طهران ترفض التحقيق الدولي في قمع الإحتجاجات

نواب فرنسا يساندون الشعب الإيراني

02 : 00

جانب من معرض لمعارضين إيرانيين في متنزه في نيويورك أمس (أ ف ب)

مع تزايد عمليّات القمع الوحشيّة لأجهزة نظام الجمهورية الإسلامية، والتي تطال النساء والقصّر بشكل واسع، الذين يُعتبرون "عصب" الحراك الشعبي الذي يُنادي بإسقاط النظام، تبنّت الجمعية الوطنية الفرنسية بالإجماع أمس قراراً لـ"دعم الشعب الإيراني" يُدين خصوصاً تقييد الحرّيات وحقوق النساء. وبينما دعا النائب عن حزب "النهضة" (الغالبية الرئاسية) أدريان غومي، المتحدّرة عائلته من إيران، إلى "توجيه رسالة قوية" بالتصويت على هذا النصّ، حاز الأخير على إجماع النواب الذين صوّتوا وعددهم 149 نائباً، وسط تصفيق حار في المجلس.

ويُدين القرار بـ"أشدّ العبارات القمع الوحشي والمعمّم" الممارس ضدّ "متظاهرين غير عنفيين"، ويُندّد بـ"ممارسة التعذيب" ويؤكد دعمه "الشعب الإيراني في تطلّعه إلى الديموقراطية واحترام حقوقه وحرّياته الأساسية". كما يدعو النصّ إلى "الإفراج الفوري عن رعايا فرنسيين محتجزين تعسفيّاً"، فيما رحّبت كلّ الأطياف السياسية بالقرار.

واستعادت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الشعار الذي يرفعه المتظاهرون في إيران "إمرأة، حياة، حرّية"، مندّدةً بمقتل "أكثر من 400" شخص في حملة القمع. وأكدت أن الوضع "يتطلّب التحرّك بمسؤولية"، مشيرةً إلى أنه بعد حزمتَين من العقوبات تمّ فرضهما بالفعل على المستوى الأوروبي "يجرى الإعداد لعقوبات جديدة ستطرح خلال اجتماع وزراء الخارجية المقبل في 12 كانون الأوّل".

تزامناً، استدعت إيران السفير الألماني لديها بعدما قدّمت برلين مشروع قرار أمام مجلس حقوق الإنسان الأممي، نتج عن تبنّيه تشكيل لجنة تحقيق دولية في قمع الاحتجاجات في إيران. وأكدت الخارجية الإيرانية أنّ طهران "لن تتعاون مع أي آلية تُحدَّد على أساس هذا القرار المبني على نهج سياسي والذي يُستخدم كأداة"، مكرّرةً "الرفض التام" للقرار ومعربةً عن احتجاجها على "التصريحات التي لا أساس لها من الصحة للسلطات الألمانية".

ميدانيّاً، قُتل عنصر من "الحرس الثوري" الإيراني بالرصاص في مدينة أصفهان. ونقلت وكالة "إرنا" عن نائب الحاكم المحلّي محمد رضا جان نثاري أن العنصر قُتل في هجوم مسلّح في هذه المدينة في وسط البلاد، مؤكداً أن التحقيق جار لتحديد "منفّذي" الهجوم، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وفي الأثناء، كشف أسطورة كرة القدم الإيرانية علي دائي أنه تلقّى تهديدات بعد دعمه "ثورة النساء" المندلعة في إيران. وقال دائي في بيان نشره على "إنستغرام": "تلقّيت عدّة تهديدات ضدّي وضدّ عائلتي في الأشهر والأيام الماضية من قبل بعض المنظمات ووسائل الإعلام ومجهولين". وأضاف: "لقد تعلّمت الإنسانية والشرف والوطنية والحرّية... ماذا تُريدون أن تُحقّقوا بمثل هذه التهديدات؟". ودعا إلى "إطلاق السراح غير المشروط" للسجناء الذين اعتُقلوا خلال حملة القمع.

توازياً، أُطلق سراح أكثر من 700 شخص في إيران بعد فوز منتخبها على ويلز في مباريات كأس العالم في قطر، بحسب ما أعلنت وكالة "ميزان أونلاين" التابعة للسلطة القضائية، التي أشارت إلى أن من بين هؤلاء "بعض الأشخاص الذي أوقفوا خلال الأحداث الأخيرة"، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.

على صعيد آخر، رحّبت طهران بقرار الحكومة العراقية إرسال قوات إلى المنطقة الحدودية مع إقليم كردستان العراق الذي يتمتّع بحكم ذاتي وحيث يتمركز معارضون أكراد إيرانيون، مؤكدةً أنّه "إذا كانت الحكومة العراقية بحاجة إلى مساعدة فنية في هذا الصدد، فنحن على استعداد لتقدیم المساعدة لها".