ما الفرق بين تشنّج المغبن وألم الفتق؟

10 : 25

الألم مشابه في الحالتَين، لكن يترافق الفتق في معظم الأحيان مع تشكّل كتلة ناتئة تحت الجلد.

إذا كنت شخصاً كثير الحركة، قد تظن أن الألم في أسفل بطنك أو في المغبن (أي المنطقة الواقعة بين البطن والفخذ) ينجم عن شد عضلي، لا سيما إذا تعرضتَ لإصابة معينة حين كنت أصغر سناً.

مع التقدم في السن، ينجم ألم المغبن على الأرجح عن نشوء فتق (قد يترافق مع نتوء دهون البطن أو جزء من الأمعاء من ثقبٍ في جدار البطن). يوضح الدكتور ديفيد بيرغر، جراح متخصص بالقولون والمستقيم والجهاز الهضمي في مستشفى "ماساتشوستس" العام التابع لجامعة "هارفارد": تتعلق المشكلة بوجود فتق لدى معظم كبار السن".

قد تجد صعوبة في التمييز بين الحالتين، لأن الاختلافات بينهما ضئيلة على مستوى الأعراض. في بعض الحالات، ستشعر مثلاً بألم متواصل في المغبن أو ألم حارق أو ثقل أثناء الوقوف.

تشنج المغبن

يشمل المغبن أسفل البطن وأعلى الفخذ. في هذه المنطقة، تلتقي العضلات والأوتار (صلة وصل بين العضلات والعظام) والأربطة (تدعم الأعضاء أو تربط بين العظام) في الحوض، ويبلغ عددها ثلاثين. قد تؤدي أي حركة مفاجئة وشائبة أو أي تغيير مباغت في الاتجاه، مثل الالتفاف سريعاً أثناء لعب التنس باندفاع، إلى شدّ أو تمزق إحدى عضلات أو أوتار المغبن.

يتشنج المغبن بشكل عام في عضلات الفخذ العليا، مثل العضلة المُقرِبة الطويلة التي تساعد الفخذ على التحرك من جانب إلى آخر، أو في أحد الأوتار التي تربط بين تلك العضلة والحوض. كذلك، تكون عضلات البطن المتصلة بالحوض مُعرّضة لهذه المشكلة، منها العضلة المائلة الداخلية.

لا مفر من أن تلاحظ تعرّضك للتشنج، حتى أنك قد تشعر بنتوء بارز أو ألم فوري طوال أيام أو أسابيع. لكن يتحسن الوضع في نهاية المطاف.

تُسمّى هذه الإصابات أحياناً "الفتق الرياضي"، لكنها تسمية مغلوطة. يوضح بيرغر: "هذه الحالة لا تشير إلى وجود فتق، بل إنه مجرّد تشنج وغالباً ما ينشأ لدى الرياضيين في المدارس الثانوية أو الجامعات أو في منتصف العمر".

الفتق الإربي


البطن مغطى بجدار عضلي، ويكون الفتق عبارة عن ثقب في هذه العضلة. قد تنشأ هذه المشكلة بالقرب من أي شق أو سرة البطن، أو تظهر في أعلى المعدة أو في منطقة المغبن في معظم الحالات. حين تصبح البنية الداخلية للبطن (نسيج دهني أو حـلقة من الأمعاء) ناتئة وتخرج من ثقـبٍ في جدار البطن وصولاً إلى المغبن، تُسمى الحالة الفتق الإربي. يكون الجزء المتحرك من مكانه أشبه بكتلة في المغبن (لن تشعر بها عند التعرض لإصابة في هذه المنطقة). قد يصبح ألم الفتق متقطعاً، لكن لا يُشفى الثقب في جدار البطن من تلقاء نفسه.

انتشار المرض وأسبابه


قد تكون فكرة نتوء أعضاء الجسم من البطن مزعجة، لكن يبقى الفتق خللاً شائعاً. يضيف بيرغر: "يصاب رجل واحد من كل خمسة بالفتق الإربي، وتصاب به امرأة واحدة من كل عشر. إذا كنت مصاباً بالفتق الإربي على جانب واحد من جسمك، يزيد احتمال نشوئه على الجانب الثاني بالدرجة نفسها".

قد تسمع أن حمل الأغراض الثقيلة يزيد احتمال نشوء هذا النوع من الفتق. إنه عامل مؤثر أحياناً، لكن ينشأ الفتق أيضاً بسبب الإجهاد مع التقدم في السن. لا يعني ذلك أنك قمت بأي عمل خاطئ!

كذلك، تبرز عوامل أخرى تؤثر على نشوء الفتق الإربي، منها وجود تاريخ عائلي بالمرض، والمعطيات الوراثية، والسعال المتكرر.

مخاطر الفتق الإربي


أحياناً، يمكن إرجاع الفتق إلى مكانه، لكنّ هذا الحل لا يعالج الثقب في جدار البطن. تخرج الدهون أو الأمعاء من الثقب مجدداً أثناء الوقوف. مع مرور الوقت، يتوسع حجم الفتق وقد يسبب لك انزعاجاً إضافياً أو يمنعك من التحرك. يبقى "الانسداد" أكبر خطر مرتبط بالفتق الإربي. في هذه الحالة، تصبح الأنسجة أو الأمعاء الناتئة من جدار البطن عالقة ومحاصرة، فتنقطع إمدادات الدم إلى هذه المنطقة.

يقول بيرغر محذراً: "تُعتبر هذه الحالة طارئة. قد تموت الأمعاء العالقة في الفتق، وتطرح هذه المشكلة خطراً على حياة المريض أحياناً وتترافق مع أعراض مثل الغثيان والتقيؤ وألم حاد في المغبن. في هذه الظروف، لا تتردد في الاتصال برقم الطوارئ لأنك ستحتاج على الأرجح إلى الخضوع لجراحة في أقرب وقت".

علاج ألم المغبن

إذا شعرت بألم في المغبن أو بوجود كتلة في هذه المنطقة، أبلغ طبيبك فوراً. قد تحتاج إلى فحص شامل. في العيادة، يجري لك الطبيب فحصاً جسدياً ويسألك عن تاريخك الطبي، حتى أنه يطلب لك فحوصات بتقنيات التصوير في بعض الحالات. إذا رصد الطبيب تشنجاً في المغبن، قد يصف لك الراحة وكمادات الثلج وجوارب ضاغطة. أو تحتاج أحياناً إلى أخذ أدوية مضادة للالتهاب. وحين تشعر بالتحسن، قد تستفيد من جلسة علاج فيزيائي لتقوية عضلات البطن والفخذ.إذا تأكد الطبيب من إصابتك بفتق، لا تفترض أنك ستحتاج إلى جراحة فوراً. ما لم يكن الفتق عالقاً، لا داعي لمعالجته. لا بد من مراقبة مسار تطوره في مطلق الأحوال، علماً أنك قد لا تحتاج إلى الجراحة مطلقاً.

لكن يجب أن تلاحظ إذا كان يحدّ من نشاطاتك أو يمنعك من ممارسة الرياضة. في هذه الحالة، من الأفضل أن تعالج الفتق كي تتمكن من استئناف حياتك العادية.

جراحة الفتقيمكن إصلاح الفتق عبر الجراحة التقليدية "المفتوحة" (من خلال إحداث شق كبير يسمح للجراح برؤية الفتق) أو عبر عملية غازية بالحد الأدنى (حيث يستعمل الجراح أدوات رفيعة وطويلة ويدسّ كاميرا مصغرة داخل شقوق صغيرة). تكون المقاربتان فاعلتَين بالقدر نفسه، ويتوقف نوع الجراحة على ظروف المريض وخيار الطبيب.

خلال العملية، يغلق الطبيب الثقب في جدار البطن عبر تقطيبه أو وضع رقعة شبكية فوق الفتحة. قد تُسبب هذه الرقعة الالتهابات أحياناً، لكن تبقى الشبكة خياراً آمناً. كذلك، يترافق الترقيع مع بعض المنافع: يتراجع احتمال تجدد الفتق بعد إصلاحه بهذه الطريقة بنسبة 1 إلى 3%. لكن إذا لم تُستعمَل الشبكة، تصل هذه النسبة إلى 5 أو 8%. لذا يشجّع بيرغر المرضى على تفضيل هذا الخيار.

تتراوح مدة التعافي بعد الجراحة بين بضعة أيام وأسبوعين. سيطلب منك الطبيب أن تنهض وتتحرك قدر الإمكان. يمكنك أن تتحرك فوراً وتستأنف روتينك العادي. وكلما زادت حركتك، سيتحسن وضعك سريعاً.

استبق المشكلة!


للاحتماء من تشنج المغبن، مارس التمارين الجسدية بانتظام وزِدْ قوة عضلات بطنك وساقَيك. يجب أن يحافظ كبار السن على مرونتهم قدر الإمكان. تتعدد النشاطات المفيدة، أبرزها التمطط واليوغا. قد لا تتمكن من منع نشوء الفتق، لكن يجب أن تعرف أنه سبب شائع لألم المغبن. لذا لا تتردد في إبلاغ الطبيب عند ظهور الأعراض.

في النهاية، يستنتج بيرغر: "يصاب كبار السن بالفتق من دون اكتشاف مشكلتهم أكثر من الشبان لأن الناس يميلون إلى الاستخفاف بصحتهم مع التقدم في السن. لكن يجب أن يأخذ الجميع هذا الاضطراب على محمل الجد كأي مشكلة طبية أخرى".


MISS 3