عمّان تؤكد أهمّية بقاء قوّات التحالف الدولي في المنطقة

العاهل الأردني يُحذّر من عودة ظهور "داعش"

10 : 46

الصفدي يُصافح ماس في عمّان أمس (أ ف ب)

حذّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال مقابلة مع شبكة التلفزيون الفرنسيّة "فرانس 24" بثت أمس، من إعادة تأسيس تنظيم "داعش" وصعوده مجدّداً في الشرق الأوسط.

وقبيل جولة أوروبّية يبدأها الملك اليوم وتشمل بروكسل وستراسبورغ وباريس، دعا إلى تكثيف التعاون بين القوّات الأميركيّة الموجودة في العراق ودول المنطقة للحيلولة دون عودة تنظيم "داعش"، ليس فقط في العراق وسوريا، بل أيضاً في ليبيا، التي تُعدّ قريبة من أوروبا، مؤكداً أن كلّ هذه الملفات سـتتمّ مناقشـــتها مع الدول الأوروبّيـة في الأيّام المقبلة.

وقــــــال الملك: "سيكون هاجسي خلال المباحثات التي سأُجريها في أوروبا، هو ما شهدناه خلال العام الماضي من عودة وإعادة تأسيس لـ"داعش"، ليس فقط في جنوب وشرق سوريا، بل وفي غرب العراق أيضاً"، مضيفاً: "علينا التعامل مع عودة ظهور داعش"، وشدّد على أن هذا الأمر "تهديد لنا جميعاً وليس فقط للمنطقة، بل ولأوروبا وبقيّة العالم".

كما رأى أن "العالم منشغل بما يحدث بين إيران والولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن "الوضع حاليّاً يتّجه نحو "خفض التصعيد". واعتبر أن اغتيال قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني الجنرال قاسم سليماني "قرار أميركي محض"، لافتاً إلى أنّه "دخلنا في عقد جديد، ونتمنّى أن ندخل في هذه المرحلة بشكل إيجابي، لأنّ الهدف هو تخفيف التوتر والحساسيّات بين الدول، خصوصاً وأن المشكلات متشابكة بين بعضها البعض".

وأوضح أنّه "لغاية الآن، يبدو أن هناك تهدئة، ونرجو أن يستمرّ هذا التوجّه، إذ لا يُمكننا تحمّل عدم الاستقرار في منطقتنا، الذي يؤثر على أوروبا وبقيّة العالم". وأكد العاهل الأردني أن "ما يحصل في طهران سيؤثر على بغداد ودمشق وبيروت، وعمليّة تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين". وردّاً على سؤال حول ما إذا كان يخشى هجوماً إيرانيّاً على الأردن، أجاب أن "بلاده تلقت تهديدات عديدة، ما جعلها تُعلن حال تأهّب عسكري قصوى العام 2019"، مضيفاً: "بالرغم من عدم حدوث أي هجوم، إلّا أنّه علينا أن نُعيد فتح الحوار بيننا لأن أي خطأ يُرتكب ستكون تكاليفه باهظة على الجميع".

من جهة أخرى، وردّاً على سؤال أيضاً حول إرسال تركيا قوّات إلى ليبيا، اعتبر الملك أن "هذا سيخلق المزيد من الارتباك"، معبّراً عن أمله في أن يُسهم الدور الروسي في تهدئة الأمور.

تزامناً، أكد وزير خارجيّة الأردن أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس في عمّان، أهمّية بقاء قوّات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في المنطقة وتماسكه لمحاربة تنظيم "داعش"، الذي "لا يزال خطره قائماً"، محذّراً من أن "تفكّكه يُمثل فرصة للمتطرّفين للتسلّل عبر الفراغ الذي سيحدث وإعادة بناء قدراتهم". وأوضح الصفدي أن "داعش فَقَدَ السيطرة المكانيّة ولكنّه ما زال خطراً أمنيّاً وما زال يُحاول إعادة بناء قدراته". وشدّد على أن "مصلحة العراق ومصلحة المنطقة برمّتها أن نُحافظ على تماسك التحالف الدولي".

من ناحيته، كشف ماس أن "الجنود الألمان في اربيل وفي الكويت سيبقون هناك حتّى نحصل على ردّ نهائي من الحكومة العراقيّة". وأضاف: "من المحتمل أن يستغرق هذا وقتاً قليلاً، هناك حوارات عديدة مع الحكومة العراقيّة ومع شركائنا الدوليين"، مؤكّداً أن "محاربة "داعش" تتطلّب جهوداً دوليّة". وأشار كذلك إلى أن القوّات الألمانيّة باقية إلى حين التوصّل إلى "أُسس مشتركة" عبر الحوار مع الحكومة العراقيّة. وحذّر ماس من أن انسحاب الحضور الدولي من العراق "سيُشكّل أرضيّة خصبة للإرهاب".