بعد التظاهرات... جهاز أمني صينيّ يتحدّث عن "إجراءات قمعيّة"

02 : 00

خلال تجمّع مناهض للنظام الشيوعي الصيني في إحدى جامعات كاليفورنيا أمس الأوّل (أ ف ب)

بعد التظاهرات الواسعة التي شهدتها مدن صينيّة عدّة، خصوصاً بكين وشنغهاي، احتجاجاً على تدابير الإغلاق المرتبطة بجائحة «كوفيد» وللمطالبة بمزيد من الحرّيات السياسية، تحدّثت أعلى هيئة أمنية في الصين أمس عن «قمع» يستهدف «قوات معادية».

وفي هذا الصدد، أكدت لجنة الشؤون السياسية والقانونية المركزية التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، والتي تُشرف على تطبيق القوانين المحلّية في الصين أنه «من الضروري اتخاذ إجراءات قمعية ضد أنشطة التسلّل والتخريب التي تقوم بها قوات معادية، طبقاً للقانون»، بحسب ما جاء في بيان عقب اجتماع للجنة نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

وشدّدت على أهمّية «اتخاذ إجراءات صارمة ضدّ الأفعال الإجرامية غير القانونية التي تعطّل النظام الاجتماعي، طبقاً للقانون، وتحمي بشكل جدّي الاستقرار الاجتماعي العام»، في وقت بدا فيه أنّ الانتشار الكثيف للشرطة خفّ في شوارع شنغهاي التي تغمرها الأمطار، حيث تخلّلت احتجاجات نظّمت نهاية الأسبوع دعوات جريئة إلى استقالة الرئيس شي جينبينغ.

كذلك، خفّت الجهود الواسعة التي بذلتها الشرطة لمنع المارة من التقاط صور لموقع الاحتجاج، فيما قال شرطي لوكالة «فرانس برس» إن ذلك «يتوقّف على طبيعة الصورة»، لكن ليس هناك حظر شامل في المكان.

لكنّ الإحباط بسبب استراتيجية «صفر كوفيد» بقي واضحاً على الأرض. وقال أحد المارة الذي عرّف عن نفسه فقط براي (17 عاماً): «سياسة «صفر كوفيد» الآن صارمة جدّاً. إنها تقتل أشخاصاً أكثر مِمَّا يقتلهم كوفيد»، لافتاً إلى أن الشرطة طوّقته أثناء مروره في المنطقة.

وفي بكين، انتشر عدد قليل من سيارات الشرطة فيما لم تكن هناك أي إشارة إلى وجود متظاهرين عند تقاطع قرب قرية الألعاب الآسيوية، حيث جرى التخطيط لتظاهرة. ومن المحتمل أن تكون الحرارة المتدنية جدّاً والتي بلغت 9 درجات تحت الصفر، قد أدّت إلى عدم مجيء متظاهرين.

توازياً، استدعت بريطانيا السفير الصيني لدى لندن جينغ زيغوانغ للاعتراض على توقيف الصحافي في «بي بي سي» إد لورنس الذي كان يُغطّي الاحتجاجات في شنغهاي. وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي للصحافيين خلال اجتماع لـ»حلف شمال الأطلسي» في رومانيا: «من المهمّ للغاية أن نحمي حرّية الإعلام»، مؤكداً أنه جرى استدعاء جينغ.

وفي الغضون، استبعدت المملكة المتحدة شركة «سي جي ان» النووية الصينية من مشروع محطة «سايزويل سي» النووية للطاقة التي ستبنيها تالياً مع الشريك المتبقّي مجموعة «أو دي أف» الفرنسية. وأتى الإعلان غداة تحذير من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك من أن «العصر الذهبي» للعلاقات البريطانية - الصينية «انتهى»، مشدّداً على أن بكين تطرح «تحدّياً نُظميّاً» لمصالح المملكة المتحدة وقيمها.

على صعيد آخر، أوضح البنتاغون في تقريره السنوي الذي يُقدّمه للكونغرس في شأن قدرات الجيش الصيني، أن بكين تلجأ بشكل متزايد إلى قواتها المسلحة كإحدى الأدوات الأساسية التي تستخدمها لتحقيق مصالحها، وهو ما ينعكس على المصالح الأمنية للولايات المتحدة وحلفائها وشركائها. وفي ما يتعلّق بالقدرات النووية، كشف التقرير أن الصين تهدف خلال العقد المقبل إلى تحديث وتنويع وتوسيع قدراتها النووية.

وفي الأثناء، رفضت البحرية الأميركية اعتراضات بكين على «عملية حرّية الملاحة» التي أجرتها الولايات المتحدة بالقرب من جزر تُسيطر عليها الصين في بحر الصين الجنوبي، بينما كان الجيش الصيني قد أعلن أنه أبعد طرّاداً أميركيّاً مسلّحاً بصواريخ موجّهة دخل بشكل «غير قانوني» المياه بالقرب من جزر سبراتلي.