلك أظهرت المقاطع قوّات مكافحة الشغب تضرب المحتجّين بالعصي في الشارع، في حين يصيح الناس: "لا تضربوهم".

تزامناً، اعتقلت السلطات الإيرانيّة نجل مهدي كروبي، زعيم "الحركة الخضراء" في إيران، الذي كان بعث برسالة إلى خامنئي وطالبه بالتنحّي، فيما أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعجابه برفض الطلاب في الجامعات الإيرانيّة الدوس على رسم للعلم الأميركي على الأرض، كما ظهر في مقاطع فيديو عدّة. وقال ترامب في تغريدة له: "يا للروعة... المتظاهرون الإيرانيّون رفضوا المشي والدوس على علم أميركا العظيم. هذا تقدّم عظيم".

وفي السياق، أكدت الحكومة الألمانيّة أن التظاهرات الجارية منذ السبت في إيران بعد إقرار السلطات بإسقاط طائرة الركّاب الأوكرانيّة بصاروخ عن طريق الخطأ، يجب أن تحصل "من دون قيود"، مشدّدةً على أن "الشعب الإيراني يجب أن تكون لديه إمكانيّة الاحتجاج سلميّاً وبحرّية".

في الأثناء، حذّرت إيران بريطانيا من "التدخّل" في شؤونها ملمّحةً إلى احتمال طرد سفيرها روب ماكير، بعد يومَيْن على توقيف الديبلوماسي الذي اتهمته طهران بالمشاركة في "تجمّع غير قانوني" لمدّة وجيزة، الأمر الذي نفاه. ودعت طهران في بيان لوزارة الخارجيّة إلى "الوقف الفوري لكلّ أشكال التدخّل والاستفزاز من قبل السفارة البريطانيّة في طهران"، محذّرةً من أنّها لن تكتفي "باستدعاء السفير في حال استمرّ هذا السلوك".

وصدر البيان بعد ساعات قليلة من استدعاء السفير الإيراني في لندن حميد بعيدي نجاد، الذي عبّرت وزارة الخارجيّة البريطانيّة أمامه عن "اعتراضها الشديد" على توقيف ماكير لفترة قصيرة ليلة السبت قرب تظاهرة ضدّ الحكومة في طهران. وكانت الخارجيّة الإيرانيّة قد استدعت ماكير الأحد، واتهمته بحضور "تجمّع غير قانوني" في انتهاك للاتفاقات الديبلوماسيّة، مطالبةً لندن بتقديم "تفسيرات".

على صعيد آخر، ردّت حكومة إقليم كردستان بعنف على تصريحات الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الذي تعرّض فيه أمس الأول للرئيس السابق للإقليم مسعود بارزاني. وشنّ المتحدّث باسم حكومة إقليم كردستان جوتيار عادل، هجوماً حاداً لم يخلُ من النبرة العالية والعبارات القاسية بحق نصرالله، مؤكّداً أن "قوّات "البشمركة" هي التي دافعت عن مدينة أربيل وعن كردستان ككلّ"، معتبراً أنّ "حزب الله" كان من الذين "يهدفون بل ويحلمون باحتلال كردستان، ولكنهم اصطدموا بثبات ومقاومة البيشمركة"، ومشدداً على رفض الأكراد لتناول نصرالله "بارزاني رمز نضال الأمّة".

كذلك، رد برلمان كردستان في بيان على كلام الأمين العام لـ"حزب الله" مندداً بتهجمه على بارزاني، ومتهماً الحزب بأنه كان "من المشاركين في الهجوم الجائر واللاشرعي على إقليم كردستان العام 2017".