تأجيل الاجتماع الأميركي - الروسي في شأن معاهدة "نيو ستارت"

الكرملين يُرحّب بوساطة فاتيكانيّة حول الحرب في أوكرانيا

02 : 00

توقّع مسؤولون أوكرانيون شنّ سلسلة جديدة من الضربات الروسية هذا الأسبوع (أ ف ب)

بعدما أعاد البابا فرنسيس التأكيد قبل أكثر من أسبوع على استعداد الفاتيكان لفعل أي شيء ممكن للتوسّط ووضع حدّ للحرب الروسيّة ضدّ أوكرانيا، رحّب الكرملين أمس بعرض الفاتيكان التوسّط في التفاوض لحلّ الصراع، لكنّه اعتبر في الوقت عينه أنه بالنظر إلى الأمر الواقع والموقف القانوني الذي يُبديه الجانب الأوكراني من الصعب تحقيق ذلك.

وفي الغضون، توقّع مسؤولون أوكرانيون شنّ سلسلة جديدة من الضربات الروسية هذا الأسبوع، بعدما استهدفت الضربات السابقة منشآت حيوية للطاقة وتسبّبت بانقطاع المياه والكهرباء، لا سيّما في العاصمة كييف.

وأشارت المتحدّثة باسم القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني ناتاليا غومنيوك إلى ظهور سفينة صواريخ روسية في البحر الأسود. وبحسب البحرية الأوكرانية، هناك حاليّاً 11 سفينة حربية روسية منها حاملة الصواريخ هذه في البحر الأسود قبالة أوكرانيا، بالإضافة إلى عدّة سفن حربية أخرى في بحر آزوف والبحر الأبيض المتوسط، بما مجموعه 76 رأساً حربيّاً.

توازياً، حذّرت الرئاسة التشيكية لمجلس الاتحاد الأوروبي من أن الاتحاد منح نفسه إمكانية معاقبة التحايل على القيود المفروضة على روسيا لضمان تطبيقها. وذكر البيان الصادر عن الرئاسة أن الحكومات الأوروبّية تبنّت بالإجماع القرار باعتبار انتهاك العقوبات الأوروبّية «جريمة». وسيسمح هذا القرار بمعاقبة دول ثالثة ورعاياها أو كياناتها التي قد تلتف على العقوبات التي تبنّاها الاتحاد الأوروبي ضدّ روسيا.

وفي الأثناء، رأى رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية فرناندو أرياس خلال الاجتماع السنوي للهيئة الناظمة في مقر المنظمة في لاهاي أن الغزو الروسي لأوكرانيا زاد من خطر استخدام أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الذخائر الكيماوية، مؤكداً أن المنظمة تواصل مراقبة الوضع في أوكرانيا عن كثب.

ديبلوماسيّاً، استُدعي السفير النروجي في موسكو روبرت كفيل إلى وزارة الخارجية الروسية احتجاجاً على اعتقال عدد من الروس في النروج بتهمة استخدام طائرات مسيّرة. وذكرت الوزارة الروسية في بيان أنه تمّ إبلاغ كفيل بأن هذه الاعتقالات «غير مقبولة» وهي «ذات دوافع سياسية» و»لا علاقة لها بمبادئ العدالة المنصفة والنزيهة».

ودعت موسكو السلطات النروجية إلى «وقف هذه الأعمال المعادية للروس واضطهاد الرعايا الروس على أساس جنسيّتهم»، في حين أوقف 12 روسيّاً في النروج في الأسابيع الأخيرة لاستخدامهم مسيّرات أو تصوير مواقع حساسة.

على صعيد آخر، كشف وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أنه سيلتقي نظيرَيه السويدي والفنلندي لمناقشة طلبَي دولتيهما الانضمام إلى «حلف شمال الأطلسي» على هامش اجتماع الحلف في بوخارست اليوم. وقال تشاوش أوغلو إنّ «العملية تتطوّر بشكل إيجابي، لكن لا يزال هناك خطوات يجب اتخاذها»، مشيراً إلى أن «السويد هي البلد الذي يحتاج إلى اتخاذ المزيد من الخطوات».

تزامناً، أعلنت وزارة الخارجية الروسية تأجيل الاجتماع بين روسيا والولايات المتحدة لمناقشة إمكانية استئناف عمليات التفتيش بموجب معاهدة «نيو ستارت»، الاتفاق الرئيسي لنزع السلاح النووي بين القوّتَين، إلى أجل غير مسمّى. ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن وزارة الخارجية أن «اجتماع اللجنة الاستشارية الثنائية في إطار معاهدة «نيو ستارت» المقرّر عقده مبدئيّاً في القاهرة بين 29 تشرين الثاني و6 كانون الأول، لن يعقد في الموعد المحدّد.... وتأجّل إلى أجل غير مسمّى».

وحول النفوذ الروسي في منطقة وسط آسيا، أظهر الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف وحدتهما أمس بالإشادة بعلاقاتهما التاريخية التي شابتها خلافات في شأن الحرب في أوكرانيا. وقال توكاييف خلال اجتماع مع بوتين في الكرملين: «بالنسبة إلى كازاخستان، روسيا كانت وستظلّ الشريك الاستراتيجي الرئيسي».

ورحّب بـ»العلاقات العميقة في مجالات مختلفة تماماً» بين موسكو وأستانا، موضحاً أن لديه «مشاريع كبيرة للعاصمة الروسية» في كازاخستان، وتعهّد بـ»بذل كلّ ما في وسعه» لضمان «وجودها الدائم» في البلاد، فيما أشاد بوتين بـ «الطابع الخاص» للعلاقات بين روسيا وكازاخستان.