خامنئي يُشكّك بتعهّد السوداني ضبط الحدود بين البلدَين

"الحرس" هدّد عائلات المنتخب الإيراني بـ"السجن والتعذيب"

02 : 00

خامنئي خلال استقباله السوداني في طهران أمس (مكتب المرشد الإيراني الأعلى)

قبل الهزيمة التي مُني بها منتخب الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمام المنتخب الأميركي، وخروج إيران بالتالي من مونديال قطر، وفيما كان إعلام النظام يتحدّث بحفاوة عن ضرورة فوز "المنتخب الفارسي" على "الشيطان الأكبر"، كان لافتاً ما نقلته شبكة "سي أن أن" الأميركية عمّن وصفته بـ"مصدر معنيّ بأمن المباريات" أنّ عائلات المنتخب الإيراني تعرّضت للتهديد بالسجن أو التعذيب إذا فشل اللاعبون في التصرّف كما يجب، ما يُبرز أهمية هذه المواجهة الكروية لطهران معنويّاً في محاولة منها لاستغلالها سياسيّاً على الصعيد الخارجي وشعبيّاً على الصعيد الداخلي في خضمّ "ثورة النساء" التي تهزّ البلاد.

وكشف المصدر أنّه عقب رفض اللاعبين الإيرانيّين إنشاد النشيد الوطني في مباراتهم الافتتاحية أمام إنكلترا، استُدعي اللاعبون للقاء أعضاء من "الحرس الثوري" الإيراني، وقيل لهم إنّ عائلاتهم "ستواجه العنف والتعذيب إذا لم يُشاركوا في النشيد الوطني أو إذا انضمّوا إلى أي احتجاج سياسي ضدّ نظام طهران".

كما تحدّث المصدر الذي يُراقب من كثب الأجهزة الأمنيّة الإيرانيّة العاملة في قطر خلال فترة كأس العالم، عن أنّه "تمّ تجنيد عشرات الضبّاط من "الحرس الثوري" لمراقبة اللاعبين الإيرانيين الذين لا يُسمح لهم بالاختلاط خارج الفريق أو لقاء أجانب"، لافتاً إلى أن "هناك عدداً كبيراً من ضبّاط الأمن الإيرانيين في قطر الذين يجمعون المعلومات ويُراقبون اللاعبين". وأشار إلى أنّ "كارلوس كيروش، المدرّب البرتغالي للمنتخب الإيراني، التقى بشكل منفصل مع ضباط من "الحرس الثوري" بعد تهديداتهم للاعبين الإيرانيين وعائلاتهم".

وتلقّى اللاعبون وعوداً بـ"هدايا وسيارات قبل مباراة إنكلترا، لكنّ النظام تحوّل إلى تهديدهم وعائلاتهم بعد الإذلال من رفض الفريق إنشاد نشيدهم الوطني"، ما اعتُبر بمثابة تضامن مع الحراك الشعبي، في وقت أعلنت فيه السلطات القضائية الإفراج بكفالة عن حارس مرمى المنتخب الوطني لكرة القدم السابق بارفيز بوروماند بأمر من المدّعي العام في طهران.

توازياً، كشفت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن قوات الأمن قتلت أكثر من 448 شخصاً في حملة القمع الدموية، أكثر من نصفهم في مناطق الأقليات العرقية، مشيرةً إلى أن هناك 60 طفلاً تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً، بينهم 9 فتيات، و29 إمرأة، بينما أشار قائد القوة الجوفضائية في "الحرس الثوري" العميد أمير علي حاجي زاده إلى أن أكثر من 300 شخص قُتلوا، وهي أوّل مرّة تعترف فيها السلطات بهكذا حصيلة.

وفي الأثناء، عبّرت أسرة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل، العامل في المجال الإنساني والموقوف في إيران منذ 9 أشهر، عن قلقها من تراجع حالته الصحية، مشيرةً إلى أنه بدأ إضراباً عن الطعام للاحتجاج على معاملته بطريقة "غير إنسانية". وندّدت عائلة الرجل الأربعيني في بيان بـ"الظلم الوحشي"، ناقلة فحوى اتصال يُقال إنّ هذا الأخير أجراه الإثنين مع القنصلية البلجيكية.

على صعيد آخر، شكّك المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي في تعهّد العراق ضبط الحدود بين البلدَين أمنيّاً، وذلك خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في طهران أمس. وبينما شدّد رئيس الوزراء العراقي على أن بغداد مصمّمة على عدم "السماح باستخدام الأراضي العراقية لتهديد أمن إيران"، ردّ المرشد الأعلى على هذا الموقف بالقول: "للأسف، يحدث هذا الأمر في بعض مناطق العراق"، وفق ما نقلت عنه وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا".

وتابع خامنئي: "الحلّ الوحيد يكمن في توسيع سيطرة الحكومة العراقية على تلك المناطق أيضاً"، مشدّداً كذلك على "ضرورة تنفيذ جميع الاتفاقات المبرمة في وقت سابق بين طهران وبغداد"، كما حذّر من "بعض النوايا التي لا ترغب في حصول اتفاق وتعاون بين هذَين البلدَين"، مشيراً خصوصاً إلى التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وسكك الحديد. وكان السوداني، الذي تسلّم منصبه قبل شهر، قد التقى خلال النهار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي دعا إلى تحسين العلاقات بين الدولتَين.


MISS 3